مسئولية الأسرة تجاه الحماية من التحرش بالأطفال حملة " رقي "

هند مصطفى خليفة - استشارية التربية الجنسية -
أعمل باحثة في مجال التربية الجنسية للأطفال و حمايتهم من التحرش الجنسي .. أعيش لهذه القضية و اقضي ساعات و أيام في دراسة المعلومات و حل المشكلات المتعلقة بهذا الأمر . وقد تصديت لهذا الموضوع لقله المبادرين فيه و للأثر السيئ العميق الذي قد تتركه تجربة واحدة من التحرش الجنسي بالطفل على روح الطفل و ليس جسده فقط .

ان الطفل الذي بين أيدينا ، ليس ملك لنا ، هو أمانة مؤقته وسنسأل عنها بدقه يوم القيامة .

هم أبناؤنا في الدنيا و ربما لا نراهم في الآخرة لاختلاف الدرجات و الدركات .

ونحسن الظن بالله ان يحفظهم في الدنيا و يجمعنا بهم في الأخرة.

وبالتالي ليس من حق الوالدين رفع أعين المراقبة عن أطفالهم في اي زمان و مكان و خاصة تحت سن العاشرة .

الطفل ضعيف جاهل معتمد على والديه كلياً في الأكل و الشرب و المسكن و الامان .. ومن حقه ان يعيش شبعان مرتاح سعيد متدفئ في امن و سلام ..

هذا هو دور الرعاية ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )..

فليس من أدوار الأطفال الذهاب للبقالة ، او الذهاب لنداء السائق من غرفته ، او حتى الذهاب و المجئ وحده من المدرسة .

كما ليس من المسئولية الأبوية أن يترك الطفل يخطو بعض الخطوات دون وجود مسؤول معه " على سبيل المثال " كأن يصعد المصعد لوحده.حتى لو الأمر لا يتعلق بالمتحرش . ماذا لو توقف المصعد ؟؟؟ كيف سيتصرف طفل في مثل سنه ؟ .

و أقول لكل ام : المتحرش ( ذئب ) يتصيد الفرائس . فلا تتركي طفلك و طفلتك بعيداً عن عينك لساعات او تذهب المدرسة مشيا وحدها او تعود مع السائق وحدها .. هذا ليس من الأمانة بل و من الإهمال الحقيقي للطفل . تعرض الطفل التحرش مرات و مرات ما هو الا دلالة على إهمال الوالدين و خاصة الام ، احتراق الطفل بالمكواه الساخنة مرات و مرات دلالة على إهمال الوالدين ، إساءة الخادمة او السائق للطفل سواء نفسية او جسدية او جنسية مرات و مرات دلالة على إهمال الوالدين .

نعم المتحرش ذكي .. و يعرف من يتصيد و كيف يتصيد .. و لكن الام اذكى بالمعلومات الوقائية من المتحرش .

نعم المتحرش يخطط للافتراس .. و لكن الام احرص على أطفالها من ان تترك مجال للمفترس ان يفكر في أطفالها كفريسة .

الوقاية من التحرش الجنسي خير مئات المرات من العلاج ، و الذي قد يستعصي في بعض الحالات ..

علمي طفلك ان لا يقترب من الغرباء ، و اذا اقترب منه غريب عليه ان يصرخ دون توقف و ان يقاوم و يحاول حتى لو كان جسمه صغير ، لان المتحرش جبان و يخاف الفضيحة فيهرب .

و في مقابلة مع متحرش بالاطفال أساء لأربعين طفلاً ، لم يترك منهم الا طفلين فقط دون ايذائهما ، لانها كانا يصرخان و يقاومان بشده .

و قبل كل القوانين البشرية و المحاولات الضعيفة مننا كبشر ،، علينا تعليم الطفل التحصين و قراءة آيه الكرسي يوميا قبل النوم و بعد صلاة الفجر و قبل الذهاب المدرسة و أيضاً قبل صلاة المغرب . كل يوم قبل خروج الطفل المدرسة رددي معه آيه الكرسي و قولي له : ( انت قوي و معك الله القوي الحفيظ )

اللهم احفظهم من بين ايديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و شمائلهم ..