تتوسط صحراء شِبة قاحلة ، شجرة مُعمرة يُقال بأنها تبلغ من العمر ألف عاماً ، نَظَرتْ إليها لا زالت شامخة رُغْمَ أن أغصانها لا يكْسيها إلا الشيء القليل ، لم يَضِح عليها ملامح الهَرم كما ظننتْ ، تقافزت تساؤلات في رأسي ، لم أستطع كبتها ولا كبح جماحها ،
لكن كيف ونحن لم نَصِل إلى ذلك الزمان الذي ينطق فيه الشَجر والحَجر !؟
هل لها أن تُجيبني ؟ بالطبع لا ، كُنت أنا من أسأل وأُجيب في آن واحد ! ربما جُننتْ أو بلغ مِنّي الضياع شيئا !
أشتدتْ وطأة الشَمسْ فوجدت نفسي جالسة أحتمي بِها وبظلالها ، أدركت فعلتي تلّك بعدما أسبغت بَصري للصحراء الحارة ثم للمكان الذي ألبِثُ فِيه ! أنقَبَض قلبي حينها لأنني وجدت إجابة لتساؤلاتي تلك !
وشعرت لوهلة بأن الشجرة تُكمل قائلة : الله لا يَخْلُق شيئاً عبثاً ، بَل كُل شيء عَلى هذا الكَونْ لِحكم عظيمة وثقي بأنّها تكمُن فِي منفعة البشر ولكن عقلهم القاصر قد لا يفهمها إلا بعد فوآت الآوان ؟ صدقيني لو أدْركَ بَنِي البشر كيف الله يُدَبّر حياتهم ؟ وكيف سَخّر لهم الشَجر والطْير؟ فِي سَبيل إحيائهم حياة كريمة ، لما حَزن أو بكى أو أعترض ! بل لهتفَ بأعلى صوته : الحمدلله ثم مضى مُطمئناً لا يخشى شيئاً سوى النَار ورّبها .