• ×

قائمة

Rss قاريء

باحث سعودي يؤكد: "العولمة" تحدي على الأمة بأسلوب جديد والإسلام لديه القدرة على تحويل الثورة التقنية إلى ثورة قيمية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
جدة-صالح القباص - نبراس 
تداعت التحديات على أمتنا الإسلامية وفي وقتنا الحاضرمتخذتاً اسلوبا جديداً عن سابقتها ، حيث يغيب فيها الجانب العسكري ، بينما يحضر الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، بل وتتجاوز ذلك إلى جميع ميادين الحياة، إنه تحدي أطلق عليه مطلح العولمة جاء ذلك في دراسة أجراها الباحث الاكاديمي السعودي د.عبدالله عطية الله الأحمدي والذي أوضح بان التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية بين وقت وآخر سنة من سنن الله عز وجل الكونية، فما خلا قرن من الزمان إلا وظهرت فيه تحديات مختلفة ومتنوعة تستهدف الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكا، وتختلف طبيعة هذه التحديات في آلياتها وأساليبها بحسب طبيعة الزمان والمكان.



وجاء في الدراسة التي تم مناقشتها في الموسم العلمي للمؤتمرات الدولية بماليزيا 2015 يومي السبت والأحد الفائت, أن العولمة على اختلاف تعاريفها تحمل معاني الإحلال والإلغاء وأن الغلبة في العولمة يكون للجانب الأقوى كما أن التقدم التقني له دور أساسي في انتشار العولمة مشيرا الى أهمية التفريق بين العولمة والعالمية فالعولمة نفي للآخر، والعالمية تفتُّح على العالم مع الاحتفاظ بالخلاف في الآراء.

ويرى الباحث أن العولمة الإعلامية قد حققت الكثير من أهدافها السابقة، وأهدافاً أخرى لم يكن متوقعاً تحقيقها بهذه السرعة ،ومن ذلك لفتت انتباه السلطات الحاكمة إلى حاجات ومتطلبات الشعوب ، وحركتها إلى تحقيق مصالحهم والاهتمام بقضاياهم.توحيد الاهتمامات والمتابعات للمجتمعات على مستوى القطر الواحد وعلى مستوى العالم و تغيير الكثير من المفاهيم في الفكر الإسلامي والفكر العربي وبشكل متسارع بالإضافة الى إثارة حب الشهرة في نفوس المجتمعات العربية ومثقفيها ومفكريها وتهافتهم على وسائل الإعلام على حساب جدية الطرح وأصالته وكذلك المساهمة في إسقاط الرموز من المفكرين والمثقفين في عيون مجتمعاتهم والعالم.

وأضاف إن العولمة الإعلامية وإن كان ظاهرها الخارجي يحمل الطابع الإعلامي الحديث بتقنياته ، وتحقيق قدر كبير لرفاهية الناس ،إلا أن جوهرها يرمي إلى نشر القيم التي تدعو إليها العولمة ، وتطبيع المجتمعات نحوها والذي بدوره يسبب الصراع بينها وبين القيم الأصيلة.وإن المطلع على أدوات العولمة الإعلامية وما تقدمه من برامج وما تتسم به من تسارع تقني ، يدرك تماماً العلاقة بينها وبين الصراع القيمي ، فالعولمة الإعلامية تلعب دوراً رئيساً في إيجاد الصراع لدى المراهقين في قيمهم ، فهي تعمل على تكوين رغبات واتجاهات ، يتولد منها قيماً دخيلة تتصارع مع القيم الأصيلة ، ومن ذلك ما يقع في القيم الاقتصادية المتعلقة بالاستهلاك ، وبالقيم الاجتماعية المتعلقة بتماسك الأسرة الواحدة ، ومن هنا تظهر العلاقة بين العولمة الإعلامية وصراع القيم.

وأشار الأحمدي الى إن الإعلام في عصر العولمة يقوم بدور كبير في ترويج القيم الغربية وإدخالها لمحميات المجتمعات المسلمة مجنداً في ذلك جميع أدواته لكي يضمن الظفر بأكبر غنيمة من المتأثرين بدعوتهم،ولا شك أن الصراع بين القيم سيكون خطوة يليها التغيير. لذلك "ما يشاهده الناس وما يقرؤونه ، أو ما يستمعون إليه ، وما يلبسونه ويأكلونه ، والأماكن التي يذهبون إليها ، وما يتصورون أنهم يفعلونه ، كل ذلك أصبح وظائف يمارسها جهاز إعلامي يقرر الأذواق والقيم التي تتفق مع معاييره الخاصة ، والتي تفرضها وتعززها مقتضيات السيطرة .

وفي ضوء ما توصل اليه الباحث يرى بأنه على جميع المؤسسات التربوية أن تنهض بكل قوتها وتعمل على إعداد البرامج المتنوعة والمختلفة للمحافظة على الهوية الإسلامية والقيم الأصيلة للمجتمعات المسلمة ولاسيما لشبابها.

مبيناً موقف التربية الإسلامية من العولمة الإعلامية بأنه موقف المتفاعل معها على أساس الانتقائية المشوبة بالحذر. ويقوم هذا الموقف على التفاعل الناقد والانتقائي الحذر للعولمة الإعلامية، فهو يقوم بالفحص والتدقيق والتحقيق لجميع الجوانب المتعلقة بالعولمة الإعلامية من أدوات وبرامج ، بل وتقوم على الاستفادة منها فيما يخدم الإسلام والدعوة إليه, كما يرفض هذا الموقف ما تحمله هذه العولمة من بريق يغطي تحت لمعانه الإباحية والمادية والنفعية والاستغلال الرأسمالي للإنسان .

مشيرا الى ان الإسلام يمتلك من التوجيهات الربانية التي ترسم للمسلمين أطراً ومنهجاً تتحقق معها مصالحهم من هذه التحديات دون أن يفقدوا هويتهم الإسلامية كما أن البعد عن هذه التقنيات وتحدياتها فيه تغييب لقدرات الإسلام العظيمة على التكيف والتعايش مع المستجدات فأن الإسلام لديه قدرة فائقة في تحويل الثورة التقنية إلى ثورة قيمية لا تقف عند حدود العالم الإسلامي بل تتجاوزه إلى عالميته التي أرادها الله له,فالمجتمعات الإسلامية لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن تلك التطورات ،في الوقت الذي تُطالب فيه بتسجيل حضور فاعل ونشط في الساحة الدعوية على المستوى المحلي والعالمي.

image

image
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : DimAdmin
 0  0  389

التعليقات ( 0 )