• ×

قائمة

Rss قاريء

أمضي إلى ما لستُ أعرف .

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - أروى الزهراني - جدة : 

تُسرِف في الشوق
تُغالي في التقدير
تُنهكك المسافات لأنك تُحب وَ جداً ،
لكن شيئاً ما يُبقيك قيد البلادة ،
لا تتقدم ولا تعود للخلف
ثابتا عند دائرة معينة تتسوّل حياة !
ماذا لو أن هذه الدائرة قررت من تلقاء نفسها
أن تلفُظك خارجاً عنها ؟
هل هذا يعني أن نحتضر ، نتلوّى ، نتوعّك للأبد !
أُدرّب نفسي منذ مدة طويلة على ثقافة الإستيعاب
إستيعاب كل شيء ،
إستيعاب الموت ، الغياب ، الفراق
التحول المفاجئ ، الكذب ، الخيبة ،
الفشل ، السقوط ، العجز ،
اللامبالاة من أحد أُعدّه كل أحد !
أُعلّم قلبي كيف يتقبّل الأمور المُميتة وَ السيئة
بهدوء تام دون اعتراض و نحيب ،
أجعله يعيش وقع الكارثة قبل حدوثها ،
فأحتضر وأتوعّك وأُعطي وعكتي وقتها عوضاً عن الموت
و أسقط قليلاً عوضاً عن الإنهيار بلا نهوضْ ،
أتدرب على المُضيّ بعد كل ارتطامْ ،
أعلم قلبي الإستقامة دون التفات ،
فكل الأشياء تتبدل
كل الكلمات لا تعني شيئاً في وقت لاحق ،
كل الأيدي قابلة للنزوح ،
و كل الذي نُحب تقع عليه كل الإحتمالات ،
ورغم أنه قد فات الأوان ،
و معالمنا الداخلية قد تشوهت منذ مدة طويلة ،
ولكن حسبُنا أن نوفّر على الداخل منا مساحة
الثُقب و الصفعة ،
ونترُك سِعة تدخل منها الحياة عوضاً عن الخيبات ،
وفراغ ينبُت فيه الورد بدلاً من النُدبة
أو اللاشيء حتى يفي بالغرض عوضاً عن الازدحام بوقع الإرتطامات ،
نوفّر علينا تشوه آخر قد يكون النهاية بعد ضربات متتالية ،
حسبُنا أن نمضي أخيراً دون أي التفاتة
بلا توقع ومقدمات مُسبقة ،
دون انطباع في غير محله يورّث الصدمة ،
نضرب بأرواحنا غموض الخطوات ،
نحن أسيادُ المشوار وأصحاب الفضل والإعتكازة منا لنا ،
نـواجه الحياة دون اكتراث ،
أن نمضي فيها لأننا نُريد المُضيّ '
أن نحيا لأننا باقون ،
أن نستميت لأجل أن نعيش بجدارة
لا أن نتعايش ،
أن نحيا بسلاسة فحسب .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 1  0  378

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    5 ديسمبر 2015 11:21 مساءً سمر ركن :
    خاطرة في الصميم لكل ذا نبض .. ومع تقلبات الحياة نحيا بتوقعات خفية ترجف لها نبضات قلوبنا .. بأمل وخوف ورجاء أن نلقى من نحب كما نتوقع .. لكن فى أحيان كثيرة يكون الأمر خارج عن دائرة استطاعتنا فلا نملك إلا أن نبتسم للقدر .
    سلمت أناملك أروى الزهراني

    Samar