• ×

قائمة

Rss قاريء

سوريا موجوعه ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - فاطمة نعيم جاموس - جده : 

سارَت بِي خُطاي على ذاك الرُّكام إلى أبعد مكان ..
لا أعلمُ لما عسَاها خطواتي تمضي دونَ توقفٍ !!
أظنُّ أنني قد أصبتُ بتخدُّرٍ في الإرادة ..
أو ربما شللٌّ عاطفيِّ .. !!
كان الغرقُ يتمالكني بشدَّة ..
فأنا أعجزُ عن إمساك دموع مآقيُّ عن انهمارها ..
كم تمنيتُ أن يتمالكَ الظّلامُ مقلتيَّ على مشاهدتي لما أرى ..
وبينما كنت أسيرُ متطرفةَ الخطوات وثكلاءُ العيون ..
ولبضع هنيهاتٍ رأيت هنالك من بعيدٍ قريـب بين الركام ..
امرأةً وحيدةً،كان السكونُ يتمالكها بشدّة..
جالسةً وبين يديها كرسيّ رضيعٍ مكسور !!
شدّني حالها المرثيّ للاقترابِ منها لعلّي أتمكنُ من مساعدتها وأعلم منها سبب ذاك السكون ..
اقتربتُ إليها ونظرتُ إلى عينيها لوهلةٍ،فرأيتها تستوكفُ الدّموع ..
تناظرُ إلى شيءٍ مابحسرةٍ ودموع ..
فتلهفت لأشاهد ماذا عساها ترى ؟!
نظرت إلى البعيد القريب،فرأيت طفلاً والله لا يكادُ يبلغ من العمر المديد سوى بضعة أيام فقط !!
ذهلتُ لما رأت عينايِ من مشهدٍ قد حلَّ بهِ ..
دموعُ مآقيَّ غدرتني دوون وعيٍ ولا إرادة..
ومن ثمَّ ناظرتها من جديد ،لكن كيف أجد لعلّتها طبيب!!
برت وجهها هذه الحرب الضآلّة التي قد أفقدتَها حبلاً من الوريد ..
لكنها عندما رأتني بتلكَ الحالةِ،نطقت إليّ وبحزنٍ عميق ..!!
"هذا آخرُ فقيد،كان جلُّ ماتبقى لي من عائلتي ،والآن قد فقدته معهم للأبد الوعيد"
كانت تردُدها بحسرةٍ وأنين" لقَد فقدتهُم إلى الأبدِ الوعيد"
كان فقدهُ يفتُّ في عضدها حتى يصلَ إلى الصميم..
كان يقتلُها في الدقيقةِ آلافَ السنين ..
لم أتمكَن من البقاءَ أكثرَ من هذا فتطرقتُ كي أعودَ لمنزلي المحطّم.. وأعانق أسرتي من جديد ..
.
.
#بقلمي_فاطمةنعيم_جاموس

"بعض المفردات الغريبة"
برت وجهها= أهزلتها
تستوكف الدموع= تسكبها
الفرق= الخوف
يفتّ في عضدها= يضعفها
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  276

التعليقات ( 0 )