تذكرتك حين مررتُ بذاك المكان الذي جمعني بك أومأتُ إلى قلبي بأن يتعضّل ولكنّه طاشَ كعادته فبكى شوقاً من كثرةِ الصّبابةِ التي عُلقّتْ على أطلالك!
تدورُ موسيقي الأحزان في رئتي وكأن روحي بدأت تعزفُ أنفاسها في آخر أحضانِ وداعاتك، استجمعتْ ذاكرتي ما قد ختمتُ عليه بالنسيان أيحقّ لها أن تتذكّر ما مضى عليه أعوام؟
أخبرني الكثيرون بأنّ الأيّام ستفاجئني بما يُسهيني عنك، ولكني لا زلتُ أؤمنُ بأنّ الحبّ الأوّل يُستحيل نسيانه وإن بلغ الشيبُ رأسي! أمضي على أطلالك فأرى في كلّ زاويةٍ ذكرى أشدُّ على القلب تذكرّها من أن يُنصف بالسيف!
علّك تتسائل أكان ذاك العاشقُ مقصّراً في نواميسِ العشق؟ لا ولكنّ تذكر عاشقٍ غائب مؤلمٌ للغاية!
جلستُ على مقعدٍ ظننتُ بأنّه سيخفف عنّي عُسر موقفي فزاد هذا المقعد من ألمي، لقد وضّح في عيني رؤيا زماننا، بات يُذكرني بمشهدٍ تلو الآخر كنتَ أنت بطله!
دون أيّ تأهيلٍ لمن حولي تمكنتْ منّي صوْلةُ البكاء كعاشقةٍ فاقدة ترى العشّاق حولها قد أحلّوا في مكانها ولا تجدُ من تئوي إليه باحتضان!
أين المفرّ من ذكراك وأنا بذا المكانِ الذي جمعني بك؟
أين أجد مناصاً من دموعي التي باتت لحبّك نهرا أمديا؟
أشعرُ وكأنّي لستُ في ذاتِ المكان دونك، ينقصُه الكثير المكان حتّى أعتاد عليه كالسّابق! دونك حُبستُ في عالمٍ كبّلني فيه الكثيرون بالغربة، وكأنّي أنا من اخترتُ المراغبةَ عنك! ليسَ ذلك وحده من آلمني ربّما رؤيةُ عيني لك أنّك في كل زاويةٍ كُنتَ حاضراً تستهويني وتجمع شتات أطرافي
دون التنبأ لتعجّبهم والآن وحيدةً دون هذا الإستيهام!
دعاني الكثيرُ لكيْ أبتدئ ذكرى جديدة ولكنّ قلبي لا يَسمحُ بأن يمتلك هذا المكان ذكرى غير ذكراك!
لمْ يعُد لساني قادرٌ على الكلام فقط أودُّ أن تعودَ تلك الأيّام ذاتها فلا تَجعلْني يتيمةً في هذا المكان، أودّ بأن أعود مُحبّةً كسائر أيّامي معك بطلةً لمشاهدٍ لم يتمكن على استيلائها أيّ سينمائي! آنذاك سأكون بخير..