أوشكت حملة "رقي " - مجتمع راقٍ ونقي - على الإنتهاء فهي الآن في أسبوعها الأخير .
وإن كانت حملةُ ُ لشهرٍ واحدٍ فقط إلا أنها قدمت الكثير لمتابعيها رغم أن ما تهدف إليه يحتاج إلى أشهر بل وسنوات لتحقيقه .
ولا يعني ذلك إستحالة بلوغه ولكن يؤكد ضرورة إتخاذ قرار التغيير بسرعة وجدية .
نعم ، إننا كوالدين ومسؤولين نحتاج إلى إيقاظ قوة التغيير الموجودة في كل واحدٍ منا لنستمتع بالحياة ونعيش وكأننا ولدنا من جديد ولنعين أبنائنا على ذلك أيضاً .
فالمجتمع الراقي النقي الذي نطمح أن نصل إليه ، لن يكون إلا بأشخاص هم أبناءُ ُ قمنا برعايتهم ، تأديبهم ، تربيتهم وتعليمهم لينعكس ذلك على سلوكهم ، فكرهم وتعاملهم . وحتى نحقق هذا التغيير فإننا نحتاج إلى خمسة مقومات أساسية : الرؤية ، المهارات ، الحوافز ، المصادر وخطة العمل الجيدة .
ويجب أن نعمل على الخمسة منها معاً في خطوطٍ متوازية، فإذا اختل أحدها ، حصلنا على نتائج أخرى غير متوقعة. فالمهارات و الحوافز والمصادر المعتمدين على خطة عمل بدون رؤية أو هدف ، سيكون محصلتها الإرتباك في التنفيذ . وعندما تكون الرؤية واضحة ومدعمة بحوافز جيدة ومصادر قوية وخطة عمل ولكنها تفتقد المهارات فالقلق سيكون نتيجتها .
أما الرؤية السديدة المقرونة بمهارات ومصادر وخطة عمل جيدة و المفتقدة للحوافز ، فستقابل بمقاومةٍ كبيرة .
وسيكون الإحباط نتيجة لأي خطة مدروسة برؤية جيدة ومهارات وحوافز اذا فقدت تلك الخطة المصادر القوية.
و اذا اجتمعت العناصر الخمسة بإستثناء خطة العمل ، فستكون البداية خاطئة.
ولأسهل لكم فهم ما كتبت ، أدعوكم للإطلاع على الرسم التخطيطي التالي وأطلب ممن يقرا مقالتي هذه بالذات أن يطلع على نسختها المكتوبة لتصلهم الفكرة بوضوح .
ولمزيد من التوضيح ، دعوني أقرب الفكرة بمثالٍ و أُحلله معكم.
ولنفترض أننا أتخذنا قرار التغيير في شأن ما ، و تحمسنا جداً لتعديل سلوكٍ معين مع أبنائنا فخطوات العمل ستكون بتحديد الرؤية و التي اخترتها أن تكون التقليل من نسبة استخدام الأجهزة الإلكترونية وخاصة أثناء الإجتماع العائلي
و لأحقق ذلك أحتاج إلى مهارات فكرية ، لغوية ، إجتماعية أو ثقافية كمحاولة إيجاد البديل لجذب انتباه الأبناء .
أو بطرح فكرة للمناقشة ، أو مشكلة للحل أو الإعلان عن مفاجأة ومحاولة استثارة الجميع لمعرفتها .
وبالطبع سيكون للحوافز أثر في تحقيق المرغوب ويكون ذلك بتشجيع المشاركين ، أو إهداء المتقدمين منهم أو بتبني فكرة أحدهم وتفعيلها .
ولا ننسى أن خطوة كهذه تحتاج منا خطة عمل قبل البدء في تنفيذها حتى نضمن استمراريتها ونصل إلى النتائج المرغوبة في فترة زمنية محددة مسبقاً وحسب جدول تطبيقي نتابع فيه قدر التقدم و آثار التغيير . وستكون القراءة و الإطلاع والإستفادة من تجارب وخبرات سابقة لمن حاول تطبيق نفس الفكرة أو ما شابهها مصادر لا يمكن الإستغناء عنها .
هذا مثال فقط من أمثلة عدة يمكن البدء في التخطيط لها بجدية و حرص حتى نستطيع أن نترك أثراً و نضع بصمة في تربيتنا لأولادنا و لنتذكر دائماً أن الأعمال الكبيرة تبدأ بتحول بسيط. والله ولي التوفيق