إلى قسمين . .
هي الحياة تفرّعت إلى فرعين
أصلُها في الوجود وفرعها في الخلق
إلى شقين
تراقَصَت بين حُزنًا وفَرَحين
هي الدُنيا زهت بِألوانها
وجعلناها لونَين ؛ فأما سواد الحاضر والبياضُ أجّلناهُ إلى حين ..
طُمِست أعيُنَنا أو طمسناها عن جمالِ الحاضرين
نسينا الأصفر والأخضر ، الورديّ والأحمر
وغفونا في سوادِ الغائبين
أُخرِست أصواتُنا ، فباتَ الخرسُ خرَسين
خَرَسُ العقولِ عن التفكير ، وخرس الألسنِ بالنطق ، فمنعناها عن نطقين .
نطقٌ مجاهِرٌ بالحق ، ونطقٌ بأبوابِ الظلم مفتوحٌ على مصراعيه .
بالَغنَا في النوم فأصبحَ الحُلمُ وهمين
وهمٌ بينَ الحياةِ وواقِعُها ، ووهمٌ بين الحقيقةِ ووجعيه
تفاقمت آلامنا
فأصبحت الأحلامُ كوابيس
ضعنَا وتهنا
رُبطت أعيننا وضللنا الطريق
أفقنا على سيوف الحياة ومعاركها
تجنّدنا وحاربنا ، تجاوزنا القضبان
هشّمنا الضعف ، تحدينا الحياة
وغامرنا
وضعنا الخطة ولعبنا
مع لحظات الزمن تسابقنا
وأنجزنا
هي الحياة قابعةٌ في صُنفين
صُنفُ الأكون ، وصنفُ اللا أكون
وكلاهُما لا يأتيانِ على طبقين
تتجرّعُ الملوحة ، تبلعُ المر ، تتقيّء الحامض
وأخيرًا تستمتع بعُذوبةِ السُّكر
لتتناول أرقى الصُنفين .
- الدنيا وإن كانت دنيئة القدر تحتاج للألمِ والقوة ؛
لتحوّلها من دنيئةٍ إلى هنيئة .