خواطر في حب أم الخير..‏

يا أم لم تنجبني،فتحت عينيّ بين يديكِ،وتربيت على حبكِ وعطفك،
غمرتني بحنانكِ ففاض وغطاني حتى غرقت فيه..

لم تكوني فقط حبيبتي،بل حبيبتي وأمي وابنتي،
نعم شعرت كثيراً بأنك إبنه ولدتُها من قلبي،ورزقني بِها الوهَّاب بلا جهدٍ ولا مشقه،
وشعرت أيضاً بأنكِ طيف،خيالٌ لصورة لا تتحق كثيراً على مرور الأزمان،أسطورةٌ عظيمة من العطاء بلا مقابل..

لم تخذليني يوماً،ولم تتركيني أو تبتعدي،والآن فعلتِها،
فعلتِها دون قصدٍ منكِ ولا رغبةٌ لديكِ،
تركتيني لأن البارئ أراد ذلك ولا أدري كيف ستمر أيامي بدونك..

عزائي في وفاتك أنكِ راضية عني،عزائي في قُبلة على وجنتي بشفتيكِ وقولكِ أنا أحبك،عزائي في وجهكِ النَضر المضئ،ورمشات عينيكِ أثناء همس وداعنا..

رجوت الكريم أن يغفر لك فأنتِ منبع الغفران،وطلبته أن يرحمك فأنتِ مملكة من الرحمة، ودعوته أن يجعل قبركِ روضة من رياض الجنة،أنتِ يا من كان عيشي بقربكِ يشبه الجنة،بل هو الجنة، بنعيمها وصفائها وظلالها..
فأنتِ " أم الخير " وشَهِد كل من عرفكِ بذلك،ومن لم يعرفكِ يوماً ويقترب منكِ بكى بحسرة يوم وداعك..
كان يوماً لا يُنسى، لم تشاهد عيني وداع مثله،فنادراً ما تجد أحداً يرثيه الجميع بتلك الدموع والدعوات الصادقة،والهمسات المُحبة لابنتكِ وأهلك،
حتى زميلات رحلة العلاج في المستشفى،والممرضات،والخادمات،
الكل تساوى،من عاشركِ سنوات طويلة كمن يعرفك بشكل سطحي كمن سمع عنك،‏فأنت أم الخير..

أودِّعكِِ بعشقي لك ودعواتي،أودِّعكِ بقلب ملأتِه حُباً فأصبح بيتك الذي تسكنين،أقول وداعاً ياحبيبتي ولكن أعدُكِ أن شُعاعكِِ سيظل في قلبي وعيني ماحييت..


22/12/1436هـ