على هامشِ لحظةٍ مسكونةٍ بروحِ التمردِ ؛
تُفِلت من قيد الزمان ‘
قررت أن يكون الموعدُ المنتظر .
ألتقي كعاشقين للانعتاق، وتفاصيلُ اللقاءِ رهائنٌ بيدِ تلك اللحظة،
إذ المسافةُ جُرحٌ غائرٌ في عُمقِ التلاحم،
والجو سحبٌ سوداءُ كثيفةٌ تحتقنُ بموتٍ قرمزي يُنذرُ بالاقتراب،
وأفُق مطعون بحتميةِ اللقاء .
هكذا أمضي في الطريق أجتثُ الذكريات، أدفِنُ النظرات في قبرٍ مُتشِحٍ بالسواد ككلِ الأزمنة التي تمرغتُ فيها ، وأفكارٌ كثيرةٌ تراودني عن نفسي أراها تُشكلُ ضباباً يقتاتُ مجال الرؤية أمام عينيّ؛ يلغي تفاصيل الأشياء المتناثرة على جانبي الطريق الإسفلتي الطويل الممتد دون نهاية كالجُرحِ الساكن في قلبي .
خطّان أصفران بلون الغروب يمضيان في توازٍ تجاه مصيرٍ غير معلوم، وخطٌ أبيضٌ مقطع الأوصال ـ كدأب نفسي ـ يفترش بأشلائهِ منتصف المسافة بين الخطين، وخلفية تمرغت بسوادٍ يفوق ظلمة الليل البهيم .