لم تكنِ القصةُ تستدعي المحقِقَ والمفتش والأدواتِ اللازمة لمعرفة بصماتي ولم يَحتَج موتي منكم التهوّل والجلبة كانَ من الواضح أنني الفاعل وضوحًا تاما ، كاتضاح الملل في علاقة وكاتضاح الكذب في رسالة التبرير.. وكان واضحًا أني مللت ..
لذا لم يستدعِ منكم البحث عمن يكرهني أو عن أعدائي أو حتى أفراد عائلتي لتلقوا باللوم على فاعلٍ ومسببٍ غيري .. لا يعني أني إذا لم أكتب وصية أو رسالة واحدة تمتص صدمة موتي لـ من يحبني ، يكون هذا طريقًا يقودُ المحققين للأمل وشغف البحث ..
"لم أكن شيئا ، كنت كـطموح قد يكسبهُم الشهرة ، وكـفاجعة لا تصدق لـعائلتي وكـخوف أبدي لـأصدقائي" ..
أتيتُ المشنقة رغبة مني ..
أتيتُ لأنزف آخرَ عضوٍ فيَّ على قيدِ الحياة وحتى أموتَ بشكلٍ كامل ، أتيتُ كما تأتي جعبة فرحٍ وتُهدى لـمحظوظ ، أتيتُ حاجةً في الموت الفرق أنه لم يكُن بجعبتي سوى ما يحيطُ بالمرء من سوءٍ وقهرٍ وضعف .. وقد تفضلتُ بهذا كله لـمشنقتي .. أنا أسف ، وهذهِ الكلمة القصيرة قد تُرمم مدينة ولا ترممك . أتيتُ بالجلبةِ إليكِ لكنني أعلمُ أنكِ مع الصمت المُجبر وضِد الكلامِ الذي تخلقهُ الكوارث والفواجع وضِد الإعترافاتِ التي يخلقها الخوف ..
- أتيتَ مّمَا ..؟
من الضعف..أم من الظلم أم كان هذا خيارًا متسرع ..
- أماتوني أولًا ، فلِمَ لا أموت ..!
- ستموتُ ثم تذهب لـشيء لا يغتفر
- أنا أعلمُ أنني ذاهبٌ لـ ما هوَ هائل ، لـ الظلمة و لـما لا أعرفهُ ولا تعرفونه حتمًا ..
- فيّ من الثقلِ الكثير
كـالحاكمِ الذي يحملُ على عاتقِه مصيرَ أمة ثم تَضيع ، أما عني فـأحملُ على عاتقي أسبابكم لكنها ضاعت في صمتي حتى صارت قصصكم ترهبُ الجميع وتحيِّرُهم ..
- أنا آسف ..
" بعد أن ماتَ أثناء حديثٍ من عدم ، حديثٍ فارغ لا ينفع ولا يضر ولا يغير شيئًا"
باحتِ المشنقةُ لـالريح بـإعترافٍ عنه
- : كان يتراجعُ خطوة ويتقدمُ ألاف الخطوات.. كان فارغًا ، لا يستهوي شيئًا ليكون سبب بقاء له ، كان إذا بكى بكتِ الكواكبُ وحين يكبتُ شيئًا تواسيهِ النجوم حتى آخر لحظة قبل الإستسلام ، تخلت النجوم وإنعدمَ المدى الذي يعيشه .. فمات