لن يحزني بأن أفارق الحياة باكراً لكني أخشى مغادرتها مشرداً بلا وطن، كل ما أردته هو دار أسكنه برفقة عائلتي وتمنيت كثيراً أن أرى وجه أمي وهي تداعب خدي، نحن الأطفال أصبحنا تائهين في بلادنا نموت على أرصفة الطرقات أو حتى على شواطئ البحار نسير بأقدامنا الحافية لنبحث عن قوت يومنا ولكن تجف حناجرنا وتشرق شمس يومنا التالي دون جدوى لم نجد من يطعمنا أو من يسقينا في هذا الشتاء الذي أهلك أجسادنا وأفقدنا أرواحنا .. ذقنا كأس الهموم منذ الصغر وترعرعنا بدون أن نعيش تلك الطفولة التي تذكرونها، و حرمنا حتى من أن تراودنا الأحلام فأين أنتم عن هذا!! أين أنتم ونحن نعيش وسط هذا الظلام.