حوار ألم وأمل ..

يوما ما تحاورنا ..

قلت له : ثقتي أن الخير قادم وأن حياتنا نبته تحتاج لصبر .. ولا يسقيها إلا من أحب وعشق وتولد من حبه رؤية ورسالة وهدف يرسمه ويخطط لها.
‏ قال : أنا ممن يهدم ولا يبني ويقطع ولا يزرع فليس لي مكاناً بينكم ..أما أنت .. فمقامك في العلالي وأنا لازلت في الزلالي ..
اجبت : يالله ليه بس كده .. طيب إبتسم..
قال : الابتسامه .. فقدتها من أكثر من 16 سنة
قلت : تعود بحول الله فالفرح موجود
قال : لا أعتقد..فلقد هرمنا
قلت : دامنا أحياء نعيد الابتسامه. . ولايهرم من داخله أمل فنحن من نخلق الأمل لنسعد ..
قال : ليس لي أجنحه لأطير
قلت : جناحي الإنسان الناجح إرادته وثقته بقدراته .
قال : لا أجد ذلك في موطني
قلت : لم ؟ وأنت إبن وطن .. ولك الكثير.. فماذا يقول الوافد إذا!!
قال : موطني ليس الأرض .
قلت : أجل ؟
قال : موطني القلب الصغير..الذي لم أجده .
وفي ذات اللحظة ... قلت : وقد يكون موطني في قلب يحتويني .. عندها " تطابقت الأفكار وامتزجت الأحرف"
قال : ولقد وقفت الآن عن البحث عنه .. عن الفرح ..
قلت : عندما يخط القدر كل أمر .. يحدث
قال : ضربتان في الرأس توجع
قلت: تفاءل .. فنحن في زمن يحقق الإنسان فيه ما يتمنى ـ بتوفيق الله ـ
قال : لن أجد ما أريده..صدقيني فكل الظروف ضدي ..
قلت : ماعرفت الضربة الأولى لأعرف الثانية وأتصور الأمر..هل تقصد قلب إمرأة أم ماذا !!
قال : عندي إثنتان وأريد الثالثة *باختياري .. ولكن اختياري صعب المنال .
قلت : اثنتان ؟ قلبان !!اثنان ليسا باختيارك !! أين الصعوبة*في الأمر!!
قال : فلكل واحدة ظرف لتكون لي وبدون اختياري ...ما أجمل العناء والشقاء .
قلت: لاطاقة لى على العناء والشقاء .. ماخلقت للشقاء ولي قلب يحب ويعشق ..
كل واحدة ؟؟ طيب .. ماهي الواحدة !! لأفهم الواحدتين الباقيتين !!
قال : وأين من يحتويني من العنا والشقا ..
قلت : " الواحة " هل هي شيء أم انسان .. !!لا أحد يحتوي الإنسان قدر قلبه وذاته .. يقوي الإنسان ذاته ويحدد اتجاهه فيجد من يسعده ويسعد به . بذلك أحتوي ذاتي إن لم أجد من يحتويني ..وقد أجد صورا كثيرة لذوات أراها محتواه .. غير أنها ليست كذلك .. لذلك فالسعادة تنبع من الداخل..
قال:*حسب الاحتياج..تختلف الصورة وألوانها
قلت :*أن أصنع الليمون عصيرا محلى*سائغا هذه سعادة .. لذلك ينبغى أن أحدد احتياجي ولونه ودرجته .. وثق إننا نخطط ونرسم لكن*.. خط القدر أقوى ولا بد أن نرضى بما خط .. لكن .. لم تخبرنى* ماذا تقصد ب كل واحدة لأستوعب الواحدتين الباقيتين !!هل هى انسان أم ماذا ؟
قال :*هي اثنتان
قلت : إنسانتان ً!! بشر أقصد !!
قال : محوران ..
المحور الأول : لدي زوجتان ولكن الثالثة هي من أبحث عنها..
المحور الثاني: المنصب ومنه تحقيق المال وسداد الذمة وامتلاك البيت ..
قلن : تبحث عنها .. تبحث عن شىء محدد منها !! سأتحاور معك لأوضح لك بعض *ما أدركه من واقع الحياة .
قال : إن وجدتها فلن ترضى بظروفي فبذلك لن أتمكن من الحصول عليها
قلت : المنصب يأتي طالما أنك تجتهد بعلمك ودراستك ..هو الصبر سيد الموقف .. فما ولدنا إلا من العدم .. نصبر لنحقق
تحقيق المال .. مع الأيام يكون طالما أن العلم والدين والخلق موجود .. سداد الذمة وامتلاك البيت .. لا تعتقد أن كل من امتلك بيت هو السعيد.. والتخطيط والصبر والتوكل على الله يحقق ما لا نتخيل ..ولنا حديث نستكمل فيه همسنا ...
قال : كلها موجوده...ولكن .. طابت النفس .. ولعل الثالثة تكون بين يديك
قلت : سأتوقف عند كلمة "طابت النفس" لأثريك بما قد يرويك .. وللحديث بقية .