الحياةُ بلا كُتّاب وأُدباء قاحِلة .
تصوّر معي حياةٌ بِلا أحرف ، لاتقرأ ولاتكتُب !
نصوصٌ تخلو مِنَ الحركات ، وشِعرٌ غير موزنٍ ومُقفّى ، لاصورٌ جمالية ولاتشبيهات .
أينَ كنتُ سأغرِب بوجهي حينما تغلقُ الحياة أبوابِها ؟!
هل سأستمِعُ لثرثرةِ النساء أم أشارِكُ الأطفالَ في البُكاء ؟
تنطوِي بذاتِك بعيدًا في أحدِ الزوايا ، تتنعّم بالهدوء ، تنطلِقُ يَدَك لِتخطف كتابًا تُزيل غِبارَ الزمنِ من فوقِه ، تفتَحُ أحدهم فتقرأُ ديوانًا ، أو تُبحِرُ في تاريخِ الآخر ، تتلقّن الدروس والعبِر من السِير الحياتية ، تتوسّعُ مدارِكك ، تخرِجُ من قوقعةِ التفكير المُنزوي ، تُقطّع حبلَ المشنقةِ الملتفّ حول عُنقك ، تُكسِّر القيُود التي تُكبّلُ يديك ، تتقيّء السُّم المحقونِ في جسدِك ، تحلّق بعيدًا بعيدًا جدًا ، تتحررُ من قفصِ المُعتقدات لِتُعانق النجوم ، تتخلّص من زحامِ الناس واختِناقِ الأنفس لِتستنشِق هواءً نقي التركيب ، وتعودُ برئةِ طِفل طرية .
تقرأ فتلِجُ الأحرف إلى انحِناءاتِ دماغِك ، تبثُّ فيهِ النشاط ، تتدافعُ السيّالات وينشطُ عمل الخلايا .
كُل هذا في كتاب
ومن خلالِ كتاب
وبِواسطة
قلم كاتبٍ أو شاعرٍ ، أو أديب ..
إن سُرِقت كُتبي ، أو توقّف الكُتاب ، إن لم يكتُب أحدًا ما أقرأه ؟
سأنثِرُ حُروفَ أيامي على ورقٍ ولعلّها تُقرأ . . .