التحرش الجنسي من السلوكيات المرفوضة دينياً وقيمياً ومجتمعياً لما تتركه من آثار سلبية على الفرد ذاته وتقييمه لنفسه مما يلقي بظلاله على المجتمع
لذا كانت لنا وقفة وهمسة تربوية ثانية للوالدين لمنع ووقاية ابناءهم ضد التحرش الجنسي باذن الله تعالى
من أهم أدوار الوالدين تجاه أبنائهم في عملية التربية الجنسية هو التطبيع الجنسي أو التوحد أو مايسمى بالتقمص وتكوين الهوية الجنسية لدى الطفل ، فالأطفال الفخورون بجنسهم أقل عرضة للتحرش ممن يفقدون ذلك الشعور ،
ويكوّن التنميط الجنسي أو الهوية الجنسية للطفل من خلال التوحد حيث يكتسب الصفات والخصائص التي تتناسب مع جنسه ،فيكتسب الولد صفات الذكورة والبنت صفات الأنوثة ؛
ولنجاح تلك العملية لابد من شروط وقواعد منها :
* أن تكون هناك علاقة دافئة بين الإبن والوالد من نفس جنسه
* أن يكون للوالد خصائص تجذب الطفل .
*أن يدرك الطفل بعض أوجه الشبه بينه وبين والده من نفس جنسه كالخصائص الجسمية ،الكلام ،الجلوس، فإن ذلك ُيشعر الطفل بالاعتزاز لإنتماءه لجنسه .
ومن المهم استخدام الوالدين للأسماء والضمائر المناسبة في التعبير عن ذات الجنس مثل (له/لها) (أنتِ/أنتَ) وكذلك بعض العبارات مثل البنت الحلوة الولد الشاطر ؛
كما لايكفي ادراك الطفل أنه ولد والبنت أنها بنت ، فلا بد من ادراكهم للدور الجنسي المنوط بهم وهو في العادة يتكون عن طريق الثواب والعقاب كما أسلفنا بالإضافة إلى الملاحظة والتقليد ، وأهم فترة لبناء هذه المفاهيم هي ما قبل المدرسة .
ومن هنا نهيب بالآباء للانتباه لهذا الموضوع وأخذه في عين الاعتبار لما يترتب عليه من انحرفات سلوكية واضطرابات في الشخصية قد يصعب علاجها فيما بعد .
هذا وأسأله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يبصرنا لما فيه نفع لأبنائنا وإصلاحهم في الدنيا والآخرة
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .