أنا الإنسان
تمزقّت أطرافُ ثيابي من المشي حافياً دون نَعلان..
وتشققت قدمايَ من زجاجِ النوافذ المتحطمة وشظايا الرصاص المتراميةِ على الرصفان..
وتزّرقت شفتايَ من الثلج المتساقط في أرجاء المكان، أنا فقير المال وفقيد الامن والأمان..
أنا في البحر تائهٌ كقبُطان خانتهُ الريح والسفُن ولم يجد أحداً ينقذه مثل ربُان..
أريدُ وطناً يأويني فأنا لم أآكل منذ أيام أنا متشرد مع أخواني فنحن أيتام قتلولي أبي ورأيته ينزف كالبركان..
وأخذوا أمي وحرموني مِن كُل الحنان وأخي الأصغر قد مات من البرد وباقي أخواني يشكون من الحرمان..
أنا مسلم ،أنا عّربيٌ ،أنا إنسان ،أبحث عن مأوى وطعاماً وإطمئنان..
أبحث عن ذاتي في الأوطان ،أبحث عن بلاد العرب منذ زمان..
أبحث عن منبع الشجعان ،أبحث عن أحدِ الفرسان ،أبحث عن صدى لصوتٍ تسمعهُ بلادي كي تفوق من المنام..
أبحث عن قطعه خبز آأكلها أنا وأخواي الجائعان ،أبحث عن طبيبٍ يداوي جرح قدمايَ بالمجان ،فأنا لا أمتلك المال ولا الياقوت ولا المرجان..
فقط أمتلكُ كرامتي وعزة النفس كوني أنا إنسان ..
أنا ضعيف الجسد بقلبٍ مقاتل كالغُلمان..
فأنا فقير وأنت الغني ي أبن السلطان..
وأنا قلبي يتشقق حُزناً على الأوطان..
وأنت قد ألهتك الأموال والبورصةَ والدولار..
وبعض الأغنياء من شركاءٍ ومدراء ورجال أعمال..
تعيش في قصورٍ وأنا أعيش بجوار الجرذان ولكن أنا الإنسان..
روان باحكيـم-جِـدة.