الهَواءُ يُداعبُ سَتائرَ النَّافِذة القُرنقلِيّـة ، وَأعْين القَمرِ تَجسُّ نَبضَ الأورَاق النّائِمة ، ومَنام العَاشِقة التَّعيسة ، هبّ نَسيمُ الرَّبيع ، والورُود ذابِلة فِي فؤادِ العَاشِقة ، ديَانةُ الإلْهَام لَم تتقبّل فَلسَفة العِشق ، أُحجيّةٌ لَم تتمّ ، حُضورٌ بَاهِت ، يَشبهُ الغِياب !
سَطعتْ شَمسُ الصَّباح ، واستَبشرتْ الدُّنَا خَيرًا ، إلّا تِلك الحُجرة المُربَّعة ، فشمسُها لَم تُشرِقْ ، وقمرُها خَافتٌ لَا يقوَى عَلى قَذفِ شُعاعه !
قضيّةُ الفَقر تِلك مُستعصِية ، فَقرُ الإِلهَام ، أيَا قَمر ، اِبعثْ بِرسَالةٍ إِليه ، أشعِرهُ بِتأنيبِ الضَّمير ، قُل لِقلبهِ الغَافِي أَن يصحُو ، فالحُبّ لَا أشوَاط فِيه ، هُو مستمرّ ، لَا ينصَرِم . . أيقِظ تِلك السَّاهِرة فِي عيِونِ الحَيرة ، قُدْ سَفيِنةَ الرَّبـانَة الخَائِبة ، عطِّر أحلَامهَا بِعبَقِ الواقِع المُستفزّ ، وعَانِقْ تَفسِيراتهَا الخَاطِئة التِي كوّنتهَا عَنك ، وَلا تجعلهَا تَأسفْ عَلى عُمرٍ وَهبَته كُلّه لَك . .
هِي نَائِمة ، وَمع ذَلِك فَهي الآن تسمَع ضَجيِج القَمر ، والهَواء ، ولكنّها مُتجَاهِلة هَذا المَساء الشَّاحِب . . تترقّب قُدومك . . فأنتَ مُلهِمهَا . . وَمن يعشَق فَلا يُلَام !
ولَكنْ .
مُنذ ذَاك الوَقت والقَمر لَمْ يَغبْ ، فَيبدُو أنّه لَم يعُد . .
سماهر باسيف