• ×

قائمة

Rss قاريء

حِوار الكاتبة : أشواق أحمد مع معلمة علم النفس الأستاذة : نورة درويش

حملة نبراس التوعوية " رقي"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - أشواق أحمد - جازان : 

استمرارا لحملة نبراس التوعوية "رقي" مجتمع راق ونقي - قامت سفيرة نبراس اشواق أحمد بإجراء حوار هادف مع معلمة علم النفس الاستاذة : نورة درويش للتعرف على رأيها فى مايخص مشكلة إيذاء الأطفال والتحرش بهم .

يسعد صباحكِ ، وأنا شاكرة كثيراً إليكِ لتلبية دعوتي .

1 - بدايةً كونهُ حواراً لم يقتصر على وقفة طالبة ومعلمة لإجراء حوار بل سيُرفع لصحيفة نبراس الإخبارية وسيطلعُ عليه الكثير من القراء ، حدثيني من هي المعلمة نورة درويش ؟*

- هي معلمة متخرجة من جامعة الملك سعود بالرياض تخصص اخصائية نفسية " مسار إرشادي "

2 - كوني اليوم أتحدثُ عن ظاهرةُ التحرش ، من الجانب النفسي حدثيني كيف يؤثر التحرش على نفسية الطفل ؟*

- التحرش للأسف أصبح ظاهرة كثيراً مايُسمع عنها سائلين الله الثبات لشباب وبنات وأطفال المسلمين ..
التحرش ظاهرة ذات نتائج سلبية على المتعرض لها وجميع من له صلة به من الوالدين والأقارب ، والطفل الذي قد تعرض للتحرش سيعاني من إضطرابات نفسية شديدة وخاصة إذا لم يخضع للعلاج النفسي على أيدي متخصصة .
الطفل يتميز بقوة الذاكرة ولذلك لابد له من الخضوع للعلاج حتى يتسنى له نسيان ماحدث والعودة للإنخراط في براءته وحياته البسيطة .
والطفل بعد تعرضه للتحرش قد يعاني من الكوابيس الليلية والتي تدور غالباً حول الحادثة كما أنه سيعاني كثيراً من اضطراب الخوف وخاصة عند غياب الأم أو من يقوم برعايته ومنها مايؤدي الى الإنكماش على الذات وعدم الرغبة في الإختلاط بالآخرين.
وقد يتلذذ بهذا الموقف ويستمر مما يؤدي به الى الإنحراف في المستقبل ، وقد يصبح عدواني أكثر ويعتدي على أطفال آخرين رغبة منه في أن لا يكون الوحيد الذي يعاني ، ستختلط عليه الكثير من المشاعر المزدوجة بين القهر وتأنيب الضمير والخجل والإنخراط في أحلام اليقظة لذلك لابد له من العلاج على أيدي خبراء حتى لا تتفاقم المشكلة وتصبح أكبر ..

3 - كأُم كيف لي أن أعلم بأن طفلي قد تعرض لتحرش ؟

- في أغلب الأحيان الطفل الذي عانى من التحرش سيعاني أنواع من الإضطرابات النفسية سواء كان في نومه فيصبح أكثر عرضة للكوابيس والبكاء بين الحين والآخر بشكل مفرط دون أسباب معيّنة في وقتها وقد ينصرف عن الأكل ويميل إلى العزلة والشعور بالخوف تارة والعدوان تارة أخرى .

4 - الكثير من الأطفال قد يمارسون الصمت عند تعرضهم للتحرش ، ماسبب ذلك وكيف يمكن علاجه منزلياً ؟

- للأسف في أغلب المواقف التي نتعرض لها نعالجها بالصمت ومن دون أن نشعر ننقل ذلك إلى أطفالنا الذين يحاكون تصرفاتنا من باب أننا قدوتهم ، وقد يكون بسبب خوفهم من أنهم قد يعاقبون أو يوبخون يجعلهم يلتزمون الصمت كما يمكن أن يكون بسبب الصدمة النفسية التي تعرض لها جراء التحرش يجعله ملتزماً للصمت فترة ..

5 - كيف يمكنني أن أراقب طفلي دون أن أشعره بعدم ثقتي به ؟*

- إشعار الطفل بالأمان ومنحه مساحة يشعر فيها بالقيادية شيء عظيم في تربية الطفل يجعل منه طفلاً قادراً على اتخاذ قرارات وإن كانت بسيطة إلا أنها تؤدي إلى تنمية الإستقلالية لديه وتجعله أقل عرضه للتأثر بالآخرين .

6 - ما الوسائل التي لابد من اتباعها حتى أربي طفلاً قادراً على أن يقول " لا " ولا يكون طفلاً هشاً قد يُضحك عليه ببعض الكلمات كون التحرش بالأطفال لايكون برغبتهم بل بأوهامهم بأنها لعبة ؟

- إعطائه الحرية في اختيار ملابسه وارتدائها في سن مبكرة تنمي لدى الطفل القيادية والشعور بالاستقلالية عن والديه.*
- السماع له اثناء حديثه والإجابة على اسئلته وان كانت مكررة أو ليست ذات أهمية بالنسبة لنا فهي تعطيه المجال للتفكير والبحث .
- توضيح التحرش بطريقة مبسطة سهله يستطيع الطفل استيعابها بشكل صحيح .
- أوضح له أهمية عدم الخروج مع الغرباء وعدم الإستماع لهم وخاصة إذا طلبوا منه الحديث على إنفراد .
- مشاهدة فيديوهات هادفة توضح طرق التحرش بطرق مبسطة وإيضاح أهمية العمل بها .

7 - ما واجب الوالدين عندما يعلموا بأن طفلهم قد تعرض لتحرش ؟

- من الطبيعي أن يشعر الوالدين بالضغط الشديد من جراء ما حدث مع طفلهم ولكن لابد من الصبر والتفكير قبل إجراء أي سلوك قد يؤثر سلباً على صحته الجسدية والعقلية فالطفل سيعاني كثيراً من تغيرات تطرأ على شخصه نتيجة للتحرش لذلك لابد ان يترك له مجال للإفصاح عن ما جرى له دون أن أجبره أن يشرح كل ما تعرض له بشكل مفصل فذلك سيزيد من توتره وقد يشعره بأنه المجرم لا الضحية.*
وعند جلوسه بمفرده إذا شعرت أنه يفكر كثيراً عليّ إخراجه من دائرة التفكير بأن أخرجه لإستنشاق الهواء الطبيعي في صحبتي أو أحد أفراد العائلة الذين يُثق بهم وأن أشغل وقت فراغه بهوايته التي يحب ممارستها أو مشاهدة ماهو نافع من برامج قد تشد انتباهه .
- لابد من إحتضانه بشكل أكثر بمودة وحب وتقبل كل تقلباته المزاجية .
- مراقبة تحركاته دون إشعاره بأنه مراقب حتى أعرف ما أشارت إليه حالته الجسدية والنفسية دون أن يخضعها لبعض التغييرات الجبرية جراء مراقبتي له .
- لابد من عرضه على مختص في المجال النفسي حتى يخرجه من دائرة التحرش التي تعرض لها وخضوعه للعلاج النفسي حتى أتأكد من عدم رغبته للخوض في الأمر مرة أخرى أو رغبته في الإنتقام من ذات الشخص الذي تعرض له أو أي أحد آخر والتأكد بأن تعود حالته النفسية مستقرة كما السابق بدون عدوان أو إنطواء أو مخاوف قد تؤثر في حياته المستقبلية نفسياً وجسدياً .

8 - دقيقتين ، لكِ بها حرية التحدث عن هذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة بشكل كبير ، أنسجي للوالدين نصيحة ، زودينا بمعلومة أو لطمالما تتجول بداخلكِ كلماتٍ لم أسألكِ السؤال المناسب لخروجها وحان الوقت لتتلفظي بها :*

- لابد من إحتضان أطفالنا بحب وأن نعطيهم الوقت الكافي الذي يساعدهم على أن ينمو بشكل أكثر استقرارا وأن نراعي في تربيتهم ماجاء في الدين الإسلامي بأن نعلمهم الصلاة التي هي أصل الحياة الكريمة التي ارتضاها لنا الله سبحانه وتعالى لقوله ( إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ) وأن نعطيهم المجال في إختيار ما يريدون دون أن نفرض عليهم آرائنا في كل الأمور حتى وإن فشلوا أو أخطئوا في بعضها فالإنسان لا يتعلم إلا عندما يخطئ فهو بشر من حقه أن يخطئ ويتعلم من ذلك وأن نعزز فيه القيادية حتى لا يتأثر بكل الأشخاص الذين حولهُ سلباً .
وأن نعطيهم المجال في الحديث معنا عما يدور معهم اثناء يومهم حتى يشعروا أنا معهم في جميع أمورهم وأن نكون على دراية تامة بمن يصحبون فجماعة الأصحاب لها دور كبير في حياتهم الإجتماعية وأن ننصحهم عندما يحتاجون لذلك .
وألا يكون تعاملنا معهم خالي تماماً من العقاب فالطفل عندما يخطئ لا يؤخذ بالأحضان فلابد من ايضاح ذلك وأن لا يكون العقاب محتكراً على الضرب فقد يكون من حرمانه اللعب لفترة من الزمن أو حرمانه من شيء يحبه لأنه عندما يخطئ سيفكر أنه ربما قد يحرم من ما يحب فيبتعد عن ذلك.

ولكن إن أصر على الخطأ فلابد من عقابه جسدياً ولكن لايكون بشدة حتى لا يؤثر على نفسيته ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم " علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر " وفي ذلك توضيح تام من سيد الأنام بأن يكون العقاب الجسدي آخر ما يلجأ اليه المربي عند تربيته .

وفي الختام آمل أن أكون قد افدت بما قلت وأسأل الله العظيم أن يحفظ علينا أمننا وأماننا واستقرارنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .

نختم حوارنا بتقديم الشكر الجزيل للأستاذة نورة درويش للمشاركة ونسأل الله لك التوفيق .


أعدت الحِوار سفيرة نبراس الكاتبة : أشواق أحمد*
image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  1.9K

التعليقات ( 0 )