«التنمر» ظاهرة عالمية، هو، جملة من التصرفات والأفعال التي يمارسها فئة من الطلاب أو الطالبات بشكل منظم تجاه طالب أو طالبة معهم في الصف أو في المدرسة ويكون ذلك من خلال عبارات وتصرفات وكلمات منها مثلا.. إطلاق كلمات استهزائية متكررة عن (اللون أو عن الشكل أو عن الوزن أو عن الملابس أو عن طريقة الكلام) وذلك بشكل استهزائي واستفزازي وبصوت عال مسموع من الآخرين من باب الغيرة... او من خلال النعت بمسميات مختلفة للطالب أو الطالبة «الضحية». أو من خلال اختلاق القصص والمواقف لإيقاع الضحية في المشاكل مع الآخرين. او أن يطلب من الآخرين عدم مصادقة الطالب او الطالبة لمبررات مختلفة أو يتعمدون عدم مشاركته في أنشطتهم وينفرون منه.أو يطلقون عليه او عليها النكات الاستهزائية.أو التهديد والتخويف بعدة أساليب حتى خارج المدرسة... وقد يضربونه أو يدفعونه داخل ممرات الصف أو المدرسة...أو ينشرون حوله الإشاعات بعدة أساليب سواء بالجوال أو بالانترنت داخل المدرسة وفي خارجها... وما إلى ذلك من ممارسات..
المحاور:
١/ يظل «التنمر» قضية مهمة تستوجب الاهتمام والدراسة من ذوي الاختصاص ويجب ألا تكون قضية مهملة من الجميع لعدم إدراكهم حقيقة وخطورة هذه الظاهرة على حياة أجيال بريئة.
٢/ يمكن القول إن مشكلة «التنمر» التي يتعرض لها فئة من طلاب أو طالبات المدارس هي نوع من «الإرهاب» ولكنه إرهاب طلابي طفولي.
٣/ إن براءة الأطفال والشباب في هذه السن تنفي كلياً وتلقائياً أي تهمه تلحق بهم وخاصة أكثر إذا كانت تهمة في حجم كلمة «الإرهاب» خاصة لما لكلمة «الإرهاب» من نفور عالمي ومن مجتمعنا خاصة بسبب فئة من أبناء هذا الوطن الشواذ الذين مارسوا للأسف الشديد هذه الصفة عملياً على أرض هذه البلاد بأبشع صورها بحق وطنهم وأخوانهم.
٤/ كبيرة من أرباب الأسر سواء الآباء والأمهات الذين صرفتهم مشاغل الحياة وهمومها عن إدراك حقيقة هذا الإرهاب الطلابي وأبعاده الذي أخذ ينتشر بين طلاب وطالبات المدارس وخاصة أكثر بين طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية - ويمكن بين الطالبات أكثر - وهو انتشار خفي للغاية حتى عن المعنيين والمختصين في المدارس ويتزعم ممارسته فئة من الطلاب أومن الطالبات في المدارس.
٥/ الإرهاب الطلابي أو بما يعرف على المستوى العالمي ب«التنمر» في المدارس المتوسطة والثانوية لا يمارس ولا ينفذ بالطريقة والأسلوب الذي نعرفه عن الإرهاب الأكبر.. ولا تكون نتائجه ظاهرة كما رأيناه في عمليات الإرهاب.. وليس بذات الدرجة.
٦/ يتحد فئة من الطلاب أو الطالبات بممارسة هذه التصرفات ضد طالب أو طالبة بأساليب ومبررات مختلفة قد تكون «الغيرة» من ذلك الطالب أو تلك الطالبة وهذه الغيرة نتجت لأسباب مختلفة أهمها شكل أو هيئة هذا الطالب أو هذه الطالبة!! أو المستوى الدراسي لذلك الطالب أو تلك الطالبة او بهدف السيطرة.
٧/ عدم وجود الشجاعة لدى هذا الطالب أو هذه الطالبة الضحية لنقل مشكلته بكل صراحة مع أولئك «الشلة» إلى الوالدين لذلك يضطر الطالب أو الطالبة إلى تحمل عبء هذه المشكلة بشكل خفي وبالتالي انعكس أثر ذلك «العبث الطلابي» على نفسيات كثير من الطلاب أو الطالبات..
٨/ التنمر مشكلة لا تظهر نتائجها إلا في سنوات لاحقة من عمر الطالب أو الطالبة، بل وقد يظل يحمل نتائج هذا الأثر طيلة العمر..
٩/ التنمر، ظاهرة «خفية» لا يحمل معاناتها إلا الطلاب أو الطالبات الذين وقعوا ضحية لهذا العنف أو هذا الإرهاب الطلابي.. وهي معاناة صعبة وقد تؤدي في بعض الحالات إلى نتائج خطيرة سواءً على المستوى التعليمي للطالب أو الطالبة أو على المستوى النفسي ويظل هذا الأثر في بعض الحالات ملازماً للضحية طيلة حياته.. وقد يكون هذا عاملاً كبيراً في التأثير السلبي في شخصية الطالب أو الطالبة وفي سيرته العلمية والعملية والأسرية والاجتماعية لطالب ما تعرض لهذه المشكلة.
١٠/ مشكلة التنمر أو هذه القضية تنمو وتستمر بخفية تامة في ظل إهمال من الوالدين وإهمال من المدرسة ومن المشرفين الاجتماعيين الذين غاب دورهم كلياً في هذا الشأن.
وهذا الغياب له مبررات أخرى أهمها:
أ. *قلة خبرة ودراية بعض المشرفين الاجتماعيين بخفايا هذه القضية في المدارس. ب. لأنها ظاهرة تمارس بحذر شديد بعيداً عن أعين هؤلاء المشرفين والمشرفات وهي ممارسة قد تمد إلى خارج أسوار المدرسة؟!.
١١/ لم يقُتصر الأمر بين الطلاب فقط، بل تجاوز ذلك ليصل للتنمر على المُعلم خارج المدرسة، اذ تعمدت أكثر من فئة جانحة من الطلاب إيذاء المعلمين في ظاهرة مؤسفة إطاحت بهيبة المعلم، وبقيمة المدرسة، وكشفت لنا عن مدى تشوه نظرة الطالب للمعلم، فكم من مدرس تم تهشيم سيارته، وآخر تجمع عليه بعض الطلبة للاستهزاء، وآخرين تم الاعتداء عليهم بالضرب والطعن.
١٢/ أثبتت عدة دراسات وبحوث سابقة أن غالبية الأطفال المتنمرين ليسوا إلا ضحايا أسر يُمارس فيها العنف بين الزوجين أو من الأبوين تجاه الأبناء، وتبقى هذه الفئة المتضررة نفسيا الأكثر عرضة لإدمان المخدرات أو المسكرات مستقبلاً.
علاج ظاهرة وقضية التنمر:
١/ إن علاج قضية «التنمر» والوقوف على أبعادها يتطلب أولاً قناعة تامة بوجودها بعيداً عن «النفي» المستعجل والرفض القاطع بها.. ومتى ما توفرت هذه القناعة فإننا نكون قد وضعنا أولى خطوات الوقوف على أبعادها كمشكلة ومن ثم وضع الحلول اللازمة لعلاجها بطرق شتى.
٢/ الصراحة التامة بين الطالب والطالبة ووالديهما أو أخوانهم الأكبر سناً منهم..
٣/ متابعة الأسرة لحالة الطالب أو الطالبة أولاً بأول من خلال تبادل أخبار المدرسة وبصفة يومية منهم ليعرف الوالدون أو أرباب الأسر من ابنهم أو ابنتهم الكثير مما يحدث في المدرسة وهنا تقف الأسرة على أولى خطوات المشكلة وتداركها..
٤/ *الجانب الآخر في العلاج هو التوعية الإعلامية من خلال تكثيف البرامج المتخصصة الإعلامية التي يجب أن تبحث عن حالات التنمر وتقابل عدداً من الطلاب والطالبات سابقين أو حاليين ليتحدثوا عن هذه القضية سواء كانوا من ضحايا التنمر او ممن مارسوا هذا التنمر.. وتطرح قضاياهم على المجتمع..
٥/ تفضيل الإدارات المتخصصة في قطاعات التعليم التي تعنى بالوقوف على مشاكل الطلاب والطالبات في المدارس في مثل هذه الحالات والقضاء على أي ممارسات «إرهابية طفولية» وعلاجها بالطرق المثلى. المهم أن ندرك أن هناك مشكلة!!.
٦/ تلقى هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً في المدارس الأوروبية والأمريكية، ويتم التعامل معها بمنتهى الجدية، بسبب الحوادث التي نمت وأثرت على سير التعليم لطلبة المدارس الثانوية وحتى في المدارس الابتدائية، لدرجة دفعت الرئيس الأمريكي إلى الظهور في فيلم وثائقي يهدف إلى تشجيع أطفال المدارس الذين يتعرضون للترهيب من زملاء لهم على المجاهرة بشكواهم وطلب المساعدة، أو النصح للتصدي للظاهرة.
يوتيوب:
تقرير يعرف ظاهرة التنمر (دقيقتان ونصف):