• ×

قائمة

Rss قاريء

أرجوحة الوحدة!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - موده المحمدي - جدة : 

أقعت على أرجوحة الحياة متأرجحةً بين أقدارها تارةً دفعةً للأعلى وأخرى تعيدها إلى الأسفل، بات جناح الملاك مسجوراً بالريش الأبيض يساعدُ أرجوحتها على الطيران و ماهي بحاجة الأرجوحة حتّى تطير و لكن ربّما قذفتها الوحدة إلى هناك، حسناءٌ جذّابة تخطف أنظار المخلوقات بفستانها الأبيض القصير و مفاتنها الأنثوية ، ذا جرمٍ يكاد جماله يطغى على جناحيها الكبيرين !
تساقط ريش جناحيها على أُرجوحة الوحدة بينما كانت تقلّب في جمجمة فقيدها الذي رحل وتركها وسط غمرةِ الغمام حين انشغلت في حمرة شفاهها وتزيين عنقها!
شاء القدرُ بأن تُختطف روحها على بقاء جمال جناحيها لدى الكون! في ظلمةِ سمائها وتراكمِ السحب ظهر دخانٌ كثيف غَمر السماء ببياضه! شاع منه بريقٌ أفصح من خيوط الشمس في مغزلها، عاشَ سكان الغيوم في رهبةٍ من هذه الحادثة ! حتّى أقبلت الملاك ذا الفستان الأبيض وجناحيها قد سكنا خلفها هادئين، بزغت ملامح فقيدها بين الدخان تظهرُ و تختفي و أصوات الرّعد بدأت تصدح في السماء!
أسرعت الملاك إلى وسط الدخان و شوقها إلى ملامح فقيدها قد طفح على الجميع، بدأت ترفرفُ بجناحيها على الدخان علّه يبتعد عن حبيبها المفقود ولكنّها في كلّ مرةٍ كان نقع الدخان يدفعها إلى الوراء! ظلّت تحول حول الدخان و بكاء عيناها ملأ المزن التي وقفت عليه، تتحسسّ وجناته خلف حاجزِ الدخان وتقبّل ملامحه ويداها لا زالت تترجى الدخان بأن ينقضي، ويدع لها روحها على أن يسلب جمالها !
حتّى علا صدى من بين ذاك الرّكام يدعوها بأن تُوقف ترّجيها وأمانيها فقد بعث الوداع قراره كما أنّه غير مستعدٍ للرجوع في أمره! جَثتْ الملاك و رأسها مطئطئ إلى الجمجمةِ بين يديها التي كتب عليها~ إن حال بيني وبينك الوداع فلا تتحسّري على مُضيّ عمرك أمام المرآة تبختراً بجمال جناحيك و فتنةِ جرمك!!
خلف جمال أجنحتها و فتنةِ جرمها تمكّن الغرورُ منها حتى جعلها تفضّل انتزاع روحها على بقاء جمالها!
كبرياءٌ جعلها تقعي على أرجوحةِ الوحدة و تساقط ريش أجنحتها اللامبالية!
فاتنةُ السماء لم تكنْ يوماً لتخضع للحبّ مراودةً لكبريائها لكنّ الوداع جعلها تجثي بين أهل السماء حسرةً على وداع ملامح فقيدها!
حين تُولدينَ من أهل السماء فتكونين ذا أجنحةٍ بيضاء كبيرة حين تلمع أحداقك و تبرزُ أنوثتك عبر فستانك الأبيض القصير دعي كبرياء فتنتك في ساعات الحبّ، فربّما تحين ساعةُ الحبّ ويكون الوداع ملتصقاً بآخر دقائقها!
لن تجبرنا الحياة على ركوب أرجوحةِ الوحدة إلاّ إن كانت تلك رغبةُ كبرياء أجنحتنا...
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  399

التعليقات ( 0 )