لقد تخلصت منك مؤخرًا كما يتخلصُ الملحد من دينِه ناجيًا من الصبرِ هالكًا في النهاية وكما يتخلص عاشقٌ من زوجة لـ أجلِ أخرى ، وكما يتخلصُ الطامع من الإنسانية والحب لـ المال ، وكما تتخلصُ الاشياء من بعضِها ذاهبة لمصلحة أخرى وحبٍ آخر ..
وعشت ..!
لكنني لم أكن كالملحدِ هالكًا ..
بل نجوتُ بلا هلاك لأن الملحد هو من يفهمُ دينه كله ثم يهرب لـ السهلِ عن الصعب
أما أنا فـ لا ..!
أنا أفهمُك كثيرًا للحدِ الذي يغويني لـ الهرب والنجاة ... لأنك تختارُ أن يكون صعبك قبل سهلك ولا ترضى الا بذلك ..
وقد كنتُ قوية كثيرًا لـ أحبك بِكل الصعاب ، لكن المرء يعجزُ إن لم يلقى من كلِ صنيعهِ الفوزَ على البقاء في المواجهة وبذل الجهد ..
والناسُ هكذا يا أنت ..!
قد كنتَ عزيزًا فيما فات ، الآن أنتَ مجردٌ في ندائاتي وأنا لستُ أسفة ... إن الناسُ تصبح هكذا حين تحاربُ ولا يكون في نهاية كل ما يخوضونه غالبٌ ومغلوب ، أو فوز ، أو إنسحاب أو نتيجة واحدة واضحة لهم ..
فـ لن تجِد رجلًا يرتادُ الجيشَ ثم يبقى في المعركة بلا أملٍ ولا بلادٍ تساعده ، لن يبقى إذا لم يكُن هناك من يهتمُ لـ موته ولمدى عطشه ليرويه ، والناس تحتاج قليلًا من العطف فـ القليلَ في الحب كثير ، والناس لا تبقى في شيء إلا وهي تحب ..
ولن تجِد إمرأة تعيشُ مع رجل متسلط يقتُل رغبة الحياة لديها ويقتُل الحب الذي يجبرُ الناس على البقاء ..إلا إذا كان لديها طفل ..!
هي لديها سبب عميق ، إنه سببٌ لا يستطيعُ قلبها الاستهتار بهِ أو وضعه جانبًا ، أما أنت فلم تُعطِ لي من الأسبابِ والرغبات أي شيء ..
وأنا فـ الحقيقة لم أكن أودُ إخبارك بـ كلِ أسبابي لكن فعلت لأنني تحررتُ حتى في الكلام ..