ستقفلُ زنزانةُ الكلام، ويبقى حبّ ذاك السّجين مؤبدٌا في قلبي!
لن أستطيع التحدث إليك فقد سُرّجت شفاهي بقضبان الحديد، مُنع لساني من الطّلاقة في فساحة حبّك، و لكن لا بأس ما كان ليضّر ذلك من مكانة الحبّ التي خلقْتها في قلبي، أضحيتُ سجينةً لحبّك فسُجنت شتّى حواسّي من بعدك، ما إن أردّتُ أن أتحررّ من قضبانٍ قويّة تذّكرتُ حديثك حتّى انصهر كل حديدٍ كان يسجن شفاهي عنك،
أعلن نجدتي إليك فلا مأوى يثير إعجابي عير الذي بين يديك!
أريدُ أن أكون سجينةً في كلّ مرّة، حتّى تحين عودتي فأركضُ بلهفةٍ لأحتضن ملاذ حبّي وأمانها، سيدّي سأنبئك عن أمر أوّد أوقن أنّك ستؤمنُ به لأنّك تؤمنُ بأحاديثي و أقوالي معك، سيطول الزّمن و أنا لم أحادثك، ستأتيك الأخبار عنّي بأنّه كانت لديّ القدرة على رؤيتك بعد طول انتظار، ستشتاق إليّ كثيراً و كثيراً فإن شقّ الشوقُ عليك و بدأ قلبك يخوض في تباريح الحبّ، انظر للسّماء و قل: ربّ إنّي تركتها لك خوفاً من سخطك ربّ فعجلّ بلقائنا تحت رحمتك!
ستزورك السّعادة تجرّ أذيالها تكرّماً لمشافهتك، سترعدُ مساكنُ الشياطين قهراً لتلك القوّة التي باتت في حديثك، ستصّفدُ الشياطين خلف قضبان العذاب و أنا أحكمُ لهم إغلاقها، حتّى أزّف لساني إليك بعد زنزانةٍ حييتُ فيها على الصمت...