إذا كان للتميز خطوة فإن للنجاح والعطاء والإبداع خطوات .
ما أجمل التميز عندما يزهو وينمو أمام أعيننا لنرى رموزا سمت بالعلم والفكر وارتقت على سلم العطاء لتنثر الإبداع وتثير الهمة والعزيمة في نفوس الجميع .
ضيفتنا اليوم معلمة متميزة وأنموذج رائع للمعلمة المعطاءة في كل جانب تجد لها بصمة وفي كل طريق ترى لها أثرا .
نبراس تتشرف اليوم باستضافتها وتهنئتها على تكريمها في يوم المعلم العالمي من إدارة التعليم بجدة لحصولها على التقييم المرتفع ولقب التميز في الأداء وذلك في حفل كبير أقيم برعاية مدير عام التعليم بجدة للشؤون التعليمية الأستاذة نور باقادر وحضور مديرات المكاتب والإدارات بالقسم النسائي ومديرات المدارس والمعلمات المكرمات وذلك بقاعة بيلاتسو في يوم الثلاثاء 1436/12/30هـ.
لن نطيل الحديث معكم وبسم الله نبدأ حوارنا مع ضيفتنا الكريمة ، حيث حدثتنا عن نفسها قائلة :
أنا شريفة عبدالرحمن الغامدي ، بكالوريوس جغرافيا من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة .
تم ترشيحي من الجامعة لدراسة الماجستير حينها في تخصص الجغرافيا لكن لظروف العمل لم أتمكن من ذلك والخيرة فيما يختاره الله .
حصلت بعدها على دبلوم عام في التربية وعلم النفس من جامعة الملك عبدالعزيز ثم بعد ذلك على دبلوم مطور في "موهبة" .
أكمل هذا العام عشرين عاما بإذن الله في خدمة هذا الوطن المعطاء ، حاليا أنا معلمة بالثانوية الثامنة والستون نظام المقررات .
- بالتأكيد لم يكن طريقك للتميز سهلا وممهدا .. حدثينا عن أهم المعوقات والصعوبات التي واجهتك ؟
عندما يؤمن المعلم بأهمية رسالته التي يقدمها لتربية الأجيال فبالتأكيد ستتلاشى من أمام ناظره المعوقات وتهون كل الصعاب ، لكن لا أخفيك القول بأن أكبر المعوقات التي تواجه مسيرة المعلم من وجهة نظري هي الاختلاف الفكري الكبير بيننا وبين طلبة هذا الجيل ومدى اقبالهم على التعلم مقارنة بنا في الزمن الماضي .
لذلك لابد أن يكون المعلم مطلعا على كل التغيرات التي تكون من حوله ويعمل على التطوير المستمر لنفسه سواء مهنياً أو انسانياً حتى يستطيع أن يتعامل مع هذا الجيل الجديد من جهة وحتى يواكب الثورة المعلوماتية عالمياً من جهة أخرى .
-ماذا يعني لك التميز ؟
التميز بنظري ليس إلا تجويد للعمل المقدم وقد زادني عملي مع الطالبات الموهوبات لسنوات عديدة اصراراً وعزما على أن أقول إن عقول طالباتنا تحتاج لمن يوقدها ، فعلى المعلم ألا يكون تقليديا مكتفيا بشرح الدرس فقط بل هو مطالب بما هو أكثر من ذلك باستكشاف المواهب والقدرات ومن ثم دعمها ورعايتها .
-التميز لابد أن يمر عبر بوابات كثيرة ومن أهمها التدريب ولا يمكن لمعلم متميز أن ينال التميز دون وجود رصيد كبير من الدورات .. ماذا عن أهم الدورات التي حصلت عليها ؟
الحمدلله حرصت على أن أطور نفسي مهنيا بالحصول على عدد كبير من الدورات التدريبية سواء في مجال تخصصي الأصلي أو مجال موهبة وابتكار مما ساعدني في تطبيقها على مواد الدراسات الاجتماعية فخرجت بهذه المواد التي أشيع عنها التلقين إلى مواد حية نساهم بها في خدمة الوطن كيف لا ومخترعينا الأوائل برزوا من بوابة الجغرافيا وانطلقوا بعدها إلى كل أرجاء العالم .
بالنسبة للدورات التدريبية التي حصلت عليها أرى أن نماذج مدرسة كيجن العالمية تعتبر الدورة ذات النقلة النوعية الكبيرة في مسيرتي الوظيفية والتي أوصي كل المعلمات بالحصول عليها لينطلقون بعدها لرسم مسيرتهم التعليمية بكل تميز وأجد نفسي محظوظة بالحصول على هذه الدورة المقدمة من الشركة الام الرائدة عالمياً في التدريب .
- ماذا عن دورك المميز داخل المدرسة وخارجها في الخدمة المجتمعية ؟
بالتاكيد لابد للمعلم المتميز أن يكون له دورا بارزا داخل المدرسة وخارجها .. ولله الحمد ساعدني كثيرا النظام الذي تنتهجه مدرستي الثانوية الثامنة والستون بجدة كواحدة من بين أربع مدارس في محافظة جدة يطبق فيها مشروع القائد المشرف المقيم ، والقائم على التعلم الذاتي وتعليم الأقران والشراكة المجتمعية حيث أثبت نجاحه بشكل كبير لينظم آلية مشروع تطوير الملك عبدالله للتعليم والذي يهتم بتطوير وتجويد التعليم . كما أن حصول مدرستي الثانوية 68 على المركز الاول لجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز في دورتها السابعة عشر العام الماضي جعلني أبني عملي على معايير عالمية تعتمد على جودة المخرجات التعليمية .
- الأوسمة والشهادات التي حصلت عليها ؟
حصلت على العديد من شهادات التكريم على مستوى المدرسة وتعليم جدة لكن البصمة الاقوى والتي أفتخر بها هي تكريمي نظير مشاركتي لأمثل معلمي المواد الاجتماعية بمدينة جدة على مستوى المملكة في تنقيح ومراجعة كتب الدارسات الاجتماعية والوطنية للنظام الفصلي الذي طبقته المملكة لأول مرة في تاريخها التعليمي قبل عامين .
- تم تكريمك من إدارة تعليم جدة في حفل كبير ضم العديد من معلمات التميز أمثالك .. كيف كان شعورك في ذلك اليوم وما أثر هذا التكريم على عملك والمحيطين بك ؟
بالتاكيد كان شعوري يومها مزيج من فخر مع احساس بالمزيد من المسؤولية ، التكريم سيكون دافعا ومحفزا قويا لي للاستمرار في بذل المزيد من الجهود في عملي كوني أصبحت قدوة لغيري بتميزي.
-هل من اقتراحات وأفكار لديك لدعم مسيرة التميز في التعليم ؟
من يتابع مسيرة التعليم بالمملكة يجدها تقفز قفزات هائلة وسريعة في السنوات الاخيرة وذلك بدعم من ولاة أمرنا حفظهم الله حيث جعلوا التعليم قي قائمة الاهتمامات لديهم وأدعو الله أن يوفقني وزميلاتي المعلمات لدعم هذه المسيرة لرفع راية الوطن عاليا .
- لن تذوق حلاوة النجاح إذا لم تساعد غيرك للوصول إليه ، نصائح تقدمينها للمعلمات الأخريات ممن يرغبن التميز ؟
نصيحتي لكل معلمة أن تضع الطالبة نصب عينيها لأنها محور العملية التعليمية ، فمن تهتم بأمر طالباتها حتما ستبحث عن كل ماهو جيد وجديد حتى تقدمه لهن فتأخذ بيد المبدعة منهن لتصل إلى الأعلى وتمد يدها للمخفقة حتى ترتقي بها لمستوى أفضل بإذن الله.
-النجاح ليس بالوصول للقمة لكن بالمحافظة عليه ماذا بعد التميز طموحك إلى أين يقودك ؟
اتمنى أن استطيع الاستمرار في مشاركتي في إحدى جوائز التميز للتربية والتعليم سواء على مستوى المملكة أو الخليج .
- «وراء كل متميز داعم ومحفز» من وقف وراءك إلى أن حققت هذا الإنجاز؟
الحمدلله أنا لا أرى نفسي إلا معلمة تعمل على تجويد عملها ومن ينتهج هذا المنهج بالتأكيد سيكون معلماً متميزا ، لكني لا أنكر فضل قائدة مدرستي الأستاذة أمل خوج باصرارها على تشجيع منسوبات المدرسة ودفع الجميع نحو التميز حتى أصبحنا بفضل الله نتبوأ مكانة عالية ومرموقة من بين كل مدارس المملكة بل ومدارس دول الخليج العربي أيضا .
-كلمة أخيرة .
أشكر كل من رشحني ووضع ثقته في قدراتي ، أشكر كل من قدم لي التهنئة
أدعو ربي أن يبارك لي في صحتي ووقتي لاستمر بالعطاء ، شكري وتقديري لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .