• ×

قائمة

Rss قاريء

تجاوزات يعقبها الندم ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس ـ أروى الزهراني .. جدة : 

في الآونة الأخيرة وبعدما أصبح الأهل أقل تشديداً وأكثر تحرراً وتساهلاً ' بدأت تظهر الأخطاء ومن هذه الأخطاء أحياناً تحدث الفواجع '

هنالك شرخ كبير واضح في معالم الأسرة وفيما يخص التربية والسلوكيات '

فيما سبق وقبل سنوات قليلة لم يكن مسمى " التشديد " قضية لتسمو لمستوى النقاشات فقد كان كل الجميع على رتم واحد من السلوكيات والتي اعتبرناها واجبات وقيم وأساسيات لم نكن ننظر للأمر أنه قسوة أو جهل أو تشديد وقيود 'حتى جاءت كلمة " التشديد " والنقاشات والممارسات إثرها لتقضي على أغلب السلوكيات الصحيحة وحلت محلها سلوكيات تكاد تصبح تجاوزات مرفوضة ولكن لأن الأغلبية يمارسها فقد فلتت من الملاحظة والنقاش خصوصاً أن الغالبية ينظر لها كحق وكحرية وتفتح مشروع ..

من هنا ومن هذه الفجوة أصبحت الأم التي كانت فيما سبق أكثر صرامة لمصلحة بناتها تحديداً ' متهاونة جداً حدّ أنها تخلت عن الحرص حتى في معرفة صديقات بناتها 'أصبحت تتيح الخروج لزيارتهن وغالباً لاتعرف عنهن سوى مايخبرنها به بناتها ! من باب الحرية والتربية الحديثة المتفتحة التي قيل لنا أنها أكثر فعالية وحضارة ' وأضحت التربية صفر مقابل الرقي والذي نتيجته صفر أيضاً !

أنتجت الحرية لأجل التأثير الفعال كوارث لم نكن نسمع عنها يوم أن كانت التربية صارمة وقيد مثلما أطلقوا عليها ! جاءتنا قصص مفجعة لم نكن لنحسب لحدوثها حساب في أسرنا ولبناتنا '
كان الأولى قليل من حرص ' في زمن أنتِ وأنا نعلم جيداً أنه بالإمكان ممارسة الخطيئة حتى من داخل البيت نفسه ودون حاجة للخروج '

القليل من الرقابة حول الصديقات وسلوكياتهن والعالم الصغير الذي تستكنّ فيه بناتنا ، درءاً لأي خطأ يورّث شرخ كبير في الفتاة والأسرة والمجتمع '

عزيزتي الأم : إن مايحدث هذه الأيام بين مجموعة فتيات وإن صغر سنّهن لايدعو للإطمئنان ' ولا ينبغي إهماله ولا تهميشه 'إن الطفلة التي تبلغ تسعة أعوام هذا الوقت لم تعد نفسها طفلة التسع سنوات فيما سبق '

عليك أيتها الفاضلة الإنتباه على هذه الأمانة ' عليك الإنتباه منها ومن تفكيرها واستيعاب مقدرتها على فعل الخطأ بكل سهولة '
عليكِ الحرص والتشديد على الصديقات والمدرسة والأجهزة الالكترونية ' واجب هو استشعارها أنك كأم قريبة جداً وحريصة جداً وتعلمين عن كل شيء يخصها ' واجبة عليك المعرفة '
ومن باب " للبنت خصوصيتها " كم حصلت من مصيبة وتندّم الأهل '
من هذه الخصوصية في هذا الوقت بزغت الجرائم ' عرفت الفتاة الخطأ ومارسته واعتادت عليه ووقعت في شباكه ' ومن هذه اللا معرفة فيما يخص صديقاتها وزياراتها الغير ضرورية لهن حدثت كارثة وجريمة واعتداء '

عزيزتي الأم : يعزّ علينا أن نشهد جريمة تلو جريمة ومن بعدها ننادي ونتحدث ونصرخ وننصح ' يعزّ علينا أن تكون ابنتك عظة أو عنوان لمقالٍ ما ' فقبل العاقبة كوني على استعداد ومعرفة وهدى وحرص 'لن تفلت من قبضتك زجاجة مادمتي قابضة عليها بإحكام وحرص وهذا حال بناتك '

الأمّ هي ذاتها في كل الأزمنة ' والتربية هي ذاتها مع اختلاف الطرائق 'وليست من حرية وتفتح في قيم ثوابت وفي تربية تخص إنشاء جيل نقي وراقي ' احفظي لأسرتك نقاءها 'أسسي جيل نقيّ من بنت واحدة سقتها تربيتك ويدك النقية 'احكمي قبضتك عليها من كل سوء وخدش . فليكونوا بناتنا شعارات وليسوا قصص وعظات
فليكونوا النقاء وليسوا بقعة ملطخة بجرمٍ ما .. فلنكن يداً بيد ' فلنمشي على نهج الرسول من باب : " كلكم مسؤولٌ عن رعيته " صلى الله عليه وسلم .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 2  0  638

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    29 يناير 2016 05:28 مساءً وسن الأهدل :
    أروى الزهراني واقع ماقلتيه وليست مجرد كلمات راق لي حرفك الواقعي وبشده بوركت يداكِ
  • #2
    29 يناير 2016 05:32 مساءً فاطمة علي . :
    جميل جدًا مقالك أروى ، موضوع يستحق الإهتمام وإعادة النظر فيه خصوصًا في مثل هذه الظروف والأوضاع ، مبدعةٌ كعادتك أدامكِ الله