إيذاء الأطفال ظاهرة خفية تستحق العناية ـ حملة " رقي "

إن التغيرات التي يمر بها المجتمع والتقدم العلمي والتقني السريع بما فيه من وسائل الاتصال والانتشار السريع للقنوات الفضائية كل هذه المنجزات العلمية دخلت عالم الأسرة والمنزل وكان لها الأثر العميق على الأسرة من ناحية البناء والوظيفة وفي نوعية العلاقات بين أفراد الأسرة وازدياد الضغوط على الأسرة وضعف دورها في ضبط وتنشئة أبنائها وفي اتجاهاتهم نحو السلوك فما كان مرفوضاً من السلوك أصبح مقبولاً.
هذه التغيرات أثرت على الفرد وبالتحديد الطالبة وأصبحت تمر بمتغيرات تربوية انتقالية مختلفة منها تغيرات تربوية خاصة بالتحصيل العلمي وتغيرات مهنية خاصة باختيار التخصص الدراسي ومنها تغيرات اجتماعية بما يعانيه المجتمع من طلاق – تفكك اسري أثر تأثيرا كبيرا فى ظهور المشكلات المختلفة ومنها مشكلة إيذاء الأطفال في سن المدرسة .
ومجتمعنا السعودي مجتمع إسلامي ويصطبغ بالطابع الديني وهو جزء من العالم يتأثر بالمتغيرات التي فيه فتظهر حالات يتم فيها الاعتداء على الأطفال في سن المدرسة وهي حالات منتشرة غير معلنة لأن الطفل أو أسرته لا يرغبون في إظهارها ويحرصون على إخفائها ويظل الطفل يعاني في صمت من الايذاءات ولمدة طويلة قد تمتد طوال فترة الطفولة وتبقى آثارها النفسية والجسمية داخل وجدانها و ترافقها مدى حياتها .

تعريف الإيذاء :
هو (الضرب المتكرر المفضي إلى إحداث أذى بدني أو نفسي على القاصر من خلال توجيه الضربات المتعددة له أو العقاب البدني غير المتحكم به أو السخرية و الإهانات المستمرة له أو تعريضه للاعتداء الجنسي).ويرتكب هذا الإيذاء في أغلب الأحيان من قبل الوالدين أو الآخرين المكلفين برعاية الأطفال وغيرهم.

موقف الإسلام من الإيذاء :
وضح الإسلام حقوق الطفل وضمنها من قبل الولادة إلى أن يصبح إنسانا قادرا على الاعتماد على نفسه 0
ومن ضمن هذه الحقوق :
حق الطفل في اختيار الأم الصالحة.
حق الطفل في أثبات نسبه.
حق الطفل في الاسم الحسن .
حق الطفل في التعامل بالمساواة من قبل الأسرة وعدم التفريق بين الإناث والذكور .
حق الطفل في التنشئة الإسلامية .
حق الطفل في الرفق في معاملته.
حق الطفل في التعويد على الأعمال والصفات الحسنة.


أنواع الإيذاء :
أولا/ الإيذاء العاطفي :
هو النمط السلوكي الذي يعيق النمو العاطفي الطبيعي للطفل ويؤثر على إحساسه بأهميته واعتزازه بنفسه ويشمل الإيذاء العاطفي الفشل في توفير الاحتياجات العاطفية الضرورية للنمو النفسي السوي للطفل كحرمانه من الحنان والتوجيه والتقدير والاحترام والأمن وعدم توفير مناخ البيت الآمن الخالي من الشجار والتفرقة والمشكلات الأخلاقية والانتقاد اللاذع المتكرر –التمييز – الشتم – الإهانة– الرفض ، توقعات غير واقعية من الطفل تتجاوز حدود سنة وقدراته .


السلوك المصاحب له:
القلق –الاضطراب النفسي (قضم الأظافر –الهز – نتف الشعر وخاصة الحاجبين .
ضغط الطفل على نفسه لتلبية أمور تكون فوق مستوى قدراته.
اضطرابات النوم والكلام.
الاعتداء على الآخرين بالسلوك الضرب والهجومي .
الخجل والانسحاب الاجتماعي.
عدم الميل لمشاركة الأطفال في اللعب وأنشطتهم الاجتماعية .
عدم الثقة بالنفس .عدم القدرة على الدفاع عن النفس .
عدم شعوره بالانتماء للأسرة والتعلق الشديد بالآخرين.


ثانياً/ الإيذاء الجسمي:
قد يتعرض الطفل لاعتداء جسمي من أحد أفراد ألأسرة أو الخدم ويكون هذا الاعتداء بالضرب خارج نطاق التأديب الصفع ،اللكم، الرفس ،الحرق ،الحبس ،التكبيل وقد تكون هذه الاعتداءات بدافع الغضب أو الانتقام أو الحقد.
حيث تؤدي هذه الايذاءات إلى :
 آثار جسمية ... مثل فقد جزء من الحواس أو أحداها – كالسمع والبصر أو حدوث تشويه في أحد أجزاء الجسم
 آثار عاطفية ... تؤدي الآثار الجسمية إلى مشكلات نفسيه كالحقد على المجتمع والعدوانية والقلق الزائد .
 آثار اجتماعية .. العجز عن تكوين الصداقات مع الآخرين والخنوع للشخصيات التي تمثل السلطة لديه .
السلوك المصاحب له :
0القلق والخوف.
0 عدم القدرة على الدفاع عن النفس.
0 ظهور آثارا لضرب والحرق.
0 الهروب من المنزل وتكرار التأخر أو التغيب عن المدرسة.
0 الحضور المبكر إلى المدرسة وعدم الرغبة في الذهاب إلى البيت .
0 لبس ملابس غير مناسبة ذات أكمام طويلة لإخفاء آثار الاعتداء
0 لبس ملابس غير مناسبة ذات أكمام لإخفاء أثار الاعتداء


ثالثاً /الإيذاء الجنسي:
الاعتداء الجنسي على الطفل هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق وقد يكون المعتدي (أحد الأقارب.أو العاملة المنزلية.سائق العائلة .أحد الزملاء .الجيران .وقد يكون بعيدا عن الطفل لا يمت له بصلة ).

وقد يترك هذا الاعتداء آثاراً عديدة على نفسية الطالبة طوال حياتها :
* فقدان الطفلة لعذريتها . *حيره واضطراب إزاء ما ينبغي فعله .
* عقدة نفسية من ممارسة الجنس . * استمرار الطفل في الشذوذ الجنسي
* وجود صراع نفسي في وجدان الطفل بين ما يفعل به والخوف من انكشاف أمره ..
السلوك المصاحب له:
0 رفض العاطفة الأبوية الطبيعية 0
0 صعوبة في المشي والقعود 0
0 الإحساس بالألم والتردد على دورة المياه.
0 عدم الثقة بالآخرين 0
0 إظهار سلوكيات تدمير الذات 0
0 الملابس الداخلية ملطخة بالدماء .
0 إظهار العواطف بشكل مبالغ فيه .
0 اضطرابات النوم .
0 التبول الليلي.مص الأصبع .
0الانطواء 0 الخوف.
0 ضعف الشهية للطعام 0
0 تدهور مفاجئ في المستوى الدراسي .
0 ظهور سلوكيات منحرفة وغير أخلاقية لدى الطفل .
0 ظهور اهتمام مبكر بالجانب الجنسي وإطلاق ألفاظ جنسية تفوق عمره.


الإيذاء المدرسي :
يتعرض الطفل للاعتداء النفسي أو الجسمي من مصدرين:
1- من مصدر مهم لبناء شخصيتها ( كالمدير – المعلم - الاداري ) وغيرهم .
2- وقد يتعرض أيضا من اعتداءات الأطفال فيما بينهم ..

وتتمثل في الآتي:
• الاستهزاء - التحقير
• الرمي بألقاب معينة لها علاقة بالشكل (الطول . القصر)
• الضرب 0 السب. 0 شد الأذان .
• أخراج الطفل من الفصل أو ورفع اليدين . إيقافه مقابل الحائط .
• عدم قبول الاعتذار من الطفل عن سلوك صدر منه.

ومن هذا المنطلق ينبغي على المسئولين عن الطفل بكافة المجالات تقديم الحماية الكافية له أسرة ومدرسة وشارعا بما يحقق له الأمان النفسي والصحة النفسية يلحيا حياو راقية نقية آمنة.