تُسرِف في الشوق
تُغالي في التقدير
تُنهكك المسافات لأنك تُحب وَ جداً ،
لكن شيئاً ما يُبقيك قيد البلادة ،
لا تتقدم ولا تعود للخلف
ثابتا عند دائرة معينة تتسوّل حياة !
ماذا لو أن هذه الدائرة قررت من تلقاء نفسها
أن تلفُظك خارجاً عنها ؟
هل هذا يعني أن نحتضر ، نتلوّى ، نتوعّك للأبد !
أُدرّب نفسي منذ مدة طويلة على ثقافة الإستيعاب
إستيعاب كل شيء ،
إستيعاب الموت ، الغياب ، الفراق
التحول المفاجئ ، الكذب ، الخيبة ،
الفشل ، السقوط ، العجز ،
اللامبالاة من أحد أُعدّه كل أحد !
أُعلّم قلبي كيف يتقبّل الأمور المُميتة وَ السيئة
بهدوء تام دون اعتراض و نحيب ،
أجعله يعيش وقع الكارثة قبل حدوثها ،
فأحتضر وأتوعّك وأُعطي وعكتي وقتها عوضاً عن الموت
و أسقط قليلاً عوضاً عن الإنهيار بلا نهوضْ ،
أتدرب على المُضيّ بعد كل ارتطامْ ،
أعلم قلبي الإستقامة دون التفات ،
فكل الأشياء تتبدل
كل الكلمات لا تعني شيئاً في وقت لاحق ،
كل الأيدي قابلة للنزوح ،
و كل الذي نُحب تقع عليه كل الإحتمالات ،
ورغم أنه قد فات الأوان ،
و معالمنا الداخلية قد تشوهت منذ مدة طويلة ،
ولكن حسبُنا أن نوفّر على الداخل منا مساحة
الثُقب و الصفعة ،
ونترُك سِعة تدخل منها الحياة عوضاً عن الخيبات ،
وفراغ ينبُت فيه الورد بدلاً من النُدبة
أو اللاشيء حتى يفي بالغرض عوضاً عن الازدحام بوقع الإرتطامات ،
نوفّر علينا تشوه آخر قد يكون النهاية بعد ضربات متتالية ،
حسبُنا أن نمضي أخيراً دون أي التفاتة
بلا توقع ومقدمات مُسبقة ،
دون انطباع في غير محله يورّث الصدمة ،
نضرب بأرواحنا غموض الخطوات ،
نحن أسيادُ المشوار وأصحاب الفضل والإعتكازة منا لنا ،
نـواجه الحياة دون اكتراث ،
أن نمضي فيها لأننا نُريد المُضيّ '
أن نحيا لأننا باقون ،
أن نستميت لأجل أن نعيش بجدارة
لا أن نتعايش ،
أن نحيا بسلاسة فحسب .
سلمت أناملك أروى الزهراني
Samar