أودّ تطهير ممشاك لكي يطيب لك الخطى!
أيجدي بالكمال شكري إن ملأت دربك ذهباً ولؤلؤا؟ لا وربّ المشرق يا ضياء حياتي وظلها أيتها الملكة العظيمة التي ترأسُ أكثر من دولةٍ وتُحسن إدارة شؤونها، السارية في إمبراطوريتها موزعةً حنانها ورقةِ خُلطها أوقن بأن السجودَ إن كان له شريك فقد كنتِ أولى الخلق بالتعظيم! ربما أطلت المديح وإن كان مديحي لن يظهر جمال قلبك ونور ثغرك!
كدتُ أن أتوّجك بإكليلٍ سوسنيّ ولكن كيف يتوّج الورد بوردٍ مثله؟ ربما أنت أعظم من أن يتوجك بشر!
أمّي يا من خبئتِ الجنة تحت قدميك وبعث كوني راحته في يديك أعلمي سمآئك بأنني أحبّ خالقي ورسله فإنّي أعلم بأنّ مناجاتك صادقة يخضع لها فلك السماء!
بازغةٌ في إمبراطورية السوسن ملكة وكأن زهور الأرض اجتمعت لتتحدى أيّ عبقِ إمبراطوريات الورد ستحظى بلقب الملكة!
كوّنت ملوكتك وجعلتِ منّي أميرةً صغيرة تتبع أثر خطوات أمّها، تلك الخطوات التي لم تخطي في لهو موحل!
أمّي التي سهرت على عنائي حين تعسّر أنفاسي وفقدان أمل الحياة فلا أشفى سوى بكفّها الذي يكسي ذوائب شعري إلى منتهاه عطفاً ورحمة!
أبعد شفاءً خلق بين يديها توجدُ في المشافي في مدينتي؟ أجهل الكثير عن مديحي لك ولكنّي أثق بأن أميرتك الصغيرة ستبقى آنفةً بين فتيات الكون لنيلها شرف الملكية من بعدك! مازال الكثير يجهلنني ولكنهم لا يجهلون عظيمةً مثلك ! فما إن كنت بين زرافاتٍ سألنني أأنتِ ابنتُ الملكةُ "سوسن" ؟ ابتسمتُ وعيناي ممتلئةً فخراً تكفي عن ألف جواب! نعم الأميرة الصغيرة التي حملت أشباه ملكتها، وكان لها الفخر في أن تكون أميرةً داخل إمبراطوريتها العظيمة!
داخل هذه الإمبراطورية ملكةٌ تحكم أسرتها فأحسنت إليهم وأبدت لهم من حبّها كوناً أغناهم عن دون ما سواها!
سأظلّ في حماء إمبراطوريتك أمّي !
سأظلّ أميرتك الصغيرة التي استهليتي بها وألبستيها ثوبها الفضيّ الصغير ، سأغدو أميرةَ سوسنك حتى تعلم باقي الزهور بأن السوسن أكبر من أن يزرع في الأرض! ذاك زهرٌ من روض الجنّة أُنعم به في رحب الأرض يا نعمة الحياة!
أميرةٌ ولكن لم تنتمي لأي نسب! فقد أغناها الله عن جميع الأنساب لشرف ولادتها في إمبراطورية السوسن...