وكأن كل شيء حط من علِّ
تيه ساحق !
كل ماحولك يسقط من علو شاهق ينكب فوق صدرك الثقل تتزاحم بك الأفكار والكلمات
تدور بداخلك الدوائر يلعنك الفراغ يشتمك العدم ترطم بالهاوية تنسل بهدوء تحس بك تختنق حتى الموت
كيف تنجو من كل هذا الإعصار الذي يأخذك في دوامته حتى يلقيك مغشياً عليك من فرط التخبط بين جنباته المسرعة في دورانها المميتة في اعتصارها لك دونما رحمة تذكر!
هل يفيدك أن تجهش تبكي على حد أقل أم قد يشفيك الضحك بسخرية وشبم ظاهر رغم كل النيران التي تشتعل في جوفك
تحرقك
يأكلك الضياع
تنهشك الوحدة
تصاب بذعر من هذا الظلام الحالك تصرخ تطلب النجدة تستغيث
أنت تغرق ولاتجد النجاة تغرق حتى تلفظ أنفاسك الأخيرة
تسأل نفسك ماذا يحدث في قلبي ومن بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وتعوذ بالله أن تغتال من تحتك ؟
لقد اغتالوك من أسفل سافلين
تردد في نفسك أهذا ماخُلقت لأجله ؟
قلب هش ضعيف لا شيء يفيده مسحوق
تهوي بك صراعاتك في أقصى أرض منفية
تظل تدرك ماسر هذه الخيبات التي تطعنك من خلفك وتبتسم لك باستهزاء أمامك
تتذكر أخيراً آية الله تعالى " إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ " البقرة،٣٠
تتردد في أذنك مراراً، تقف مذهولا فاغر الفاه والعينان أيضاً تتسع حدقاتك كيف بدأت أجهل ماخلقت لأجله؟
كيف انتابني اللهو ألهث وراء الدنيا أحصد ملذاتها أفوز بها فأخسر الآخرة!
أهذا ما أريده ؟ قيامة العالم بصدري قبل حينها وموعدها
يصيبنا دائما سكين يطعننا من شدة انشغالنا بتوافه الأمور
ونعيش في حيرة هالكة
نلقى حتفنا من كثرة الأسئلة المحشورة في رؤوسنا والتي لم نجد لها جواباً
نقضي يوماً دون فائدة ونظن أن مانفعله صحيح
ماذا فعلت لتترك أثراً وبصمة في غيرك تجعله ينتقل بسوء حياته للأفضل؟
مالذي سجلته ليستحق أن يخلد في صحيفتك فيلقاك الله بوجه طلق منشرح صدرك
تنسى في كل مرة يضيق عليك العالم خناق فرحتك يكسوك الشجو
أن من يصلح علاقته مع الله لاترتعش علاقاته الأخرى يدفيها الله بحبه ورضاه
لايمكن أن تفتر همتك أن يسود وجهك وتكره ذاتك أو حتى يومك أن تسخط وتجزع على الأقدار المحيطة بك
تصل للحياة التي خُلقت لأجلها حين تحفظ الله فيك عن ظهر قلب تتحسسه بداخلك كل صباح ومساء لاتفرط بحلقة الوصل بينك وبينه تدرك نوره ليشع في أعماقك
كل الطرق الوعرة حينها تصبح سالكة
فقط لأن الله معك وهذا مايجعلك تنسى أن هناك هم يقلقك فزع يوقظك من نومك
تذكر دائما أن من يحمل الله في أعماقه لايمكنه أن يتوه ويشقى مهما صعُبت عليه الظروف يسهلها الله له لأنه يثق بقدرته فوق كل أحد وكل شيء
"أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ " الزمر ،٣٦
لأنه يأخذ بهذا التساؤل اللطيف الأكيد بيقين فالله يحفظك مادمت تحفظه
فلتنظر ماذا قدمت له ؟
في كل مرة يقدم لك الخير ويعينك ويرضيك!
هل ترضي الله بما تفعل؟
أسأل نفسك ماذا فعلت اليوم ليحبك الله؟
خالك ثامر