العالم الذي أسكنه منذ ولادتي حتى اللحظة ، لم يعد عالمي ، لقد حملت أسمالي البالية كلها وفرشت أجنحتي المتكسرة ، لأطير خارج حدود الكون .
لم يعد لي وجود في نزاعات إيران ولا في اقتصاد أمريكا ولا في خليج العرب فحتى بحر عمان ومضيق هرمز ما اتسعا لروحي ، رست قواربي الصغيرة في خليج هادئ بالقرب من وطن يعيش تحت سنديانة عملاقة ، عروقها تضرب الأرض حتى آخر طبقاتها منذ مليوني سنة قبل الميلاد ، وينعكس وجهها النضر على صفحات الماء ، يسقط في كل مأتم ورقه الذابل يلونه الماء أصفرا شاحبا ويظل مريضا حتى ربيع قادم ، لكن لم يذكر أحد أنهما تخاصما يوما ! لا بل يقال أنهما في عناق سرمدي على صدر كل واحد منهما يسكبا الدمع حتى يتدفآ طويلا ، لم يخطئ القبطان هذه المرة ، أليس هذا ماكنت أريده قبل ظهوري ؟!
أوطان كالطبيعة لا تبالي بعثرات رفقائها ، تبقى وفية لا تخون عهد السماء !
تلبس الغار وتمشي بينهم معها سلال الياسمين الدمشقي تلقيها على شرفاتهم ، تطرق بابهم كل صباح بزيتونة من القدس رائحتها تشبه الخليج العربي !
يا أوطاني الضائعة في خناق الجشعين
طال ليلك ..
متى تعودين طبيعية ، بدون خلافات سياسية من أجل قطعة أرض يابسة !؟ بدون صراع على خاتم ذهب ألقته خادمة فرعون في نهر النيل حتى وصل للبحر المتوسط فسرقه الأطلانطي وفتت أجزائه ووزعها على أبنائه البحار فتخاصموا على قسمته الظالمة واندلعت الحرب !؟
حبيبتي الموءدة في بطن الأرض ، مازلت أحفر علني أجد جثتك الهامدة ، علني ألمس الغار في رأسك والياسمين اليابس في سلتك والزيتون في حقيبة ظهرك الجلدية ، أقلب التراب ، أكسر الصخور ، لم أموت بعد !
سأبحث عنك
حتى النهاية !
لا تخافي سأجدك ولو بعد موتي
من يدري قد أدفن بقربك على الأقل !
11/شباط/2016
2/جمادى الأول/1437
سابعة الحزن على أوطاني الضائعة
#شتات_فتاة_المطر