وَاظبتُ عَلى تَسجيلِ حضُورك وغِيابك فِي مذكّرة حَياتِي ، أضعُ العَلامَاتِ الصَّغيِرة حتّى أنتبِه ، وأُقارنُ فِي نِهايةِ كُل فَترةٍ ، أحضُورك طَاغٍ ، أَم شُعاعُ غِيابِك ؟
لَم تعدْ تنفعنِي أوراقُ المُلاحظَاتِ الصَّفراء ، وَلا أكوَاب القَهوةِ المُنبّهة ، كَي أتذكّرك ، كَي أستَرجِع مَا فقدتُه ، كَي أسترجِعك !
فَكرّرتُ اسمِك فِي عقلِي مُليون مَرّة ، وهَتفتُ بِه بِصوتٍ عَالٍ علّ الصَّدى يَستأصِلُك مِن سُكنَاكِ ويقذِفك فِي دِماغِي ،فِي النِّصف الأيسَر مِنه ، نَسيت فِي أي زَاويةٍ مِن زوَايا قلبِي وَضعتُك ! ، أخشَى أنْ أُكبّلك لَاحِقًا بِأصفَادِ الرَّدعِ ، فَلا تهرُب ، وَلا تُنتَسى !
أعطِني استِطاعةً ، امنحَنِي قُدرَة تذكّرك ، انفُث فِي أعمَاقِي تعوِيذةً تجسّدُك ، تتملّكنِي فِي غِيابك ، تكفِيني عَن الغَير فِي حُضورِك ، فَثمرُ اليَأس أينَع ، وبَان !
رَسِبتُ فِي مادّة الحُب ، طبعًا ، فَلا أُريد أَن أكُون محطّ الأنْظَار فِي هذه المَدرسة ، المَدرسة التِي تُمارِسُ الحُب عَلنًا ، لَا تخشَى زَعزَعةً ، أَو عَذلًا ، أولَا الحُب مجّانِي ؟ إِذًا لِمَ التَّعقيد !
لَا تخَالُ بِأننّي لَم أُعاودُ استِرجَاعك إِلى حَاضرِي ، إِلى زَمنِي ، هَاهِي القَهوةُ تتضجّر ، وأدخنتُها الصَّاعدة تتشَبّثُ بِأجفَانِي ، أُحَاول النَّوم والنُّوم غَاضبٌ منِّي ، بِربّك . . كَيف لَم أتذَكّرك ، وَأورَاق المُلَاحظَات الصَّفراء قَد غطّت الحَوائِط ، وشَاشَة الحَاسوبِ ، والمكتَب ، لَا أرَاك ، وَلا أسمَعكَ حتّى !
لَستُ كاتِبةً كِلاسِيكيِةً حتّى أكتُب عَن ماضٍ تولّى ، وَعن تُراثٍ مَا زَال يستَوطنُ المتَاحِفَ الأثرِيّـة ، هَيا استَفق ، فَنصفُ المَلامِح كَانتْ غمّازتك ونصفُها الآخر . . . . . . . . . !
أَوليسَ العبثُ بِروحٍ شَغفتُك حُبًا ظُلمٌ ؟ ؟