• ×

قائمة

Rss قاريء

كلٌ هذا الأذى منّا !!

حملة نبراس التوعوية " رقي "

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - منال فدعق -جدة : 

ما زالت حملة مجتمع راقٍ ونقي مستمرة حاملة في جعبتها العديد من الأهداف التي ترغب في تحقيقها وتأمل أن توصلها لأكبر شريحة في المجتمع ، ومن ضمن ذلك حماية الأبناء من الأذى.
وعندما أعدت النظر في هذا الهدف بالذات ، وجدت نفسي أقسمه الى جزئيين : جزء يخص الأذى الذي نلحقه نحن شخصياً بالأطفال و الأبناء وهو في الغالب بدون إدراك منا و بدون تخيل لمدى فداحة هذا الأمر وما يترتب عليه . و جزء آخر يخص الأذى الذي يقع من الآخرين . و آثرت أن نبدأ بالجزء الأول الذي اسميته الجزء الداخلي لأنه الأهم وبصلاحه يصلح الأمر كله و بفساده يحدث العكس .
و دعوني أسترجع معكم بعض المواقف الأكثر ترددا في شريط سلوكياتنا و أترك لكم الحكم .
عندما نردد على مسامعهم ألفاظاً تلوكها ألسنتنا
" يا حمار ، يا حيوان ، يا غبي "
أو نلصق بهم تهمة لا يعرفوا سببها
" يا قليل الأدب ، يا اللي ما تستحي " أو نلعن بدون مبرر ،
أليس هذا بأذى ؟! .
و عندما نقلل من شأنهم بألفاظ مثل
" أنت ما تقدر ، لمن تصير كبير ، لا ما تعرف ، أنت ما تفهم ." ،
أليس هذا بأذى ؟!.
وعندما نغيب عنهم وعن تواجدنا معهم بالساعات و الأيام ونستكثر عليهم الدقائق التي من شأنها أن تعوض غيابنا بشكل بسيط ،
أليس هذا بأذى ؟! .
و عندما نبخل عليهم بالعاطفة ، التشجيع ، الشكر ، الثناء ، التقدير ، أليس هذا بأذى ؟!.
و عندما يفتقدوا جمعتنا العائلية اليومية التي يتعلموا من خلالها النقاش ، الحوار ، إبداء الرأي ، التنازل المشاركة و الإحترام ، أليس هذا بأذى ؟!.
وعندما تُمد أيدينا لتصفع أحدهم كفاً ، أو نضربه ركلاً ، أو نؤذيه عنفاً ، أليس هذا بأذى؟!.
و عندما نجبرهم على إختيار دراسةٍ او تخصصٍ لا يرغبوا فيه و نقارن بينهم و بين أقرانهم في النتائج و الدرجات ونشعرهم بتدني مستواهم أمام الجميع دون إحترامٍ لقدراتهم أو حفظاً لسرهم ، أليس هذا بأذى ؟!.
و عندما نترك لهم العنان على الغارب دون مراقبة ، توجيه أو نصحٍ ، عتاب أو عقوبة ثم نحاسبهم عند حصول الخطأ ، أليس هذا بأذى ؟!.
و عندما نُلبس بناتنا الملابس القصيرة الحاسرة أمام الآخرين مما يلفت لهم أنظار ضعاف النفوس و نفقدهم الإحساس بالحياء ونجعلهم يعتادوا على كشف أجسادهم ،
أليس هذا بأذى؟! .
وعندما نهمل في تربيتهم وتعريفهم بحدود العلاقة مع السائق و الخادمة شاملين في ذلك حدود الحديث والتقارب الجسدي، أليس هذا بأذى ؟! .
وعندما نقصر في توفير ما لا يقل عن وجبتين صحيتين ونضمن بها حصولهم على أهم العناصر الغذائية التي يحتاجونها أثناء نموهم ويصبح معظم أكلهم من الطلبات السريعة التي أودت بهم الى الأمراض و السمنة الشنيعة، أليس هذا بأذى ؟! .
وعندما نوفر لهم الأجهزة الالكترونية من هواتف و ايبادات أدّت إلى تحويلهم إلى جمادات في أعمار هم في أمس الحاجة فيها لتنمية مهارات تفكيرهم ليصبح التفكير لديهم عادة و قيمة ، أليس هذا بأذى ؟! .
و عندما نسيئ فهم التربية ونُغدق لهم الهبات والعطايا المادية دون المعنوية ونقدم لهم الخدمات كلها دون رؤيةٍ او رويّة مما يترتب عليه عدم الإلتزام وفقدان المسؤولية ، أليس هذا بأذى؟!.
و عندما و عندما وربما وكيفما ووقتما و أينما وكل ماسبق هو مجرد تسليط ضوء على بعض مايحدث على الكثير منا والذي للأسف كان خراجه جيلاً نحن في صدد إعادة النظر في هيكلته بل وإعادة تأهيله ليكّون مجتمع راقٍ ونقي فهل يا ترى بعد كل هذا أدركنا اننا السبب في الأذى قبل الآخرين ؟ وهل يا ترى سيظل الحال كما هو عليه ؟ أم أننا بهذا نكون قد وضعنا أيدينا على بداية المشكلة وننتظر أن نجد لها الحلول .
وهذا ما سأوافيكم به في كتابتي القادمة و التي ستكون بعنوان " حتى لا يكون الأذى منا " و التي ستمر على كل وقفة ذكرتها و نضع لها بإختصار شديد بعضاً من الحلول.
واختم بإعتذاري منكم أعزائي في ذكر او كتابة بعض الألفاظ ولكن أحببت أن أكون صادقةً واقعية في نقل مايحدث بالفعل و الله من وراء القصد .


منال فدعق معلمة لغة انجليزية بالثانوية ٩٩
عضوة في مركز حي المرجان ( لجنة البساتين ) 
image

image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 1  0  751

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    6 فبراير 2016 04:17 صباحًا جمعه الخياط :
    موضوع رائع يستحق القراءة فهو سلسلة من الاداب على أولياء الأمور قرأئتها بتمعن*
    والحذر من تكرارها مع أبنائهم لأنها تؤدي لاحباطهم وكسر خواطر هم وزرع الخوف بداخلهم وعلينا أن نشجعهم بكلمات تنمي مقدرتهم وتحسن أدائهم واجعلهم يتجاوزوا مراحل الإخفاق ليبدأو بالنجاح والتفوق والشاي سلبياتهم وتحويلها لايحابية فالحياة تستحق أن ترفع من معنويات أبنائنا وبناتنا حتى يخوضها ونحن*
    جنبهم وندعمهم بشتى الوسائل الايجابية ليتقدموا في ثقافتهم المعرفية والاجتماعية وحتى العاطفية منها ...جمعه الخياط

    *