اقامت القنصلية العامة لدولة فلسطين بجدة بالتعاون مع اللجنة الخيرية حفل بمناسبة الذكرى الـ 51 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة – انطلاقة حركة فتــــح
و بحضور حشد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية و سعادة السفير محمد احمد طيب مدير عام وزارة الخارجية فرع منطقة مكة المكرمة و المندوب الدائم للملكة العربية السعودية لدى منظمة التعاون الاسلامي بالاضافة الى كوكبة من رموز المجتمع السعودي و اصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى المملكة العربية السعودية و أعضاء السلك الدبلوماسي بجدة. القى خلالها سعادة السفير محمود الأسدي القنصل العام بكلمة قال فيها :. بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
• أصحاب المعالي والسعادة
• سعادة السفير/ محمد بن أحمد طيب ـ مدير عام وزارة الخارجية السعودية بمنطقة مكة المكرمة ـ المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة التعاون الإسلامي .
• زملائي القناصل العامون
• أخواتي أخواني في الجالية الفلسطينية.
• الأخوة الإعلاميين.
• أهلي أحبائي جميعاً... الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أيها الأحبة ،، أيها الأعزاء
قال تعالى ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ماعلو تتبيرا) ـ صدق الله العظيم.
نلتقي اليوم في كنف هذا البلد العربي الأصيل، لنحيي الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة، يشرفني ويسعدني بدايةً أن أنقل لكم تحيات الشعب الفلسطيني وقيادته، وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين،بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا.
كما يشرفني أن أعبر في هذه المناسبة عن عميق تقديرنا للمملكة العربية السعودية، على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، والتي تجسد امتداداً لسياستها الثابتة منذ عهد المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس عبدالعزيز، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله ورعاه،في توفير الدعم الدائم، والمساندة الوفية، وكل ما من شأنه خدمة الشعب الفلسطيني،وتخفيف معاناته،والانتصار لحقوقه، وحماية مقدساته والدفاع عنها.
نعم، لقد كانت المملكة العربية السعودية دائماً حاضنة وداعمة للقضية الفلسطينية، ولم تتردد او تتوانى في دعم حقوقنا والدفاع عنها وتثبيتها في كل محفل إقليمي ودولي، وكانت ومازالت مواقفها وسياساتها واضحة ناصعة البياض مع فلسطين والقدس عندما أدار الظهر لنا الكثيرون. تقدمت المملكة من أجلنا بالمبادرات ودعمت كل التوجهات الفلسطينية واحتضنت المصالحة الفلسطينية. وكأن المملكة كانت تقول كلمتها الواحدة على لسان خادم الحرمين الشريفين لفلسطين تهون كل الأثمان .
لذلك نقول شكراً للمملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، شكراً على الماضي المجيد ماضيكم مع فلسطين ،شكراً على الحاضر حاضركم مع فلسطين، شكراً على المستقبل مستقبلنا العربي الإسلامي المشترك فوق تراب فلسطين.
كما أغتنم هذه السانحة للتأكيد أن هذه الثورة الفلسطينية ما كان لها أن تستمر وتتقدم لولا الدعم العربي والإسلامي سياسياً واقتصادياً ومالياً، وطبعاً كانت المملكة في طليعة هذه الدول الداعمة.
وإذ نحتفل اليوم في هذه المناسبة التي تجسد امتدادا لمسيرة نضالنا وكفاحنا التي مازالت حية ومُشتعلة، نرسل تحية من خلالكم لشعبنا الفلسطيني الصامد على أرضه والمتمسك بحقه في الحرية والكرامة والاستقلال، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ دولته ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ وعاصمتها ﺍﻟﻘﺪﺱ الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
كما نحتفل بهذه المناسبة لنعبر عن وفاءنا لدماء شهداءنا الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن ارض فلسطين الطاهرة خاصةً وأن غداً السابع من يناير يوم الشهيد الفلسطيني، نستذكر الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد الخالد ياسر عرفات، مفجر ﺛﻮﺭﺗﻨﺎ وملهم ﻣﺴﻴﺮﺗﻨﺎ، والذي ما زال حياً في وجدان شعبنا وأمتنا،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨنا ومسيرتنا التحررية، سجل لشعبنا ولأحرار العالم ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ،تماماً كما ﻗﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ الكفاح والمقاومة، ترك إرثًا نضاليًا يتفاخر به شعبنا الفلسطيني، ويراكم عليه مسيرة كفاحه الوطني الطويل والمستمر، لتذكي روحه الطاهرة ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ في شعبنا، ﻭﺗﺒﻌﺚ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ والاستقلال والعودة إلى أرضنا.
حقاً أن نذكر في يوم الانطلاقة الرمز ياسر عرفات و لكن لا ننسى أخوانه أبطال الملحمة الفلسطينية والذين ساهموا في صنع أيامها، وإذا كان المقام لا يتسع لذكر كل الأسماء فإن القلب يتسع للخفقان باسم الشهداء القادة، ابو جهاد، وخالد الحسن، وأبو إياد والشيخ المجاهد أحمد ياسين، وأبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، وعبد العزيز الرنتيسي، وفيصل الحسيني،ومحمود درويش، وقوافل الشهداء الذين ما زالوا يسقطون، بمن فيهم الشهيد الطفل محمد أبو خضير الذي أحرق بدم بارد من قبل غلاة المستوطنين، والشهيد علي دوابشة الذي أحرق مع عائلته امام مرأى ومسمع العالم بأسره، ونعاهدهم بالسير على دربهم حتى تتحقق أهداف شعبنا والتي قامت الانطلاقة من أجلها.
نستذكر الماضي وعيوننا وقلوبنا مع الحاضر الذي تتوالى فيه فصول الملحمة الفلسطينية التي ما زالت تصنع بأيدي رجال مناضلين ،هؤلاء الرجال مازالوا أوفياء لمنطلقات وأهداف الطلقة الأولى يقودهم واحد من بين رفاق ياسر عرفات ويتقدمهم قائد من زمن القادة المتقدمين، الأخ الرئيس/ محمود عباس ( أبو مازن)، الذي مازال يضيف إلى شعلة الثورة والكفاح الفلسطيني زيت عمره ليديم توهجها ولتظل منارة تهتدي بنورها المراكب التي ضلت الطريق إلى فلسطين.
كما أغتنم هذه الفرصة لأرسل تحية إجلال وإكبار لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمتهم الأسير مروان البرغوثي، وفؤاد الشوبكي، ود. عزيز دويك، وأحمد سعادات، وكل كوادرنا وقياداتنا التي ما زالت تسجل أسطورة في الصمود وهم يقاومون بصدورهم العارية وأمعائهم الخاوية صلف الجلاد الإسرائيلي وحقد سجانيه،بعزم لا يلين حتى نيل حقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة. وإننا على يقين بأن شمس الحرية قادمة لا محالة.
السيدات والسادة،
تمر علينا هذه المناسبة ،وشعبنا الفلسطيني ما زال يتعرض لأصعب الظروف نتيجة تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يستهدف الحجر والبشر. فما زالت الأرض الفلسطينية تعاني الاحتلال والاستيطان الجدار والحصار، وما زالت مدينة القدس الشريف، درة الشرق وباب الأرض إلى السماء، تتعرض لسياسات إسرائيلية عنصرية تقوم على التطهير العرقي، وطمس هويتها العربية الإسلامية،من خلال هدم بيوت أهلنا المقدسيين ومصادرة ممتلكاتهم، علاوة على مواصلة انتهاك حرية العبادة فيها، والسعي لعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، والتي كانت السبب الأساسي وراء الهبة الجماهيرية والتي لا تزال شعلتها متقدة حتى الآن.
ونؤكد في هذه المناسبة ما قاله فخامة الرئيس محمود عباس بأن القدس هي جوهرة فلسطين وقلبها النابض وهي حجر الزاوية في هويتنا ومستقبلنا، من أجلها يستمر كفاحنا، وبدونها كعاصمة لدولتنا الفلسطينية المستقلة لن يتحقق السلام.
إن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ، وخصوصاً المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية، تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين المتطرفين، دون رادع سياسي او ديني، أو قانوني او أخلاقي، يمثل عدواناً مفتوحاً على حقوقنا وأهلنا في القدس الشريف، كما أننا لن نقبل بالمساس بالمسجد الأقصى أو تقسيمه لا زمانياً ولا مكانياً أو استمرار انتهاك حرماته.
شعبنا الفلسطيني لن يستسلم، ففلسطين أرضنا، كانت تسمى فلسطين ولا تزال، وستبقى تسمى فلسطين إلى أبد الآبدين، ولا توجد قوة في الأرض تستطيع إلغاء وجودنا التاريخي وهويتنا العربية وحضارتنا الإنسانية الخالدة وحقوقنا الثابتة.
السيدات والسادة...
لا يمكننا أن نمر دون الإشارة الى الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة، والذي ما زال يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وسبباً رئيسياً في استمرار معاناة شعبنا في القطاع الحبيب. ونؤكد في هذا الصدد أن قطاع غزة كان ولا يزال جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية الواحدة، وأهلنا في قطاع غزة هم مكون أساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني الواحد، ولن يهدأ لنا بال حتى يرفع هذا الحصار الإسرائيلي الظالم ويتمكن أهلنا من ممارسة حياتهم بحرية وكرامة.
وفي هذا المقام نستذكر منجزات شعبنا الذي أثبت رغم كل التحديات قدرته على الاستمرار في ﻣﺴﺎﺭﻩ النضالي متمسكاً بحقوقه وأهدافه وتطلعاته، ثابتاً في وجه سياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، حتى باتت حقوقنا المشروعة تحظى باهتمام ودعم معظم شعوب العالم الحرة، وتتصدر قضيته ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎل العالم،واستطاع إيجاد كيان سياسي كواقع ملموس على طريق تجسيد دولته اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ.
ولعل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين في 29 نوفمبر 2012 وما تلا ذلك من اعترافات لبرلمانات وحكومات العديد من الدول المحبة للسلام والداعمة لحل الدولتين، ورفع علم فلسطين فوق الأمم المتحدة في 2015 يؤكد أن جهود قيادتنا نحو تحقيق حقوقنا السياسية وفي مقدمتها قيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم تسير في الاتجاه الصحيح والمرسوم.
وسنواصل العمل على تدويل قضيتنا ونقلها إلى كل المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، وسنعمل على الانضمام إلى كل الاتفاقيات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، لتجسيد الشخصية القانونية لدولتنا وتثبيت حقوق شعبنا والدفاع عنها، وملاحقة ومحاسبة كل مجرمي الحرب الإسرائيليين تحقيقاً للحق والعدالة .
كما أننا نؤكد أن وحدتنا الوطنية الفلسطينية ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﺘﺒﻘﻰ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ الأساسية لحماية مشروعنا الوطني الفلسطيني، والرافعة الحقيقية للحفاظ على ثوابتنا ولمواصلة العمل لنيل حقوقنا المشروعة. وقد أكد فخامة الرئيس في أكثر من مناسبة عزم قيادتنا على المضي قدما في إرساء الأُسس المطلوبة لإعادة اللحمة لشعبنا الفلسطيني الواحد على أرضه، ونقول انه لن يكون فينا ولن يكون من شعبنا من يسعى أو يقبل بتقويض ﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺕ شعبنا الفلسطيني ﻭﻣﻨﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﻭﺣﺪﺗﻪ.
نعم، المناسبة لا تكون جامعة إلا عندما تعيد ترتيب أسس البيت الفلسطيني ومن الأسس التي لا انفكاك منها رباط الأخوة الكفاحية التي تشد فئات شعبنا ومواثيق الوحدة النضالية التي تعتبر كل اختلاف في الرأي السياسي عنصر غنى لقضيتنا طالما أن الهدف فلسطين ومن الأسس عدم الارتهان، والتأكيد على استقلالية القرار الفلسطيني من دون وصاية أو محاولة إلحاق أو تبعية .
على ما تقدم نشبك الأيادي جميعها لتكون قوة دافعة لقضيتنا ونوحد الجهود لتصب في نهر صمود شعبنا ، ونعد ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل لنرهب به عدو الله وعدو أمتنا العربية وعدو شعبنا في فلسطين وفي كل أرض عربية إذا ما أراد بها أي عدو خارجي شراً.
السيدات و السادة،
لقد انطلقت ثورتنا الفلسطينية منذ البداية بهدف وطني واحد وبوصلة واحدة وجهتها تحرير فلسطين وكانت العلاقات الفلسطينية مع كل الدول العربية تقوم على الاحترام الكامل لسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. نؤكد مجددا رفضنا لأي مخططات أو محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة ونجدد تأييدنا لموقف المملكة العربية السعودية في حربها ضد الإرهاب وحقها في التصدي له بكل الوسائل المتاحه وكل ما تقوم به من خطوات للدفاع عن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم العربي والإسلامي.
وفي الختام، نجدد العهد لشعبنا ان نبقى الأوفياء لواجبنا الوطني والمدافعين عن حقوقنا المشروعة،والباقون على العهد وعلى الدرب آملين ان نحيي هذه الذكرى في عامها القادم في ربوع دولتنا الفلسطينية المستقلة وقد تحررت قدسنا وعاد أهلها ورفرف علمنا الفلسطيني خفاقاً فوق ربوع مدينتا الحبية مدينة القدس الشريف.
فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، الحرية لنسور الثورة أسرانا البواسل، الشفاء العاجل لجرحانا.
ونختم مع أبو عمار،،، ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة تراب من تراب فلسطين.وإن شاء الله سيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار ومآذن وكنائس القدس الشريف.
شكراً لحضوركم فرداً فرداً كلٌ باسمه ولقبه.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
وأسرة نبراس تهنئ سعادة القنصل والجالية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بهذه المناسبة وتتمنى لدولة فلسطين الشقيقة بالنصر القريب بإذن الله .