لاتنهرونا عن حُلمٍ ولاتسخروا منّا كأحلام ..
لاتمنعونا من تحقيقِ آمالنا ولاتجعلوا الحسرة تذبّ في الذوات ..
لاتركنونا في الزوايا وتجعلوا منا تماثيلًا للحياة ، أنا إنسان أنا إنسان :
قادِرٌ وفاعِلٌ ، وقائمٌ بالأعمال .
إن كُنتم لاتُؤمنون بنا لاتقتلوا آمالنا وهي في الأرحام ..
كفانا أوهامًا تُصارِعُنا دعونا نتلذذ بجمالِ الأحلام ..
قادِرينَ على التحقيقِ نعم ؛ لكن لاتُباغتنا صُدفةً هكذا هي الأمجاد ..
أمهِلونا برهةً وامنحونا فرصةً لكي تروا بأعيُنِكم الأفعال ..
في بدايةِ كلِّ مشوار أعِدكم وفي نهاية الدرب ألا تُبصِرون مراسِمِ النجاح ؟!
أنا إنسان والله انسان
عقلي يُفكّر ، وعيني تُبصِر ، وأذني تصغي ، وقلبي يشعر ، ولا أستطيع أن أحصي كافة النعمِ والحواس ..
لماذا تُهينوننا وتتعللوا بصُعوبةِ الزمان وحدةِ الظروفِ والأحداث ..
لم تستطيعوا في الماضي تحقيق أمرٍ وقلتم أملكم في الشباب ، هاهُنا نشأَ الشباب ماذا فعلتم ؟
من المُثيرِ تلقّي ردكم ، إذًا أنا سأتحدّثُ بِلسانِ الحال وأقول :
ولدتموهُ طِفلًا وداخلِ دائرةِ الخوفِ قوقعتموه ..
لاتقترب من هذا ، ولاتفكّر الإقتراب أيضًا وبِهذا الإسلوب خوّفتموه ..
من متعةِ التجربةِ وفائدتها حرمتموه ..
قطعتم جميعَ السُبل وسلبتمُ الأدوات وبالقيود كبّلتموه ..
ترعرع في كنفكم مُراهِقًا وفي الأخطاءِ كُرهًا أوقعتموه ..
لم تهبوه الحريّة يومًا وبالثقةِ أضعفتموه ..
بنيتم حوله كوخًا من خشبٍ وعنِ العالمِ الخارجي عزلتموه ..
مضت السنين ، أصبح شابًا ، وانتهى الأمر بالنسبةِ لكم ، وفي زحامِ الحياةِ تركتموه ..
خاضَ التجاربِ بمفرده ، تجاوز محطات التعثّر ، أصبح حدادًا فكسّز القيود ، وأيضًا امتهن النجارة وبعثر كوخ الخوف عن جانبيه ، بنى نفسهِ بنفسه
كوّن ذاته ومشى في ضجيج العالمين .
لاتنهرونا عن أحلامنا
لاتحزنونا في ذواتنا
لاتقتلونا
لاتشهروا بسيوفكم في وجوهننا
فنحنُ نطلِبُ العُلا
ونحنُ شباب السُّلم والسّلام .