• ×

قائمة

Rss قاريء

حوار هادف مع المطوفه فاتن ابراهيم محمد حسين

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - سمر ركن - جدة : 

الطوافة مهنة نعتز بها جميعا هي إرث تركه لنا آبائنا وأجدادتا بعد سنوات من العمل الميداني في مجال مهنة الطوافة وهناك أمهات وسيدات زاولن هذه المهنة المشرفة وخدمن ضيفات الرحمن .. وهناك بعض الأسر من أبناء المطوفين والمطوفات لم يسبق لهم العمل في هذه المهنة ولم يزاولوا العمل الميداني مع الحجاج وضيوف الرحمن ومع ذلك يظل الانتماء والفخر بهذا الصرح الكبير الذى اكتسب قيمة وقدرا منذ بدء تأسيس المملكة العربية السعودية بدعم مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله الذى أعز مهنة الطوافة وأكد أن " ما لأهالي مكة يظل لهم لاينقص منه شيئا " نسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء ويبارك فى أبنائه ملوك الفخر والعز .

صحيفة " نبراس " استضافت اليوم إحدى المطوفات للتعرف على توجهاتها ورؤيتها وتطلعاتها لهذه المهنة المشرفة فكان لنا معها الحوار التالي :

نرحب بضيفتنا العزيزة*المطوفة / فاتن بنت ابراهيم محمد حسين
1- هل لنا بنبذة عن سيرتك الذاتية :

مشرفة تربوية لمادة اللغة الإنجليزية بإدارة التربية والتعليم بمكة سابقاً . حالياً عضو مجلس ادارة جمعية أم القرى الخيرية وأمينة الصندوق ومشرفة على العلاقات العامة والإعلام وتنمية الموارد المالية بالجمعية . رئيسة اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا لعدة سنوات .

المؤهلات الأكاديمية :
بكالوريوس لغة إنجليزية من جامعة أم القرى بتقدير (ممتاز ) مع مرتبة الشرف .
ماجستير: مناهج وطرق تدريس التخصص الدقيق الوسائل التعليمية في تدريس اللغة الإنجليزية .
المهام الرسمية والمؤتمرات والمشاركات :
المشاركة كأحد أعضاء الوفد الإعلامي الثقافي المدني المصاحب لزيارة خادم الحرمين الشريفين للهند 2006م .
عضو المجلس الاستشاري التعليمي بمنطقة مكة المكرمة حتى عام 1432هـ
حاصلة على جائزة أفضل مقال صحفي في موسم حج 1431 هـ عن مقالها : ( نجاح الشراكة الإجتماعية في حملة الحج عبادة وسلوك حضاري ) وكرمت في حفل وزارة الحج 15/12/1432هـ

المشاركة في حلقات نقاش وندوات إعلامية عن (الحج والطوافة) في عدة لقاءات صحفية مثل : عكاظ – المدينة- الندوة .. وبحضور قيادات من وزارة ا لحج ومؤسسات الطوافة . وكذلك المجلات مثل مجلة الحج - الرفادة – اليمامة - منذ عام 1426 وحتى الوقت الحالي ـ.
المشاركة في ورشة عمل ( الأعمال التطوعية في الحج ) في الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج المنعقد بجامعة ام القرى في الفترة من 12-14/7/1432هـ
كاتبة في صحيفة مكة (الندوة سابقاً ) ومشاركة في بعض الصحف والمجلات المحلية : المدينة –– اليمامة – والمجلات الإسلامية مثل مجلة الحج والعمرة.
حاصلة على الكثير من شهادة الشكر والتقدير من جهات متنوعة هي : إدارة التربية والتعليم ، وزارة الحج ، مؤسسة جنوب آسيا ، وزارة الثقافة والإعلام جمعية أم القرى الخيرية رواق بكة النسائي .
شهادة تقدير من حملة صدف لتنظيم رحلات الحج والعمرة من دولة الإمارات العربية المتحدة .
المشاركة في تقديم دورات التنمية الذاتية وكتابة التقارير الإدارية ومدرب معتمد في برامج دمج مهارات التفكير ، حيث تم تدريب المئات من المعلمات والمديرات والمشرفات .
بعض من البحوث والمؤلفات التي قدمتها : _
المطوفات " عمل المرأة في مهنة الطوافة " 1426 هـ دراسة استقصائية.
العمالة المنزلية خطر يهدد كياننا " بحث خاص بمنتدى رواق"بكة النسائي .
الأخوة الإنسانية / دراسة وثائقية عن حسن التعامل مع الفئات العاملة في بلادنا طبقت على جميع مراحل التعليم بمكة المكرمة للبنات .
إعداد ورقة عمل عن معوقات التعليم الأهلي وأساليب تطوير تدريس اللغة الإنجليزية للقاء مسئولات ومديرات التعليم الأهلي والأجنبي بالجوف(9-10 /2/1428هـ)27-28/2/2007م
المشاركة في إعداد الإصدار الرابع والسادس والثامن والعاشر من كتاب أمسيات رواق بكة 1428 هـ.-1430هـ-1432- 1434هـ
إجراء دراسة وثائقية عن برنامج الأخوة الإنسانية للعام الدراسي 1428هـ
إعداد مطوية بعنوان : حج المرأة 12/11/1430هـ.
إعداد كتيب ملكة الكلمات الذهبية لتطوير مهارات التواصل للطالبات باللغة الإنجليزية .
كتاب( تجربتي مع الطوافة خطوات نحو العالم الأول )عام 1434هـ.
عضوية الهيئات العلمية والجمعيات :
-عضو نادي مكة الثقافي الأدبي ومسئولة اللجنة الثقافية .
- عضو رواق بكة النسائي.
- عضو الهيئة العلمية للإعجاز العلمي للقرآن الكريم .


2-ماذا تعني لك مهنة الطوافة؟

الطوافة: هي مهنة الآباء والأجداد وهي شرف ومسؤولية وأمانة يستشعرها المرء في كل سكنه ولمحة .. وفي كل لحظة من لحظات حياته وهي ليست شعارات رنانة توسم بها الطوافة .. ولكنها : الماء الذي يتنفسه المطوف ويموت لو خرج منه … هي المهنة التي توارثها بعض أبناء المجتمع المكي منذ آلاف السنين عن آبائهم وأجدادهم وهي مرتبطة بالحج وشعائره الدينية ومأخوذة من كلمة ( طاف ) والمراد بها الطواف بالكعبة المشرفة حيث كان على الشخص ( المطوف ) الذي يستقبل الحاج في مكة أن يأخذه مباشرة ليطوف بالبيت .. ومن ثم ليسعى بين الصفا والمروة ، ثم توالت المسؤوليات وتتابعت المهام فكان على ذلك الشخص أيضا أخذ الحجاج إلى منى وعرفات ومزدلفة . بل صاحب كل ذلك خدمات متنوعة يقدمها المطوف فهو يرشد الحجاج ويسهر على راحتهم ويقدم لهم الطعام والشراب وفي حالة إصابتهم بأحد الأمراض ينقلهم إلى المستشفيات ... الخ . وهي بذلك مهنة إنسانية عظيمة لتكريم وفد الله ، كما أنها مهنة شاقة لا يستطيع العمل بها إلاّ من تمرس بها منذ صغره ووقف على خباياها وحقائقها .. نسأل الله العون والتوفيق لمن يقومون بهذا الشرف وأن يحفظنا خدام لضيوفه .

3- كيف بدأ عملك في مجال خدمة ضيوف الرحمن ؟*

قمت في عام 1426 هـ بدراسة بعنوان ( أعلام الطوافة - المطوفات ) وهي أول دراسة استقصائية لإثبات عمل المرأة في مهنة الطوافة وقد كان هناك شح في المصادر التي تذكر عمل المرأة بل نادرة . فقمت ببناء أستبانة وتطبيقها على مطوفات جنوب أسيا- وهي المؤسسة التي أنتمي اليها - للتعريف بدور المرأة المكية في خدمة ضيوف الرحمن ولفت لانتباه المسئولين بضرورة إعطاء المرأة حقها في العمل بالمهنة حيث سبق لها خوض غمار التجربة .
وقد شملت الإستبانة أسئلة حول أسباب عملهن في مهنة الطوافة، والخدمات اللاتي كن يقدمنها ، والصعوبات التي واجهتهن وكيف كان يتم التغلب عليها ثم عن العلاقات الإنسانية بينهن وبين الحاجيات . بل قد تم طلب منهن ذكر أسماء مطوفات عملن في المهنة وبعض الوثائق التي تثبت عملهن في المهنة . وقد تم التوصل إلى نتائج ووثائق هامة تثبت عمل المرأة في الطوافة قد يستفاد منها في وضع الخطط والبرامج لإعادة عمل المرأة في المهنة وفق الضوابط الدينية التي تحفظ كرامتها ولا تعرضها للمهانة والمفسدة …
ثم بعد ذلك صممت على دخول التجربة ذاتياً لخدمة ضيفات الرحمن فعملتُ على تكوين لجنة نسائية تطوعية من بعض مطوفات جنوب أسيا وكان ذلك في عام 1429هـ وقد بدأت بعدد قليل جداً من المتحمسات للعمل في المهنة ثم تطورت أعمال اللجنة وجهودها وزاد عدد المتطوعات بفضل الله الى أكثر من خمسة وثلاثين متطوعة في الفريق .


4- كيف تقّومين العمل في اللجنة النسائية لخدمة ضيفات الرحمن ؟

بفضل الله ثم بفضل رؤية اللجنة الثاقبة وأهدافها السامية التي استشرفت من خلالها تقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن .. حققنا قفزات نوعية في الخدمات . فرؤيتنا قامت على جعل حج المرأة عبادة وثقافة ووسيلة للتواصل الفكري والإنساني الذي يقوم على مبد الأخوة الإيمانية بين المطوفة والحاجة من دول جنوب آسيا، لتحقيق المنافع السامية التي تقوم عليها شعيرة الحج .
وقد قمنا برعاية الحاجيات صحياً وتفقد أحوالهن ومواساتهن في المستشفيات وتقديم الهدايا لهن وكانت هناك جداول لخطط الزيارة وتقارير عن الحالات . وكذلك قمنا بتوعية وتثقيف حاجات بيت الله الحرام وخاصة فيما يتعلق بشعائر الحج والعمرة في ندوات ومحاضرات متنوعة ترجمت للحاجات بلغاتهن . وساعد ذلك على توطيد أواصر الصداقة مع ضيفات الرحمن وتكوين علاقات إنسانية سامية حيث لا زلنا نتواصل مع البعض الى الآن . كما ساهمنا من خلال عملنا في تقديم صورة واضحة لهذه الشعوب عن دور المرأة السعودية وخاصة المكية وقدرتها على المشاركة في البناء والتنمية . كما عقدنا حلقات لتبادل الفكر والرأي الثقافي والعلمي والاجتماعي مع الحاجيات ذوات المستويات والمناصب العلمية والإدارية المرموقة وكذلك أمسيات ثقافية أدبية وفنون تشكيلية .. وكذلك إطلاع الحاجات ت على بعض من التراث المكي والآثار الإسلامية .. للتبادل الثقافي وكل ذلك ساهم في نجاح أعمال اللجنة بحمد الله .

5- هل تفضلين استمرارك بالعمل *للأعوام القادمة؟

عادة يسري حب المهنة في دم المطوف والمطوفة مادام الدم يجري في عروقه.. وهذا الحب نابع من أصالة المنهج الخدمي الذي تقوم عليه مهنة الطوافة ونبل وسمو الغاية .. وكم حز في نفس الكثيرون قرار وزارة الحج مؤخراً - عام 1436 هـ بجعل الخدمة للمطوفين حتى 65 عاماً فهذا القرار يعتبر موت لكيان المطوف مع إن النظام أمتد منذ مئات السنين وفي عهد الوزارات السابقة ... بأن يعمل المطوف طالما أنه بصحة جيدة .

6- ما الذي ساهم برأيك في نجاح اعمال اللجنة ؟

طبعاً النجاح أولاً بفضل الله وتوفيقه ، وإخلاص المتطوعات في العمل ثم بفضل دعم جهات متنوعة لأعمال اللجنة النسائية ؛ فقد حظيت اللجنة بدعم المؤسسة الأم في تلك الفترة الذهبية 1429 هـ - 1433هـ بقيادة رئيس مؤسسة جنوب آسيا الأستاذ عدنان أمين كاتب ، كما حظيت بدعم من مكاتب الخدمة الميدانية التابعة لمؤسسة جنوب آسيا ومساعدتهن في توفير مستلزمات اللجنة من هدايا تقدم للحاجات وبعض المستلزمات الضرورية للمريضات المنومات في المستشفيات مثل الكراسي المتحركة أو العكاكيز أو المشايات مما كان له أكبر الأثر في التخفيف من آلامهن ومساعدتهن على أداء مناسك الحج بيسر وسهولة وكذلك تبرع بعض المطوفين ببطاقات اتصالات للحاجيات مثل تعاون المطوف خليل فارسي ببطاقة . sms . وكذلك توفير قاعات للقاءات التوعوية - الثقافية وإقامة الحفلات في قاعة المؤسسة الأم التي تجمع أحياناً حاجيات من مختلف الجنسيات وأحيانا احتفاءً بمقدم مولود أو غيره من المناسبات الجميلة التي تترك أثراً عميقاً في نفوس الحاجيات . كما ساهمت عوامل أخرى بنجاح أعمال اللجنة مثل : إنشاء موقع للجنة على الانترنت وتزويده بالأخبار والمعلومات وكل ما يتعلق بالحج من مناسك وشعائر وغير ذلك ، بإشراف مباشر من سعادة المطوف المحترف الأستاذ ياسر محبوب .

6- برأيك كيف يتم التحسين للخدمات في الحج وما هي ملاحظاتك وكيف نتلافاها للسنوات القادمة ؟

لا شك ان التقويم المستمر للعمل وللخطط التشغيلية هو أحد ركائز نجاح المنظمة او المؤسسة بحيث لا ينتهي موسم حج حتى تُحدد الإيجابيات لتدعيمها والسلبيات لمحاولة تلافيها في السنوات القادمة ووضع خطط بديلة تساعد في نجاح العمل ؛ ومن ذلك أجور الخدمات والعوائد . فلكي تحقق المؤسسات نجاحات دراماتيكية فلابد من الارتقاء بالأساليب والخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام و إعادة دراسة العوائد الخدمية فهذه العوائد قد مضى عليها أكثر من ثلاثين عاماً ولم تتغير وهي لا تتناسب مع الطفرات العالمية للأسعار .. مع ضرورة أيضاً تحديد مستويات للخدمات حسب المستوى الاقتصادي للحاج وتكون على فئات مثل : ( أ ، ب ، جـ ) وكل خدمة لها مواصفات ومعايير وأسعار خاصة ، ويختار منها الحاج ما يتناسب مع احتياجاته عبر المسار الإلكتروني ..

7 - هل جميع أفراد أسرتك يهتمون بهذه المهنة ويتابعون مستجداتها ويحضرون اجتماعاتها ويشاركون فى الانتخابات ؟

طبعاً معظم أفراد الأسرة يهتمون *بالمهنة ويتابعون ما يطرأ عليها من أنظمة وقرارات وخاصة الذكور ويشاركون في الانتخابات .. واما بالنسبة للاجتماعات فللأسف لا تدعى النساء لحضور الاجتماعات ومنها الجمعيات العمومية وهذه من سلبيات العمل في المؤسسات والمفروض ان تدعى المطوفات للتصويت على القرارات بدون وكيل .. والذي قد يكون رأيه مخالفاً أو مناقضاً لرأي موكلته .

8 -هل تفضلي العمل بنفسك ام تعيين وكيل ؟ *واذا *فرض عليك وكيل ما رأيك؟

طبعاً أفضل العمل بنفسي لتقديم خدمات يعجز عن تقديمها الرجل الوكيل لضيفات الرحمن لما للنساء من خصوصية .. وهذا من متطلبات الجودة في العمل أن تقدم الخدمات بما يرضي العميل المستفيد. وأظن أن الوكيل لا يكون بالفرض إنما برضا المطوفة وهي من تختار من توكله من محارم ومن أبناء الطائفة .. وفي حالة عدم توفر محرم لها، فإن المؤسسة تقوم بتوفير شخص لها من باب مساعدتها.. وليس له الحق في التصرف في اموالها. . ويعطى فقط 50% من المكافأة ..

9- هل تواجهك مشكلات وعقبات فى ما يخص الوكيل وعمله خلال فترة الحج ؟

بحمد الله لا توجد مشكلات لأن من أوكله أحد محارمي الذين أثق بهم وبأخلاقهم .. فالمفروض أن يكون الوكيل بمواصفات أخلاقية حسنة ومميزات ومعايير دقيقة لاختيار ألأصلح .. لأنه يفترض أن يعمل بالمهنة من كان أهلاً للمكانة المتوافقة مع أخلاقيات المهنة .. ولابد من أجراء مقابلات شخصية دقيقة واختبارات للمهمات التي سيقوم بها الوكيل فضلاً عن المتابعة والرقابة لأعماله وبذلك نتلافى وجود مشكلات أن كان ممن يتهرب من العمل أو لا يؤدي واجبه كما يفترض .

10- هل يتطلب تجديد التوكيل كل عام ؟

طبعاً لابد من تجديد الوكالة كل عام .. لتكون وثيقة تثبت العمل في المؤسسة للوكيل وموكلته فقد يتغير الوكيل من عام لآخر .

11- ماذا تريد المطوفة من وزارة الحج ؟

تريد حقيقة الاعتراف بعمل المطوفة رسمياً ، كعضو في مكاتب الخدمة الميدانية أو كعضو مجلس إدارة .. ومع أن الوزارة قد وعدت بتعيين عضوين من النساء في مجالس الإدارات الا أنها وعود قد تبخرت في الواقع ..وخيبت الآمال بعودة المرأة المطوفة للعمل ..فمهنة الطوافة حق من حقوقها وقد عملت النساء المكيات بها منذ مئات السنين وكان الحجاج يأتون من بلادهم بإسم المطوفة ( فلانة ) . فلا بد أن نعيد للمرأة المطوفة حقها المسلوب ، فالمرأة في بلادنا بحمد الله وتوفيقه قد حصلت على الكثير من حقوقها و قد دخلت كعضو في مجلس الشورى ومرشحة وناخبة في المجالس البلدية .. فلماذا لا تعطى حق العمل في المهنة .

‎12- ماذا تستطيع *المطوفه أن تقدم لمؤسسة الطوافه ؟

‎هناك كوادر بشرية نسائية مؤهلة من المطوفات حاصلات على بكالوريس بل وشهادات عليا في تخصصات متنوعة وممكن الاستفادة منهن في كافة المجالات لخدمة حجاج بيت الله الحرام .. سواء في المؤسسة أو مكاتب الخدمة الميدانية مثل: الصحة ، والتغذية ، والعلاقات العامة والإعلام ، والإدارة ، ووسائل التقنية الحديثة ، ومنها إدخال البيانات ، والمواقع الجغرافية وغيرها ..

‎13- (الحقوق والواجبات فى مهنة الطوافة ) ماذا تعني لك هذه العبارة؟

الحقوق والواجبات هي منظومة أخلاقية مصاحبة لأي عمل اجتماعي لتنظيمه ضمن إطار يحقق التوازن في المجتمع . والحقوق في مهنة الطوافة : هي الأحقية في العمل في المهنة والمشاركة في العطاء الخدمي للحصول على دخل مادي يعزز الانتماء للمهنة وتقدير واحترام الذات وضمان للحياة الكريمة بعيداً عن ذل السؤال .. وأما الوجبات : فهي كثيرة وتقوم على قيم وأخلاقيات المهنة ومنها الإخلاص ، والوفاء التعاون ، المثابرة ، الصبر ،الاحترام ، العطاء حتى بدون مقابل .. وكل ما يلزم به المطوف نفسه من تعاملات أخلاقية وإنسانية .

‎14- هل حصلت المطوفة على حقوقها كاملة ؟ وهل تصلك حقوقك فى مواعيدها المحددة ؟

طبعاً لم تحصل بعد المطوفة على حقوقها المهنية كاملة وخاصة فيما يتعلق بالعمل وأعتبر ذلك أمر نسبي في المؤسسات ؛ حسب إيمان مجلس الإدارة بعملها وإناطة بعض الخدمات لها . وأما بالنسبة للحقوق المالية فقد تتأخر صرف الحقوق المالية وهذا أيضاً يعود لمجلس ألإدارة . وكذلك قد تتأخر صرف مستحقاتنا ولا نعرف كيف توزع الحقوق ؟؟ خاصة اذا ما كانت المؤسسة لديها استثمارات عالية ومع ذلك يكون المبلغ المقطوع لا يتماشى مع الدخل المتوقع … ولا نعلم كيف يتم تقسيم الاستثمارات ‼ والمفروض ان تعقد المؤسسة جمعية عمومية -قبل الصرف -توضح فيها للمطوفين والمطوفات والمساهمين والمساهمات بكيفية صرف الأموال الاستثمارية.. حتى نكون على قناعة بما يعطي لنا فهي ليست صدقة تقدمها المؤسسة لنا.. بل هي جزء من أموالنا التي استثمرت في إدارات ذهبية سابقة .. ولابد أن نعرف كيف تقسم الأموال وكيفية إدارتها .

‎15- ما رأيك فى عدم أحقية الصرف المستحق لفترة الحج لمن لم يعمل وكيلها !!

طبعاً حق الصرف مرهون بعمل الوكيل فإذا لم يعمل الوكيل فكيف تصرف لها مكافأة وهي أيضاً لا تعمل ..‼ ولكن لابد من البحث عن وكيل مبكراً وقبل الموسم وأحسن اختيار هو : ( القوي الأمين ).

‎16- هل تعرفي كم عدد اسهمك ؟ و ماذا تعني لك هذه الأسهم؟*

نعم عرفت مؤخراً عدد أسهمي من خلال استمارة الانتخابات التي قمت بتعبئة بياناتها .. أما قبل ذلك فلم أكن أعرف .. والمفروض أيضاً أن تكون هذه البيانات واضحة للمطوفات في تقرير يرسل لها كل عام .. وللأسف فأنا ممن يعاني من تفتت الأسهم ولم يبقى لدي سوى عدد ضئيل من الأسهم بعد وفاة الوالد - رحمه الله تعالى - والذي نرجو أن يحل موضوع (الرسملة ) المزمع تطبيقه هذه الإشكالية وهي السائدة عند كثير من المطوفين والمطوفات .

‎17- لو عرض عليك بيعها *هل توافقي ؟ لم !

طبعاً لن أبيعها .. مهما كلف الثمن .. لأن ذلك يعني إنهاء صلتي بالطوافة .. حيث أنني فعلياً لا أعمل في المهنة .. والأسهم هي صلة ارتباطية ..

‎18- ماهى معلوماتك عن ( الرسملة - الجعل - أبناء المحرومين ).

الرسملة هي :
المصروفات التى تصرف بغرض زيادة الاصل او زيادة انتاجية هذا الاصل ويترتب عليها اطاله عمره او زيادة انتاجيته وتظهر كمورقات رأسمالية بقائمه المركز المالى. ويجوز تحميلها على اكثر من فترة مالية وتؤدى معالجتها محاسبيا الى زيادة رأس المالى .*ويجب التحذير من انه هناك بعض من هذه المصروفات الرأسمالية والتى يمكن ان تؤدى الى تعظيم راس المال خلال الفترة التى تم اضافتها فيها وتزيد من الارباح الرأسمالية على حساب الفترات القادمة مما يترتب علية ظهور خسائر فى الفترات القادمة وتقع مسئولية ذلك على الادارة والشئون المالية بالشركة أو المؤسسه حينئذٍ.
أو هي باختصار تحويل المصروف لأصل يزيد من قيمة رأس المال لذا سميت رسملة . وهي غالباً تستخدم في الشركات ولكن ومع ذلك ينصح خبراء الاقتصاد بالابتعاد الرسملة بقدر الامكان لأنها تعمل على تحقيق ارباح وهمية على المدى القصير بينما ترحل الخسائر للسنوات التالية وتعتبر عبئ تعاني منه الادارة فيما بعد لذا ينصح بعدم رسملتها ولأسباب اخرى. كذلك فهي تعمل على تضخيم الاصول وتكتشف بان هناك اصول وهمية مثل تضخم النفقات المؤجلة ويقع على الشركة أو المؤسسة عبئ مواجهة خسائر مستقبلية حتمية.
الجعل حسب رأي بعض المفسرين هو : الإجارة على منفعة مظنون حصولها، مثل مشارطة الطبيب على البرء.. وقد اختلف العلماء في منعه وجوازه : فقال*مالك يجوز ذلك في اليسير بشرطين : أحدهما : أن لا يضرب لذلك أجلا . والثاني : أن يكون الثمن معلوما ، وهو كما جاء في الآية القرآنية الكريمة : (قالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ( الكهف 94).

والجعل في الطوافة : مبلغ من المال يحدد ويعطى للنساء من ذوات الدخل المنخفض لقلة عدد أسهمها مثلاً . وهذا كان في السابق أما الآن فقل استخدامه في معظم المؤسسات لوجود المبلغ المقطوع وارتفاعه في بعض المؤسسات .

أبناء المحرومين : هم الأبناء الذين توفي والدهم في عين حياة جدهم فلا يرثوا من والدهم الطوافة لأن الجد هو الأصل في الطوافة . وقد أتفق بعد ذلك -وبقرارات من وزارة الحج - على إعطاءهم عدد 100 سهم كمعونة من المؤسسات لهم . وهم نسبة قليلة جداً وإعطاؤهم ذلك من باب التكافل الاجتماعي الذي تقوم عليه قيم الطوافة وأخلاقها .

‎19- هل طلبت ان تترشحي كرئيسة للمجموعات الميدانية تستقبلين فيها ضيوف الرحمن ؟ أو كعضو في مجلس الإدارة في المؤسسة ؟ وماذا سيكون دورك فى المجلس لو كنت عضوة في مجلس الإدارة ؟

لم أطلب أن أترشح كرئيسة للمجموعات الميدانية لأن النظام لا يسمح بذلك‼ وكان لدينا أمل كبير في عضوية مجالس الإدارات في المؤسسات - كما وعدت الوزارة بذلك -ولكن خابت الآمال بتعيين الذكور في مركز صنع القرار في المؤسسات وهمش دور المرأة ‼ فلو عملت المرأة في مجالس الإدارات فحتماً ستعمل في عضوية مكاتب الخدمة الميدانية .

وممكن أن تعمل المرأة في مجلس الإدارة كمسئولة عن المطوفات العاملات في مكاتب الخدمة الميدانية وعن الأنشطة والبرامج التي تقدم للحاجات كذلك ممكن ان تكون مسئولة العلاقات العامة والإعلام بما في ذلك إدارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة .. وكذلك مسئولة في التنظيمات الإدارية المساندة للمجلس مثل لجنة المتابعة .

‎20 - ما هى الأفكار التى يمكن لك أن تقدميها فى مجالات : ( الاستقبال الضيافة - *التغذية- -السكن - الخدمات) .

في حالة إعادة دور المطوفة لخدمة ضيوف الرحمن لابد من إعادة النظر في آليات الاستقبال والضيافة والتغذية : بحيث يكون للمطوفة دور فاعل في الاستقبال والضيافة للحاجات ومن ذلك أن لا تكون الوجبات عامة وللجميع وبنفس المواصفات الغذائية ؛ بل لابد أن تشترك المطوفة في إعداد وجبات الضيافة وتشكيل فريق عمل نسائي يضم نخبة من المطوفات المتخصصات في التغذية للإشراف على صنع وإعداد الوجبات الجافة والساخنة وبأنواع مختلفة ، حسب رغبة الحاج مع مراعاة الحجاج المرضى من ذوي أمراض الضغط أو السكري أو من لديهم حساسية من منتجات الألبان أو غيرها.. ويكتب على كل وجبة القيمة الغذائية وخصائص الوجبة .. مع ضرورة المطالبة بإعادة التغذية للمطوفين .. بحيث يتم إشراك المطوفة في صناعة وإعداد الوجبات ..

كما يمكن أن يخصص كل مكتب خدمة ميدانية قاعة خاصة للسيدات لإقامة اللقاءات مع الحاجات بحيث تدار أنشطة توعوية دينية وثقافية ويتم التواصل مع الحاجات وتقديم الضيافة لهن وإكرامهن وكل ذلك يعطي انطباعا قوياً للحاجات عن كرم اهالي مكة وهم من تهفو القلوب لهم ببركة دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام .. فقد قال تعالي : رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) ابراهيم .
كما يمكن أن تشرف النساء على نظافة الغرف وإعدادها وتجهيزها قبل وصول الحجاج وأثناء وجودهم .. وبعد مغادرتهم .. وذلك بتخصيص فريق إشرافي على مقار السكن وتزويده بعمالة نسائية مدربة مع توفير مواد النظافة الأساسية للحجاج : ( تايد - صابون -شامبو - مواد تعقيم … ديتول.. وغيره ) مع التأكد من وجود الماء.. وتوفير زمزم للشرب .. طبعاً وقبل هذا كله لابد من إعادة السكن للمطوف بدلاً من بعثات الحج التي تستحوذ على البلايين من الريالات كل عام وتحولها الى بلادها.. ولا يبقى للمطوف سوى الفتات.. وهذا مما يضعف اقتصاد الدولة .

من الممكن توفير خدمات خاصة للحاجات مثل : مرافقتهن للزيارات الميدانية في السياحة الدينية للآثار في مكة والمدينة بل وربما في الطائف وجدة .. وتقديم الشرح الوافي عن هذه الأماكن من لمتخصصات في التاريخ والجغرافيا مع وجود مترجمات بلغات الحجاج او باللغة الإنجليزية .. مما يوفر حراكاً ثقافياً واجتماعيا فاعلاً وإعادة لدور المطوفة في خدمة ضيوف الرحمن .

21- ما رأيك فى طلب الحاجة تصريح المحرم ( عقد قران صورى ) ؟ لتسهيل شريعه الحج ؟

طبعاً لا يجوز شرعاً تقديم عقد صوري للمحرم لتسهيل الحج .. لأن ذلك من باب الغش والخيانة والكذب . وقد جاء في الحديث : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل المسلم يسرق ؟ فأحاب نعم ، ثم سألوه : هل المسلم يزني ؟ فأجاب : نعم ، ثم سألوه : هل المسلم يكذب ؟ فأجاب : لا المسلم لا يكذب. ولكن أجاز العلماء السفر للحج للمرأة بدون محرم اذا كانت في رفقة آمنة ومعها مجموعة من النساء الثقات . حيث رخص بعض الأئمة كمالك والشافعي في سفرها للحج الواجب ، فنظروا إلى العلة من اشتراط المحرم ، فإذا فقد الخوف على المرأة الذي من أجله اشترط المحرم ، بأن كانت المرأة ثقة في نفسها ومع نساء ثقات ، أو كانت كبيرة أو في مجتمع حاشد كالطائرة ، فلا حرج حينئذ في سفرها دون محرم مادام الخوف عليها منتفيا. وقد نُقِل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات قوله : "تحج كل امرأة آمنة مع عدم محرم لزوال العلة " ..

أرجو ان أكون قد وفقت في القاء الضوء على جوانب هامة في مهنة الطوافة.. مع شكري وتقديري للجميع وخاصة المطوفة الصحفية الأخت سمر ركن التي أتاحت لي فرصة التحدث عن مهنة الآباء والأجداد. ** *

كامل الشكر تقدمه صحيفة " نبراس" للمطوف فاتن ابراهيم محمد حسين على تفاعلوا وإثراءها لنا وتزويدنا بمعلومات قيمة وإرث عظيم ينبغي أن تلم به كل مطوفة ومطوف في مجال الطوافه بارك الله فيها .
image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 2  0  1.7K

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    5 يناير 2016 11:05 مساءً سمر ركن :
    اشكر الأخت فاتن حسين على تجاوبها وتعاونها فى إجراء هذا الحوار الهادف يعطيك العافية .

    من جميل الظروف اني لم أراك من قبل .. لكن تلمست من سيرتك وحوارك وعي ورقي وتطلع واستشراف لمستقبل الطوافة فأنت كنز وتاج الراس .


    Samar2
  • #2
    6 يناير 2016 07:38 مساءً السيدة المكية المشهدية :
    أسئلة مهمة طرحت ، وإجابات وافية قدمت تدل على خبرة ودراية شاكلة عن مهنة الطوافة .
    أتمنى فعلا أن نصل إلى كراسي مجلس إدارة المؤسسات لنكون صوتا *للمطوفات *