من الطائف أغادر معشوقتي بعد زيارة خاطفة سريعة استنشقت فيها هواء الشفا والهدا .. والذي كان عبقا ينبلج منه روح الماضى ... ذاك الحبيب .. واااااه لتكاد ترقص الأماكن ويضئ الليل الحالك في جبال الشفا ليصبح أشبه مايكون بالصباح المشرق ... ترقص بزيارتي فرحا وابتهاجا لتلبيتي نداء الشوق إليها ... داعبني هواء الطائف البارد ولامس وجنتاي اللتان تحكي طفولة حزينة أليمة ....
فقلت له كف بربك فلن أقوى على مقاومة غزلك وملاطفتك أعلم بمواساتك لكن لن تبلغ عندي معشار ماقد كان يفعله ذاك الحبيب حين يراني دامعة العينين ... قد كان يقول لي ( مادمت أنا على قيد الحياة فلن يصيبك حزن ولاضيم) صدق ورب الكعبة ... أمر من أمام روضتي أطلق ضحكاتي الطفولية المدللة بفرحة مصطنعة بنبضات قلب بحر الشوق وألم الفقد مكتوية .... أراه فيها يمسك بيدي يمرر يده على خصلات شعري يقبض على يدي يبثها الحب ... يمنحها القوة لغد آت ....ترجلت من المركبة أتجول في ذاك الشارع المزدحم بمحال التموينات ابتسم للوحاتها فمن هذا المحل اشترى لي تلك الحلوى .. ومن هذا المحل اشترى لي العصير أرتشفه بعد أن امتزج برحيق ريقه نتقاسمه سويا ... أمشي معه أتبختر في دلال ومرح تتراقص خصلات شعري وأتباهى به أمام الصبية والفتيات والأطفال والرجال ... وكأني أملك الدنيا بمافيها ... والآن أمشي متثاقلة الخطوات .. أجرجر قدماي أنظر في وجوه الناس ولسان حالي يخاطبهم أوما علمتم بمصابي الجلل؟؟ أوما سمعتم نحيبي وسمعتم بكاء الشوارع وذاك المحل؟؟ أنظر إليهم وكأني أقرأ في عيونهم مواساتي ... واستمر بالمشي لأقابل ذاك السائق العجوز وسبحان الله كيف عرفني وأنا على بعد مسافات منه .. يناديني
( سميرة ) لم يعبأ بأنني امراة كبيرة ليناديني بكنيتي .. فهو يراني سميرة صاحبة العمرالعاشر العمر الطفولي المشاغب وأقل وربما أكبر قليلا ..يناديني وكأنه يريدني أن أرى في تجاعيد وجهه سنين طفولتي وصورة الحبيب التي نطقت في وفاء عباراته وفرحه برؤيتي ..
استجمعت قواي وغالبت بكائي لأقول له كيف حالك ياعم ... فهذا ما تربيت عليه أن احترم العمال ... يردد (سميرة) فقلت له أما تناديني بكنيتي ياعمي؟ لأجده يضحك ولسان حاله يقول ستبقين سميرة وإن رأيتك تتوكئين على عصا .. فماتزالين سميرة الاسم الذي أطلقه عليك ودللكي به حبيبك وعرفناك به جميعنا طفلتنا أنت نشأتي بيننا ملأتي بضحكاتك وشقاوتك شارعنا وحينا كما ملأتي حياة حبيبك ....عفوا ليس حبيبك وحدك بل حبيبنا ... تأملت فرحه بي اليوم مع كبر سنه وهرمه تماما كما كان يفرح بي وبه ويذهب بي يوصلني للبقالة فأشتري كل ماتتوقه نفسي إلى حين كبرت وتدثرت بحجابي حارسا لي فأنا جوهرة الحبيب الليلكية ليرجعني إليه ...ثملت بفكري حين كان يحدثني هذا الشيخ ولم أفق من ثمالتي إلا على صوت دعائه (رحم الله عم أحمد) وااااااه يالها من إفاقة وكأن دعائه صفعة قوية على وجنتي التي لطالما التصقت بوجنة الحبيب إلى آخر أيامه وهو مسجى في كفنه ... صفعة تذكرني أنه رحل .. تذكرني أن أجفف دموع المقل ... تذكرني أن أتجرع كأس اليتم للمرة الثانية دون ملل ... تذكرني أن أتصبر وأقبض على جمر لوعة فقد لقمر في حياتي أفل.... ودعت الشيخ وودعت الأماكن والشوارع والنسائم ومعشوقتي الطائف وعدت إلى جدة وأيضا بذكرياتها معه حتى وداعي في انقضاء اﻷجل ورحيله عني ....رحمك الله ياوالدي ..يامن ربيتن
ي وكفلتني سأكون كما أردتني عن عشر لااااا بل عن ألف رجل ..فقلت له كف بربك فلن أقوى على مقاومة غزلك وملاطفتك أعلم بمواساتك لكن لن تبلغ عندي معشار ماقد كان يفعله ذاك الحبيب حين يراني دامعة العينين ... قد كان يقول لي ( مادمت أنا على قيد الحياة فلن يصيبك حزن ولاضيم) صدق ورب الكعبة ... أمر من أمام روضتي أطلق ضحكاتي الطفولية المدللة بفرحة مصطنعة بنبضات قلب بحر الشوق وألم الفقد مكتوية .... أراه فيها يمسك بيدي يمرر يده على خصلات شعري يقبض على يدي يبثها الحب ... يمنحها القوة لغد آت ....ترجلت من المركبة أتجول في ذاك الشارع المزدحم بمحال التموينات ابتسم للوحاتها فمن هذا المحل اشترى لي تلك الحلوى .. ومن هذا المحل اشترى لي العصير أرتشفه بعد أن امتزج برحيق ريقه نتقاسمه سويا ... أمشي معه أتبختر في دلال ومرح تتراقص خصلات شعري وأتباهى به أمام الصبية والفتيات والأطفال والرجال ... وكأني أملك الدنيا بمافيها ... والآن أمشي متثاقلة الخطوات .. أجرجر قدماي أنظر في وجوه الناس ولسان حالي يخاطبهم أوما علمتم بمصابي الجلل؟؟ أوما سمعتم نحيبي وسمعتم بكاء الشوارع وذاك المحل؟؟ أنظر إليهم وكأني أقرأ في عيونهم مواساتي ... واستمر بالمشي لأقابل ذاك السائق العجوز وسبحان الله كيف عرفني وأنا على بعد مسافات منه .. يناديني
( سميرة ) لم يعبأ بأنني امراة كبيرة ليناديني بكنيتي .. فهو يراني سميرة صاحبة العمرالعاشر العمر الطفولي المشاغب وأقل وربما أكبر قليلا ..يناديني وكأنه يريدني أن أرى في تجاعيد وجهه سنين طفولتي وصورة الحبيب التي نطقت في وفاء عباراته وفرحه برؤيتي ..
استجمعت قواي وغالبت بكائي لأقول له كيف حالك ياعم ... فهذا ما تربيت عليه أن احترم العمال ... يردد (سميرة) فقلت له أما تناديني بكنيتي ياعمي؟ لأجده يضحك ولسان حاله يقول ستبقين سميرة وإن رأيتك تتوكئين على عصا .. فماتزالين سميرة الاسم الذي أطلقه عليك ودللكي به حبيبك وعرفناك به جميعنا طفلتنا أنت نشأتي بيننا ملأتي بضحكاتك وشقاوتك شارعنا وحينا كما ملأتي حياة حبيبك ....عفوا ليس حبيبك وحدك بل حبيبنا ... تأملت فرحه بي اليوم مع كبر سنه وهرمه تماما كما كان يفرح بي وبه ويذهب بي يوصلني للبقالة فأشتري كل ماتتوقه نفسي إلى حين كبرت وتدثرت بحجابي حارسا لي فأنا جوهرة الحبيب الليلكية ليرجعني إليه ...ثملت بفكري حين كان يحدثني هذا الشيخ ولم أفق من ثمالتي إلا على صوت دعائه (رحم الله عم أحمد) وااااااه يالها من إفاقة وكأن دعائه صفعة قوية على وجنتي التي لطالما التصقت بوجنة الحبيب إلى آخر أيامه وهو مسجى في كفنه ... صفعة تذكرني أنه رحل .. تذكرني أن أجفف دموع المقل ... تذكرني أن أتجرع كأس اليتم للمرة الثانية دون ملل ... تذكرني أن أتصبر وأقبض على جمر لوعة فقد لقمر في حياتي أفل.... ودعت الشيخ وودعت الأماكن والشوارع والنسائم ومعشوقتي الطائف وعدت إلى جدة وأيضا بذكرياتها معه حتى وداعي في انقضاء اﻷجل ورحيله عني ....رحمك الله ياوالدي ..يامن ربيتن