• ×

قائمة

Rss قاريء

أَبيَضٌ وَأسْوَد | حَيَاة جَدِيدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - سماهر باسيف - مكة المكرمة: 

لَا زَالتْ أورَدتِي تستَقبِلُ ذرّاتَ الحَياة ، فِي قَلبي حَياة ، وَمجيَئك إِليه كَان مَوتًا ، فِي عَيني دَمعَة ، وبرؤيتِك الآنْ سَالتْ الدمُوع واختَفت الدَّمعة ، كُنتِ شمسًا ، أمَلًا ، أستلهُم ذكرَيَاتك بِوجهٍ باكٍ . .
أشكُرك وأعَاتبك ، لِوجودِك كَان فَرحًا ، ولِرحِيلك كَان ألمًا ، لَا لمْ ترحَلي ، أنَا مَن مزّق عقدَ الصَّداقة ، كُنتُ الفَاعِلة ، وأَنتِ المُجرِمة ، نَعم أنتِ ، آثَرتُ المُصَارمة بِهدوءٍ ، كُنتِ أوّل مَن وضَع الرُّموزَ عَلى خَريطتِي ، وكنتِ أيضًا أوّل مَن أخرَج السَّيف من غمدِه وإشهَارهِ أمَام ناظريَّ بِلا خجلٍ ولَا حتّى امتَنان . .
لَم أنتبهْ يومًا لِقناعِك ، خُدِعتُ ، تمنّيت أَن يكُون وهمًا غبيّـًا ، نبًأ باطِلًا ، اعتِقادًا خاطِئًا ، وَلكَن العكْس قَد أُثبِت ، مِن خِلالِك ، لَم تكُوني يومًا ماهِرةً فِي محْو آثارِك ، لَم أُصدّقك ، تتبعتُكِ حتّى خطِّ النَّهاية ، وأكمَلت مَا بعدَ النّهاية ، طَرفٌ يُخبرنِي بأننِي زلَلت ، والآخر يَقولُ بِأننِي أَصبتْ ، حدسِي لَم يكذِبْ ، أنتِ مُنافِقة . . . مُنافِقة . . .
اعتَدتُ عَلى ألّا أُنكر الجَميلَ وَلو كُنتِ صَديقةً سيئةً جِدًا ، فَبمَا أنّكِ أضحكتِ قلبِي ، وصنعتِ لِي ذكرىً ، فَلن أجْحَد ، وَلن أجحِف . . . صَدفتُ عنكِ مُرغَمةً ، مُجبرةً كارِهَة ، والأطيَافُ من حولِي تُذكّرنِي بِك . .
نَهضتُ مِن جَديد ، خَالطتُك حُبّاً ، وسأفَارقُك كرهًا ، عَينَاي لَم تبصرْ الألوَان مِن بعْدك ، أُشيحُ بنظرِي للأعْلَى ، أنتَظر الفَرجَ مِن ربٍ رحِيمٍ ، قَمر ، مَطر . . سَقطتْ أوّل قَطرة ، تَركتْ عَلى نظّارتِي بُقعَة ، لَم أمسحهَا ، لَم تزُول ، تركتهَا حتّى جفّت ، هكذَا أنتِ ، خلّفتِ فجوَةً قلبِيةً ، حيَاةً ملوّثةً . . .
آبَ عَقلِي إِلى رُشدِه ، وَقفزَ قفزَةً إِلى دربٍ جدِيدٍ ، حامِلًا عَلى كاهلِيه أمتِعةً ، وَنفسِه تتوقُ لِوقفَاتٍ ، يتعلَّم منهَا ، يستَمتعُ بِها ، دربٌ نازِحٌ عَن الابتِسَامات الزَّائِفة ، والكَلِمات الكاذِبة ، وعقُود الصَّداقاتِ الفاسِدة ، بعِيداً عَمّا هُو مؤلِم . . . . .

-تمّت-
مِن صَدَيقة ، إِلى مَن كَانت صَديقة . .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  320

التعليقات ( 0 )