بدأتْ معزوفتك المفضلّة لدينا تترددُ في أذني عند آخر صباح، تلك المعزوفة التي أهديتني فيها حُبّك مُسّرجاً بين كلماتها في أوّل صباحٍ لنا، عادت تترددّ على مسمعي و كأنّها تعيدُ شجبها عليّ عندما تقول الكلمات: فقط أتمنى أن لا تتركيني!
ما بها الصّباحاتُ موعودةٌ لي ملأت صحيفةَ قدري؟ فصباحٌ جمعني بك لأوّل مرّة لم يُخبرني بأنّ ذاته سيكونُ الأخير!
و حين يتصارع القلبُ بجيّاشة عاطفته و يعلنُ العقلُ أن خذي بيديّ و دعكِ من فؤادك! حينها سأكون في غمرةٍ من الحياة!
ظلّ لساني ينطقُ بما لا أهوى نطقه، حتّى تشاء الأقدار أن تفرّقنا، بتُّ أبكي حين كان لساني يُلقي وداعاته، بتُّ أشتاق إليك قبل أن أفرُغ من الحديثِ معك!
و بات الشجا سحابةً على رأسي لا يفارقني طيلةَ وجودي دونك، ربّما لم تتصارع حوّاسّي يوماً غير هذا الصّباح!
هاهي عيني تذرفُ دموعها و لساني ينطق بما يشقّ على أضلعي، و تزيدُ تلك الشهقات إن توقفّنا عن الكلام وبدأ الوداعُ يعلنُ حضوره! هنا ستجدُ جسدي بمكانه لكنّ روحي لن تبيت فيه فقد غدت خلف جسدها المستحقّ لها!
كانت أحرفي قاسية أوقنُ بأنها لو كانت وابلاً لتصدّعت منها جبال الهملايا، و كانت أحرفك تسابقُ عنتر في جمالها!
في كلّ مرّةٍ أوجعني لساني بأحاديثه كانت أحرفك تؤلمني أكثر لأنّي سأبتعدُ عن صدقِ إحساسها!
في كلّ مرّةٍ صادفتِ الأقدارُ كلامَ من حولي بذكر اسمك كانت نبلُ الألم تنضحُ في قلبي صبابها!
أخبروني بأنّي كاذبةٌ حين ابتعادي عنك، وأخبرتهم أنّ كذبي كان في ابتعاد حديثنا لا قلوبنا، أنا الكاذبةُ إن أعلنتُ ابتعادي ونسيانك، فلمْ أبتعدْ عنك حتّى أو أنسك لأتذكرك!
تعلمُ و أعلمُ بأنّ ابتعادنا ما هو إلاّ طورٌ من أطوارِ العشق، مرحلةٌ من مراحلِ لعبة الحبّ، لكنّ هذه المرحلة ربّما ستطول لأنّها ستكونُ آخرَ المراحلِ التي ستبعدني عنك!
آخرُ مرّةٍ سيُشَرِّذني فيها القدرُ عنك يا أجملَ الأقدار..
أيّها الرجلُ العظيم،، ستنتهي تباريحُ الحبّ التي أعلنها لساني الكاذب! ستجدني بقربك يوماً أقبّلُ قلبك الذي صدقَ وعده بأنّه سينتظرني، سينتهي كلّ شيء ليس بأمرٍ منّي فقد وكلّتُ أمري إلى من هو أعظم منّي في تدبيرِ شؤونه!
أعلمُ بأنّه قد يطيلُ في أمره و لكنّي لا أشكّ به إذ وعدني بتحقيق مرادي، إن كان ربّ السّماء وعدنا فمن ذا الذي سيقلقنا بشأنِ تحقيق وعده؟
فقط! أريدُ منك أن تبعثَ إلى السّماء نجوى حبّك لي إنّي أشعرُ بها حتّى و إن كنتَ لا تراني...