يعمل فريق عمل الحرفيين والصناعات الحرفية المنبثق من لجنة الذهب والصناعات الحرفية بغرفة الأحساء، على إنتاج دليل شامل وخاص للحرفيين والصناعات الحرفية بالأحساء يحتوي على ثلاث نسخ (ورقية، الكترونية، مرئية)، وذلك بهدف المحافظة على ذلك الموروث الحرفي الوطني العريق وتوثيق تجاربه الرائدة في الأحساء.
جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للفريق الذي عقده أخيراً بقاعة الاجتماعات بالغرفة، وناقش فيه أهمية المحافظة على الصناعات الحرفية والحرفيين القائمين عليها والارتقاء بهم، مؤكداً على أهمية ما يمكن أن يحققه مضاعفة الاهتمام بهذه الحرف عبر المهرجانات السياحية والفعاليات التراثية والتسويقية التي تشهدها مناطق المملكة وخارجها.
وأشار المجتمعون إلى أن هدف الدليل الرئيسي هو التعريف بالصناعات الحرفية والحرفيين بالأحساء وتوثيق تجاربهم وتاريخ نشأة هذه الحرف والأسر العريقة العاملة فيها والقائمة عليها ما يتيح سهولة الرجوع للحرفي والحرفة ويحفظ هذا الموروث من الضياع، وهو الأمر الذي يسهم في بناء قاعدة معلومات حرفية شعبية تحفظها من الاندثار وتسهم في خلق فرص للعمل.
وأكد الاجتماع على أهمية المحافظة على الصناعات الحرفية في الأحساء كونها تمثل احدى ثوابت وكنوز تراثنا الوطني العريق وإحدى الدعائم الاساسية التي كانت ترتكز عليها البيئة الاقتصادية لآلاف الاسر في واحة الأحساء رغم انحسار معظم الحرفيين وتناقصهم في الوقت الراهن، مشيرين إلى إنه بعد الانتهاء من إعداده وطباعته سيتم توزيعه في مناسبات الغرفة والسفارات والملحقيات التجارية والثقافية وكافة المسئولين في الدولة ورجال الأعمال والمهتمين والسواح للتعرف عن قرب على الحرفي والصناعات الحرفية بالأحساء.
من جهته، أوضح الأستاذ مهدي البلادي رئيس لجنة الذهب والصناعات الحرفية بالغرفة أن فريق الحرفيين بالغرفة يسعى جاهدا لكل عمل يسهم في تنمية وتطوير وتشجيع الحرفيين والصناعات الحرفية، مبيناً أنه من المهم جدا إيجاد مظلة مرجعية للحرفيين والصناعات الحرفية لحمايتهم وتطوير أدائهم وتنمية نشاطاتهم وتعزيز مشاركاتهم في المناسبات والفعاليات المحلية والدولية، بما يوفر لهم مصدر رزق من هذه المهنة، ويحفظها من الاندثار.
ودعا البلادي إلى تضافر الجهود لكيلا تندثر هذه الحرف التي تعتبر من بين أفضل وسائل التعبير عن هوية البلاد التراثية الوطنية، مؤكداً على دورها في تريبة الأبناء على قيم العمل واحترام العمل المهني، داعياً إلى دراسة فنون التراث الحرفي وتسجيله علمياً واستحداث برامج لتفعيل وتطوير تلك الحرف ورعايتها والعمل على المحافظة عليها وانشاء المعارض لعرض منتجات الحرفيين.
والجدير ذكره أن الحرف والصناعات اليدوية تعرف بأنها تلك الأعمال التي يقوم بمزاولتها فرد أو مجموعة أفراد لغرض أنتاج أو تصنيع منتجات حرفية من المواد الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية بالطرق التقليدية بهدف استخدامها في الاحتياجات اليومية للأفراد أو للمنشآت أو لغرض الاقتناء الدائم أو المؤقت، معتمدين على مهاراتهم الفردية الذهنية واليدوية التي اكتسبوها من خلال تطوير ممارساتهم للعمل الحرفي.
يُشار إلى إن الأحساء تشتهر تاريخياً بعدد كبير من الحرف والصناعات الحرفية من بينها النجارة والصناعات الخشبية، الدباغة، الخرازة، القطاطنة، الحدادة، صناعة البشوت والمشالح، النسيج وخيوط الغزل، الصناعات السعفية كالقفاصة والحصر والخوصيات، الصناديق الخشبية، صياغة الحلي النسائية والصفارة وغيرها.