على نحوٍ يكاد يكون مُلاحظ فقط بعينِ من يحفل وَيفهم
ويُشركنا ذات الوُجهة والملامح :
نملك الإستعداد ' نحظى بالغريزة العاطفية الشامخة
والتي تصقِل فينا الخُطى بعد كل هزة شعورية لها خسائرها '
كثيراً مانبدو للغير الـذين يتسمون بالسطحية :
موحشين كـدور عبادة في بلدة نائية*
مُطرزة وجوهنا بالشحوب '*
صامتين وَكأننا كومبارس في الحياة نتوارى دونما وضوح '
ولكن تبقى هذه وجهة نظر الذي لايفقه منا سوى المظهر '
فبقدر ماتبدو الأسطح منا خامدة ' تحدُث في الأعماق منا*
الزلازل ' وينمو في الضفافِ الداخلية فينا الورد ،
نضطرب علينا ومنا وفينا '*
نُنازل فينا الحياة ' ونناضل فيها لنا '
إن الشحوب الظاهر فينا ليس شحوباً بقدر كونه نضج '
والصمت الذي لايروق للأغلبية '
هو عبادة نصرفها في سبيلِ السموّ ..
السموّ المُشجّر بحصاد ماظللنا نحرثه لمدة ليست هيّنة ،
والنضج الذي كلّفنا عدة تنقّلات وارتطامات وثقوب ..
أنا وأنت نملك الإستعداد '
نملك الأحقية بالمُضيّ خاصةً وإن كنت وإياك ممن تخطّت قلوبهم الكثير من مُختلف الخيبات '
خاصةً إن تجرّعتُ وإياك معظم نكهات الشعور المرة والغريبة والمؤلمة والظالمة والمقرزة '
ولنا مع الصبر قصص ومع التجاوز نحن صُحبة ..
لمَ لا !
إذا لم نكن نحن فمن سيكون ؟.
سابقاً كنتُ بعد أول فشل أياً كان موضعه وشكله ، أتوقف مطولاً*
وأتجاوز لكنني كنتُ حين أتجاوز ' أتجاوز ببترٍ ما '
أما الآن بعد حالات شعورية متتالية وأفضّل وصفها بحالات عوضاً عن صدمات أو خيبات ' لأن الحالة أكثرُ مصداقية وعمق وأهمية فيما يخصني أنا '
أما الخيبة أو الصدمة فقد كبُر قلبي على أن يهبها حتى أي إكتراث ويذكرها في مساحة لشدة سُخفها*
بالنسبة له هي وعكة يُزيلها أي انفعال مهذب *،
الآن بعد توالي حالات كثيرة مختلفة ' أتجاوز مثلما أنا ودون أية بتر '
وعلى العكس أتجاوز وكأنني مخلوق جديد '
بقلب وكأنني استلمته للتو من الوكالة '*
يفوح بالسكينة مُشجّرٌ باليقين والرغبة ..
بعد كل هذا الوقت عرفت أنني لم أكن من أنصار عبارة :
"رحم الله الشدائد عرفت بها عدوي من صديقي "
لأعرف وأعيش مرارة هذه المعرفة وأبقى وشدائدي نخوض في تساؤلات واكتشافات متأخرة ،*
لم أكنْ من أولئك الذين يستحقون الرثاء
*الذين انتهت مسيرتهم بعد انتهاء قصة كانوا فيها طرف ضعيف خاسر '*
بل كنتُ من المؤمنين بشدة ودون قصد منذ زمنٍ طويل بعبارة :
""علينا بالصلاة من دون أن نأمل بمقابل.
تلك هي قوة الإيمان."*
لا أعرف قائلها ولكنني مُذ سمعتها وأنا أحفظها عن ظهر قلب
*كنشيد وطنيّ '
وكأنني خبأتها بين ثنايا القلب
لأنني تنبأت بأنني سأحتاجها لاحقاً لأستشهد بها بل وأحذو حذوها ؛*
الصلاة هنا تعني لي المُضيّ ' والمُضيّ عبادة '
عبادة أبذلها بدون خطط وَمقابل '
أن أمضي لأنه يجب أن أمضي '
أمضي للحياة لأني قيدها ،*
لا أمضي لأجل شخص ولا لأجل أن أحظى ببديل ولا لأجل أن أرد الضربة وأفوز بأخرى '
أمضي لأنه الأمر الذي أجيده وأرى أنني جديرة به '
لأن المُضي طريق الذين لاتهزمهم الحياة وإن ترائى لهم هذا ،
لم أدرِ أنني دائماً مُستعدة*
ودائماً عاطفية*
ودائماً قيد اليقين ،
رغم كل الأشياء التي سعت لتُطفئ فيّ كل هذا '
ماكنتُ أحسبني رغم تكالب الأيام ضدي أن أكون بذاتي مُحارب*
له إنجازاته في حياة يروق لها شكل هزيمة البعض '
قطعاً لستُ متفائلة بمستوى ممتاز*
ولستُ حالمة أحمل في رأسي غيمة يسكنها شخص ،
وأمنيات ورديّة '
لا أملك سواي بيقين واحد '
ورجاءات صلبة ضرورية منحوتة في السماء،
وعُدّة روحية لا أستبدلها بأي مخلوقٍ كان '
لأنها كانت ومازالت الثابتة في أيامي '*
أحمل تجاهها عرفان بقاءي واستمراريتي بعد الله ،
وَهَبَتني مَلَكة الإستعداد الدائم*
لأن أسير لا أُسيّر ولا أتوقف ولا أنتهي ،
وإن تعطلت مكابح هذا الإستعداد لوهلة إثر مالم أملك تجاهه سوى
أن أبقى قيده لوقت أطول ..
/ شعوري يتعثر ' توقعاتي تفشل ' قوتي تخبو ' ثقتي تتبخر
*وحده قلبي الذي يلوح للعثرة والفشل وينجو .*
عوضاً عن الغرق يطفو على السطح بردة فعل وقتية '
يُمسِك بالقشّة والتي هي عُدّتي الروحية كطوق نجاةٍ له وينجو '*
فكيف لا أكون مستعدة دوماً وهذا قلبي ينتشلُني وننجو ؟
كيف أفقِد الإيمان بي وعن يميني يقيني وعن شمالي قلبي ،
وفوقي الربّ ومن تحتي تركُلني خطواتي ؟
- إنها طريقة أولئك الذين لم تسندهم سوى أنفسهم ،
لم يسندهم أحد '
إنه ديدن القلّة - القِلّة الذين اختاروا النضال طريقة حتى تجاه أسخف الأشياء وَأصغرها ،
وعلى الله مجرانا ثم ليس لخطواتنا سوى أن تمضي .*