وجاءَ الحُلمُ يمشي
مُتبختِرًا
يخطو ببِطئ
يتخطّى ويجتاز
يرمقني من بُعدِ مسافة
وكأنما كنتُ أنظر إليه
مُستنكِرة
مُتعجّبة
كيفَ له أن يعبِرَ طريقي هكذا
لايكترِث
ولايتوقّف
يُحدّق بي
ويمضي
كيفَ مضى دون أن أخطِفه
أمسكه وأتمسّكُ به
أتشبّثُ بأطرافه
وأتملّكه
أشرقَ الحلمُ وأفَل ، غابَ بعد ظهورِه ، توارَى واختفى . . .
هل كنت تنتظِر منه أن يأتي إليك مُصادفةٌ هكذا ؟
يُلقي عليكَ التحية ، وتُعانِق كفهُ كفك ، يُقبّلك على جبينك .
أو رُبما ظننته سيسقِطُ على ركبتيهِ مُستسلِمًا خاضِعًا مُتذلل !
ويحك ! إن ظننت أن الأحلام تُبنى هكذا وتُعمّر !
أنت من ستُصارِعُ الكوابيس ، أنت من سينزَعِجُ إزاء ذلك ، أنت من ستغوصُ في العمق لتحضى بحُلمٍ ورديٍ ناعم أو أبيض طاهِر .
ستُعانِق الخيال كثيرًا ، وربما تتوه وتضلّ السبيل سيتشابه لديكَ الخيال بالواقِع ، أخيرًا وإن طال الدرب ستهتدي ، ستنقِذُ حُلمك وتنجو به ، سيظهرُ على الأرض ، ستنتشِله من عالمك الخيالِيّ المُشوّش .
سيظهرُ أخيرًا
ستراه
سيُرافِقك الدرب
وستُرافقه
ستمشيانِ سويًا
ستعملانِ متكافلان
يسندك وتسنده
سيُبهِجُك الحُلم ولكن في صورة الواقِع .
- مُباركٌ لك حُلمك أطلّ على شُرفةِ الحياة ، حُلمك وليد اللحظة اجعله يترعرع في كنفِ نجاحك .