• ×

قائمة

Rss قاريء

البياضُ قادِم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - فاطمة علي - الشرقيه: 

كان الأمسُ صعبا
تجاوزتهُ بشقِّ الأنفس
واليوم أتى بطعمٍ مُر
تجرّعتهُ بصمتٍ ورويّه
جعلتهُ يمضي كأنهُ لم يكن
دقائقه تمرّ كحدِّ السيف
وساعاتِه تُشاكِس بعضها البعض
وبالرغم من ذلك فهو يمضي
إلا أن ثوابت العلقم باقية
صامدة
راسخة
مُتربِّعة على عرشِ الوجع تصدح
مؤلمة ، مُهلكة ، مُلوِّعة

أنظِرُ إليها بانكسارِ فقير ، عبدٍ شارد ، طِفلٍ تائه
وألم فاقِد
لا ألقي لها بالًا
ولا أبدي ردًا
ولا أُمارس أيِّ فعل
لا أُجادِل ولا أتجادل معها
أتركها تمضي هكذا
بدون صخبٍ و دويّ
ولا حتى إزعاج

من الأفضل أن تمضي هكذا
دون أن تُزعج المخلوقاتِ الأخرى
أعقبها لوحدِي
وبمِفردي
في منتهى الأمر ونهايته
العائِدُ لي
الغنائِم من نصيبي
والخسائر أيضًا
ستقتصُّ من جسدي
من دِماغي
وأفكاري
وربما تتجرّأ
وتؤذي ببصري
وتُفتِكُ بعقلي

أبدًا أبدًا ، لن أتركها تصل إلى هذا القدر
هي تمضي وأنا أعقبها

أبجدية البقاء مُستنكرة
مُستقبحة ولا وجود لها
تعايشت معها وعشت
هي تُلوّث
وأنا أبتعِد عن نتانتِها
ليسَ لها بي
وليسَ لي بها

ربما سيأتي الغد بشكلٍ أفضل
مُستقيم ، غير مُلتوي

سأستبدل الأوراق المكتوبة
والتي احترقت بفعل الأيام
بورقٍ آخر
أكثر بياضا
أكثر جمالت ونُصعا
يشد كُل من يراه
يُدهشه
يمسكُ قلمًا أزرقا أو أحمرت ويكتب ..
لاوجود للأقلام السوداء والرمادية
لإن الغدِ أجمل

وسيكتُب .
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  340

التعليقات ( 0 )