لدينا مايكفينا حتى نُثبتَ بؤسنا من الحياة ..
ولدينا تسعة وتسعون سببًا حتى نموت باليوم ألف مرة
وسببٌ وحيد حتى نعيش القليل .
أحزاننا تختلف .. فصديقي لاينام يظل الليل كلهُ يبكي
فُقدَ أخيه وفيّ النهار يصطنع التبّسمَ خشية السؤال
وصديقيّ الآخر .. جراحهُ تكبر ، من وطنهِ قد شُرّد
فصار يجمع الخبز الذي تأكلهُ صغار القطط والطيور
بعد أن كان ملكًا .. صار ذليلًا
وما باليد حيلةً .
أما صديقي الذيّ أرجو
بأن يكون الصدّيق الحزين الأخير
فإن حُزنه مختلفٌ جدًا يحمل الحزن بقلبه وعيناهُ تشكيّ ضيم الحياة وزورها .
مات عنه الذيّ يحب وتركه وحده يواجه جديّة الحياة
وابوهُ شيخٌ كبير .. وأمهُ قد توفيّت منذ شهرٍ من اليوم
لديه الكثير حتى يحزنه وهذا كان البعض
حفاظًا على حُرمة تلك الجِراح .
لدينا الكثير .. حتى صرنا نتسآئل ونجهل
أنعيش الوحدة أم الوحدة تعيشنا؟
وما يمكننا قوله لمن قد تبقى حولنا
من أخٍ وحبيب وصديق أيّن كان
كن لطيفًا معنا قدر الإمكان
وعلى صدرك ضمنيّ أاشعرني بالآمان علّ ذاك يزول ، كن معي ولا تكن عليّ
نحنُ الآن أشبه بمنديلٍ طفيف سريع التمزق والتبلل حتى الغرق
خُلقنا هكذا فاقبلونا هكذا .
فإن والله تلك الأحزان تكفينا الدهر كله .