• ×

قائمة

Rss قاريء

أجنحة الجليد

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - مودة المحمدي - جده : 

- أشعر وكأنّك لست بخير!
تتوافدُ هذه الجملة عليّ ولا أدري ماذا سأجيب ربّما سيخبرون البشرية عنّي بأنّي ملتوثة!
لا بأس إن كان ذلك سيكمل فقدان روحي لأجنحةِ الجليد!
فقط.. دعوني أمام تلك الأرضِ البيضاء أعلم أنّ مابي سيزول عند رؤيةِ أجنحةِ الكثيرين تتفتّح على الجليد!
فقط.. أريدُ أن أمكث هناك دون الجميع دون ضوضاء المدينة وضجيج ثرثرةِ الغرباء أودُ أن أُطيل المكوث أمام الجليد فالنظّر في حدّ ذاته راحةٌ لن يتّفهمها غيرُ مجنحين الجليد!
لستُ بخيرٍ حين ابتعادي عنه و كأنّ الراحة قد عُلّقت بين أجنحةِ الجليد، ما إن طالت تلك المدّة التي تفصلني عن رؤيته أصابتني العلل وكأنّي طائرٌ لا يمكنه العيش سوى في أجنحةِ والدته! ربّما ودّ الكثيرون بإجابةٍ لسؤالهم بأنّي لست بخير، قد كان سبباً موافياً للواقع ألا يشتاقُ المهاجرُ إلى وطنه؟ ألا يشتاق الطفلُ لحضن أمّه؟ ألا يشتاقُ قلبي الذي خلق صبّاً في عشق الجليد بعدما يسامره الزمن؟
ذاك الحزنُ الذي يكتسيني ما هو إلاّ افتقارُ طائرٍ لأجنحةِ والدته، طائرٌ أنا دون أجنحةٍ قد خُلقتُ هناك تحت أجنحةِ الجليد!
ها هي أسطرُ إجابتي تُصبح على دمعِ مآقييّ مُخبرتكم بأنّه خلف هذه الأسطر قلبٌ مفطورٌ في ديانةِ الجليد!
أعلمُ وأنّي لستُ الطائرَ الوحيد الذي يشتاقُ إلى أجنحةِ أمّه فهناك آلافُ الطيورِ قد خُلقت مثلي ولها من الشوقِ أضعاف ما أتشوّقُ إليه!
لن ترى هؤلاء الطّيور كما تظنّ في السّماء.. أولئك طيورٌ خلقوا فقط.. ليكونوا تحت أجنحةِ الجليد!
تُخلق في سِمتهم الجمال والفتنة، ما إن نظرتَ إلى أحدهم تملّك طيرانه قلبك! طيورٌ لألأ في تزلجها الثلجُ حين تتطايرُ رشقاته بين عدْوهم، سأختصرُ لك الوصفَ حتّى لا تُهلك من محاسنِ وصالهم طيورِ الجليدِ فاتنون للغاية!
طيورٌ لم تنموا لها الأجنحة لأنّها لاتودّ الطيران بعيداً عن أجنحةِ الجليد!
إذا رأيتَ طيراً لامعا جذّاباً من هؤلاءِ لم ينموا له الريشُ الأبيض فلا تقلق عليه،، ذاك طيرٌ لم ولن يطير بعيداً عن موطنه الذي خُلق فيه!
لكلّ طيرٍ يرتادُ الجليدَ و يتلثّمُ في أحضانه.. تمسّك بأجنحةِ الجليد وخذْ منها ما يَصنعُ لك جناحا حتّى تطيرَ إليه إن أرغمكَ القدرُ بالابتعاد عن دفئ الجليد..
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  482

التعليقات ( 0 )