و كأنّه اليوم الأخير في الحبّ!
و كأنّك عزمت على الرحيل وها أنا على أطلالك أرثي جمال أوقاتنا الخالية!
أتعجّب من نوباتِ قلبي الحزينة إن مررتُ بجانبك!
لا أدري غاية هذا الشعور حين يتملّكني إن شاهدتُ ذلك الملْهى الذي التقيتك فيه، مضيتُ بجواره وقلبّي معلّقاً بكل ركنٍ من ذلك الملهى الذي جمع شتات شوقنا، مضيت بجواره ولكنّ قلبي كان يرتع داخله تاركاً جسدي خارجه، ساريةٌ حوله ولا أدري لم ترتادني نوبات الحزنِ إن تأمّلتُ ذاك المكان!
أكان لماضٍ احتوى مفاتن العشق بداخله فغابت؟
أم أن تلك الأرضُ لا زالت تتوقُ لأن تبصر رعد حبّي لك عليها؟
نوباتِ حزنٍ ترتادني لا زالت تكسفُ قلبي اشتياقاً لك و لتقبيل خطواتك في ذاك المكان!
مُخطئٌ من ظنّ أنّ الشوق هو البحث عمّن أحبّته روحك، إنّما الشوق لديّ عرفَ بأنّه قد حان الوقت لأتقصّى عمّا فُقد منّي!
جزءٌ من جسدي فقدته لأعوام ولا أدري متى سأستردّ هذه الضالّة، حزنٌ خلع قناعه المزّيف فكشف لي عن وجهه الحقيقيّ ، خلف ذاك الحزنُ الذي كنتُ أتعجّب منه كل ما طرأ اسمك عليّ، كشف قناعه اليوم فَجَليت لي الحقيقة التي أتقصّى عنها، لمَ لمْ تُخبرني بأنّك حنينٌ ستقيدُ من متعة لحظتي، وأنّ ذاك الحبّ سيحمل معه نوباتُ حنينٍ مخيف؟
قذف المستهامون الحبّ بأنّه جائحة البشريّة، و ها أنا اليوم أقذفُ الحنين بأنّه خدّاعٌ يتلبّس في أقنعة الحزن!
ليس كلّ ما ينتابك حزنٌ سيفجّرُ من دموعك! لا تقلق ذاك خداع الحنين حين يتلبّس في أقنعته الضالّة ليضّل قلوبنا عمّا نستهويه، أوقنُ بأنّ الحزن الذي ينتابني حين أستجمع كلّ ما تعلّق بك ليس إلاّ حنينٌ تجسّد في قلب الحزن!