تعد ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال الذكور أو الإناث على حد سواء من الظواهر التي بدأت تظهر بشكل واضح في المجتمع وإن كانت قديمة ومستترة وفي بعض الأحيان تأتي من أقرب الناس للطفل .. مما يستوجب توخي الحذر وزيادة الوعي الثقافي لدى الأسر وتعميق الجانب الروحي وتأصيله في نفوس الأبناء واحتواء الحالات المتحرش بها وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتوجيهم التوجيه السليم في ظل آراء المتخصصين في هذا المجال ووضع عقوبة رادعة لمكافحة التحرش وإن استدعى الأمر سن قوانين جديدة .
في ضوء ذلك كان لصحيفة " نبراس " الإخبارية هذا الحوار مع الدكتورة وجنات حسين عابد الثقفي- المدير العام لمركز البصمة الايجابية للإستشارات التربوية والتعليمية بمدينة جدة .
وفي حوارنا مع الدكتورة وجنات سألناها:
1- يحدث أحيانًا ان يكون أقرب الناس مثل الأخ .. الأب الغير سوي . الأقارب .. هم من يتحرشون بالفتاة ..
ماذا تفعل الأم تفاديا لهذه الحالات من البداية قبل وقوع المشكلة ؟
وكيف تتصرف إذا اكتشفت أن ابنتها تعرضت لتحرش؟
- تحسبا لوقوع الفتيات في شباك تحرش الأقارب سواء كانوا من طرف الأم أوالأب ننصح بالتالي:
1- غرس عادة الإحتشام في الملبس والتأدب في اللفظ أمام الأقارب ..في نفوس الأطفال منذ سن مبكرة.
2-توعيتهم وذلك بإستخدام كافة الوسائل التي تحاكيهم بصريا وسمعيا وكذلك حسيا.
-3-عقد جلسات دورية لكافة أفراد الأسرة مع مناقشة ودية وحوار تفاعلي للأمور ذات الصلة وبطريقة غير مباشرة وحثهم على الحرص والإنتباه.
4- التحفيز والتشجيع للسلوك الإيجابي للطفل في حال تطبيقه للتعليمات والإلتزام بقوانين الصراحة والحوار والنقاش الفعال.
5-تعميق الجانب الروحي وتأصيله في نفوس الأبناء وذلك بالقرب من الله واللجوء له في كل كبيرة وصغيرة (اللهم أنسني بقربك)
وفي حال تم اكتشاف تعرض الفتاة أو الفتى لتحرش يجب إتخاذ الإجراء التالي:
أولا: التطمين ثم التطمين والإحتواء.
ثانيا: زرع الثقة وبث مبدأ " أنا معك ومتقبلتك مهما حدث "
ثالثا: عدم إخبار أي طرف إلابعد التأكد والفحص ومن ثم التوجه لأقرب مركز استشارات لعقد جلسات علاجية بعد الفحص الطبي إن لزم الأمر.
رابعا: نحتاج لإخراج الفتاة من هذه الدائرة والألم إلى صناعة برامج داخل المنزل وخارجه لشغل وقتها وتوجيه تفكيرها بصورة إيجابية.
خامسا: مواجهة الشخص المتحرش بها وبأسلوب الناصح المحب وليس العدو المنتقم وإبعاد هذا المصدر المسبب للألم عن المتحرش فيها بأي طريقة وعدم مواجهته للفتاة أو الفتى حتى وإن اعترف بخطأه وجنايته .
سادسا: الإهتمام ببناء ذات جديدة للفتاة بأسلوب تربوي نفسي يمحو اﻷثر السلبي ويجعلها منجزة وصاحبة إبداع وقرار في التغلب على مشكلتها.
2 - أصبحت ظاهرة التحرش بالأولاد الذكور وفي داخل المدارس تشكل إحصائية لايستهان بها . مارأيك وما هي الطرق الوقائية في هذه الحالة ؟
- فعلا وهذا ما تؤكده بعض الحالات المحولة لمركز " البصمة الإيجابية" وخاصة الذكور من عمر ٦ إلى ١٠ سنوات وما يحدث هو تعرض الطفل للتحرش وهو ابن السادسة ولا يكون لديه أدنى وعي أو تلميح لبعض السلوكيات التي قد يتعرض لها من الغير والأكبر منه فيواجه مجتمع جديد ويصدم بما فيه،لذا ننصح بالتالي:
- إعداد وتنفيذ برامج توعوية متخصصة ومن أخصائيين إجتماعين و أطباء علم نفس وطب أسرة ومستشارين في هذا المجال للأبناء وقبل سن دخول المدرسة.
-تكثيف الجهود وتظافرها من كافة الجهات المعنية بتصميم إعداد كتيبات وقصص مصورة وبرامج سمعية وتوزع بشكل مكتبة متنقلة في كل حي ولتنشر الوعي وأيضا يكون لها دور داخل دور الحضانة ودور الرعاية الإجتماعية.
-تخصيص مكافآت عينية ومعنوية لكل طفل وطفلة يخبر عن متحرش ليقل عدد المتحرشين ويصبح مجتمع بلا تحرش.
-إطلاق شعارات ليست وهمية بل حقيقية وتلتزم بها لجان الغرفة التجارية وعلى رأسها اللجنة النفسية وباعتباري " عضوة فعالة " بها ألتزم بذلك وأنقل الصورة لرئيسها لنكون فعلا مجتمع سعودي خالي من التحرش.
33 - كيف توضح الأم العاملة أوربة المنزل لابنتها الصغيرة
معنى التحرش ....وكيف تحمي نفسها من الأذى بطريقة لاتخدش مشاعر الطفولة والبراءة. .ولا تولد لديها الخوف والرعب من المحيطين بها؟
- إن على الأم العاملة مسؤولية ليست بالسهلة واليسيرة لتوضيح ولفت نظر أبنائها للتحرش بطريقة مباشرة وغير مباشرة وبكافة الوسائل الممكنة والتي تتناسب مع الأعمار ونمط التفكير ونمط الشخصية لكل إبن حيث إن الإختلاف يوجب التنويع كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خاطبوا الناس على قدر عقولهم)
وهنا على الأم أن تعرف نمط إبنها أو إبنتها التمثيلي وتحاكيهم حسب ذلك النظام .. ففي حال كان الطفل بصري تركز على الصور والألوان والأحجام في إيصال الفكرة والمعلومة أو القصة .
وفي حال كان الطفل سمعي تنتقي الألفاظ ونبرات الصوت والقصص والأطروحات التي توافقه. وتستخدم الهمس كأسلوب له دور فعال في إيصال الفكرة.
وأما بالنسبة للحسيين فيجب عليها أن تلامس مشاعرهم و إحساسهم وتتفاعل معهم عن طريق الحواس الخمس و بأسلوب يدغدغ مشاعرهم ويحركها نحو الخوف والحذر وإتخاذ الإجراء المطلوب ،
وهنا أطالب الأمهات بأهمية دراسة الأنماط البشرية والتعرف عليها وزيادة سقف الثقافة في خصائص النمو واحتياجات الطفولة حتى تشبعها ولا تجعل أبنائها عرضة لطلبها ممن ليسوا أهل لذلك مما يعرض الأبناء للخطر.
44 - ما هي النصائح والتوصيات التي يقدمها الآباء والأمهات لأبنائهم حتى لايكونوا فريسة سهلة للذئاب البشرية؟
- أهم التوصيات على الإطلاق :
1- الإلتزام بالفروض والصلوات الخمس في أوقاتها.
2- تعويدهم على الصدقة بشكل يومي فهي بإذن الله حصن منيع لهم من الأذى وشفاء من المرض بإعتبار المتحرش بهم ذوي قضية تحتاج لمن ينصرهم والله هو الناصر والحافظ
3 - إلحاقهم بدورات وبرامج توعوية وتبصيرية وتنويرية لكي تكشف لهم النقاب عن خطر موجود بالمجتمع يجب الحرص منه وتوخي الحذر.
4 -منحهم الوقت الكافي من الإحتواء والجلوس والسماع لهم واللعب معهم وإشباع احتياجاتهم العاطفية والنفسية.
5 - إجراء مسابقات بين الأبناء وتحفيزهم نحو السلوك الأفضل في الحياة داخل الأسرة وخارجها ومع الأقارب والغرباء.
وفي نهاية الحوار أتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتورة وجنات الثقفي والاستشارية التربوية والتعليمية على ماقدمته لنا من توصيات قيمة وأفكار رائعة تستحق التطبيق نسأل الله تعالى لها التوفيق والسداد
وللحوار بقية .. انتظرونا في الجزء الثاني بمشيئة الله