حَائِرة '
فِي كُلِّ دربٍ سائِرة ،
أُضحِّي بحلمِي ، وأرمِق خُيوُط الأمَل بِضحكةٍ سَاخِرة !
تلطّختْ الأرضُ بِالدِّماء ، وكلّ بُقعةٍ تروِي ألـماً فِي اللّيالِي القارِسة ،
آثَارُ أقدَامِي كَسوطٍ يضربُ عَلى ظهرِي ، ودَدتُ لَو تختفِي بِلمسَةٍ سَاحرة ،
إنّ الأنَيِن يعلُو ، فَياليتَ الأفئِدة صابِرة !
أينَ السّلام؟ ، أينَ السَّلام؟ ، فالقُوى بَاتت خَائِرة .
تنهَّدتْ بِعمقٍ ، أُلملمْ البَقايـَا النَّاثِرة . .
تخلّيتُ عَن حُلمِي ، حتّى أحمِي وَطنِي ، فَهل أنَا بِهذَا شاكِرة ؟
يَا أُمنيِاتِي المبتُورة ، كُونِي فِي الأُفقِ طائِرة ،
فَلو عبرتِ الزّمَان ، وشمختِ فِي كلّ مكَان ، ستكوُني لِجندِ اليَأسِ آمِرة !
سارِيةُ علمِك يَا وطنِي اندكَّت ، فَمَا لِلانتِماء مكَانٌ سوَى القلُوب الثائِرة . .
وَطنِي ، عَبِستَ فِي وجهِ العَدو فَلا ، تعبِس فيِ وجوهِ الأبرِياء الآسِرة . .
اهتزّت العوَاطِف واختَلجتْ ، أعَن الوَطنِ أتحدّث أم عَن الأحلَام الغابِرة ؟
مَا تُبصره العَين أعظَمْ ، إِنّ العَينَ أمَام الدَّمعِ خاسِرة . .
فَلعلّ الدَّمع يُدارِي عُيون الثَّكالى والأرامل الحَاسِرة . .