هُنا الحياةُ والهناءُ على شفا الأُنس الأرحَبِ***
مَكَثُ الأناة في وثبه كأمنِ رغيد الوَكَن
الفضاءُ والنجمُ هُنا وهُنا سناءُا لكوكَبِ
هُنا السُحُبُ ورُكامُها وهمرُ أثيث المُزَن
الروحُ هُنا والقلبُ هُنا كنبضِ الغناءِ الأعذَبِ
كقصيدةِ وفاءٍ بهيَّةٍ يشدو بها اللحَن
وعلى ضِفافِ المدينةِ هُنا قنديلُ الغيهَبِ
وهُنا حكاية سَحَر بين أطلالِ الدُجَن
هُنا النقاءُ برَوحِ العطرِ العتيقِ الأطيَبِ
وفوحُ الفَمِ، حَذقُ الكلامِ، فصيحُ اللسَن
عَشقتَهُ جعداءُ اليدِ والخُصَلِ الأشيَبِ******************** ***
أدمنتُ قُبُلاتي على هامتهِ وما بطَن
هُنا فخامة نظّارته وساعته وزِيان الأَثوَب **************
وسمو مجلسه كأيقونةِ وقارٍ ورَصَن
على توقِ ذاك المكانِ والزمانِ المُغيَّبِ
على حينِ غِرّةٍ بين ساعاتٍ وغَضَن
رحلَ الذي بات هُنا تحت عَراءِ التُرَبِ
وحانت منيّته بينَ كنَفِ القبرِ والدَفَن
ومالي أراني أراهُ هُنا مجاوراً عن كثب
يُدثّرني بحنانهِ فتُمزّقُ رِداءاتُ الحَزَن
هُنا يكُن حيث يكُن في عِناقاتِ الجَنَبِ
يبقى هُنا بلا مسافاتِ وهِتافاتِ الشَجَن
هُنا أخي هُنا الرفيقُ الصاحبُ الصَحَبِ
هُنا الأمانُ كفِئامِ الأهلِ وجِوارِ الوطَن
هُنا الحبيبُ هُنا القريرُ فهُنا ...
هُنا أبي*عظيم قومهِ فريد المَزِّيةِ والوَجَن
فأنت آنفاً و حاضراً آتٍ و مُذهَبِ
أنت البعيدُ القريبُ مع مُحالاتِ الزمَن
أنا لستُ من يرثيك دماً بجروحِ النَدَبِ
وخير أعمالك تُضمد بها الديارُ والرُكَن
طِبتَ هنيئاً طيباً عند القريب الأقربِ
فرَحلَك إلى اللهِ أجلُّ نهاياتِ المَكَن
أسألهُ ذو العفوِ الغفورِ يغمرُك الواهبِ
في جنةِ خُلدهِ ومقام نعيم السَكَن
**
روعه كروعتك، مبدعه كعادتك حماك الله
لاعدمنا جديدك