لقد كان وداعًا مخفيا وداع يلمسُ القلوب فقط وداع لا نقول فيه إلى لقاءٍ آخر ؛ لكنني شعرتُ بالغرابة رغم أن الحياة غيرت بي الكثير وتعالى عقلي عن لهوٍ وفير ...
شعرت أنني بين سنةٍ وأخرى أريد أن أقول مرحبًا كيف حالك ، أنا أشعر بكل شيء يخصك ولك ذاكرةٌ معي ... ثم أودِع .
شعرت بأن الله أختارك ذكيًا لا ليبقى حبك بل لتبقي ذاكرةً لا تنصتُ ولا تقيّدها كثرة مواقفي مع الناس ذاكرةٌ كلما جاء إسمُ الهوى جائت بك حلوًا للتذَكُر والحزن ..
لك الآن فيَّ ذاكرة وحرمان ؛ أو ذاكرة وقناعة ..
لم تكن قناعة مختارة بل قناعة إضطرارية وفي الواقع أنا لا أكره حياتي وقناعتي وما أختاره الله لـ قلبي من تعبٍ وفرح ، لكنني أكرهُ أن أتذكرك كـما أتذكر أسمي أو نصًا من نصوصي الذي كاد يصلُ إلى نهاية ولم يصل ..
هذه المرة كان وداعًا منك للهِ كي يصلني .. لا أعلم لِمَ خفت ولِمَ توتر قلبي ولِمَ تقدمتُ خطوة كي أردعه ..
أشعرني الله أنك تودعني .. فـشعرتُ بكل هذا الضيق رغم أني لم أفهمه أولًا حتى أني تذمرت من نفسي وبكيت ليلةً كاملة بلا سبب ..
"لربما كان هذا سببًا حسيًا ؛ كـلغزٍ صعب يُترَك وبعد أن يحل تقول : لهذا السببِ كنتُ هكذا ..
وأنت تعلم أنني أثقُ بالأسبابِ الحسية ..
في محادثةٍ قديمة :
- لقد كنت متسرعة في كل الأشياء حتى المشاعر تخَيَّل .. !
كيفَ هذا.. ؟
- لقد كتبتُ خاطرةً قبل أن أغيبَ عمّا سأعيشهُ بعد أن أغيب ، وكتبتُ بكائي قبل أن أبكيه ، وكتبتُ أن قلبي مكسور وهو لا زال في بداية المواجهة ..
لابد أنكِ تتنبأين في كل خاطرةٍ عن مستقبلِ الحزن لـقلبك ..
- لا لكنني أعيشُ الأمر مرتانِ.. مرةً في إحساسي ، ومرةً في الحقيقة ..
إذًا لابد أنها هدية من الله ..!
- لكن الله لا يهدي مستقبَل القلوبِ الحزية لـأصحابها ......
وربما كانت أسبابي الحسية سببًا في هدنتي مع قلبي هدنة ؛ أن نبتعِد حتى نرتاح ثم نعود لـأناسٍ وقلم ، لشاعرٍ ومتفلسف ، لـصديقةٍ وصديق.. ولـعاشقِ طربٍ أصيل ..