أكد د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أنه آن الأوان أن يُحتفى بالعلماء في حياتهم، ولا ننتظر أن نكرمهم بعد رحيلهم عن عالمنا، وسنحتفي قريباً بـ محمود فتحي حجازي، ود. الطاهر مكي. والمجلس الأعلى للثقافة الذي اختاره محمد بن صالح النعيم رئيس مؤسسة " النعيم الثقافية الأثينية" بالأحساء ليكون مكاناً لهذا الحفل وهو بيت المثقفين ويفتح أروقته للجميع ولكل الأنشطة والفعاليات، وسوف يظل بيتاً مفتوحاً للجميع،
جاء ذلك في حفل تكريم الناقد د.أحمد دويش بقاعة المؤتمرات بالمجلس، والذي أقامه المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية الكاتب المفكر حلمي النمنم وزير الثقافة بالتعاون مع مؤسسة " النعيم الثقافية الأثينية " بالأحساء، بحضور نخبة من زملاء وتلاميذ ومحبي د. أحمد درويش من مصر والدول العربية.
وأضاف بدران بأن" أحمد درويش " يكرم بين أهله وأحبائه وزملائه، وهو الذي جعل من النقد الأدبي أدباً وإبداعاً وحل طلاسم المصطلحات النقدية فجعلها نصاً إبداعياً ليُقرأ ويفهم ونقوم نحن بتطبيقه في شئوننا الجامعية وبحوثنا النقدية..
ثم وجه بدران التحية لرئيس مؤسسة النعيم الذي أصر على تكريم د. درويش هنا وسط أهله بعد أن احتفى به في السعودية، كما حضر السفير اللبناني د. خالد زيادة، والوزير العماني سالم ربيع، د. محمد ربيع، ود. حمد بن ناصر الدخيل الذين تحملوا من مشقة السفر والحضور للقاهرة لللمشاركة فى تلك المناسبة.
كما وجه بدران التحية للدكتور "علاء رأفت" عميد دار العلوم، ود. محمد عوني عبد الرؤوف ، وفاروق شوشة الذي يأخذ بألباب الشباب والدارسين وجعلهم يعشقون اللغة العربية، ود. غراء مهنا، وهالة الحديدي، ود. رشا صالح زوجة د. أحمد درويش.
وقد وجه محمد بن صالح النعيم الشكر للكاتب المفكر حلمي النمنم وزير الثقافة وللمجلس الأعلى للثقافة وعلى رأسهم د. بدران والقائمين على إنجاح تلك الاحتفالية ولاتحاد الكتاب المصري والمشاركين من العلماء الذين تكبدوا عناء السفر والمشاركين معنا في بحوثهم من الوطن العربى للاحتفاء بالأعمال الأدبية والنقدية للدكتور أحمد درويش.
أشار د. خالد زيادة إلى قيمة د. درويش الإبداعية والنقدية والشعرية واهتمام درويش بشكل خاص بالشاعر اللبناني الكبير خليل مطران والدراسات النقدية العديدة التي قدمها درويش في أعمال هذا الشاعر الكبير، مضيفاً أن درويش ليس مختصاً بالشعر فقط، ولكن تاريخه ومؤلفاته في الشعر والنثر والأدب المقارن يشهد لها الجميع.. فإنه دون شك أحد أهم علمائنا ومفكرينا الذين يسعون وبجد إلى إحياء الأدب العربي، مؤكداً على الصلات التي تربط لبنان بمصر في ميدان الثقافة والفن والأدب.
وقال سالم ربيع وزير مفوض بسلطنة عمان: نحن نحتفي بقامة ثقافية كبيرة، فإسهامات درويش طوال السنوات الماضية مقدرة في الوطن العربي، متمنياً له دوام الصحة والتوفيق.
أعرب درويش عن سعادته بتلك الاحتفالية قائلاً: نحن أمة واحدة وثقافة واحدة يقوي بعضها بعضاً، والكلمة التي تكتب في البلاد العربية تصب في عقولنا، الثقافة تنقذ مصر من الانهيار، وستظل الثقافة نوراً نهتدي به وستظل مصر مرفوعة الرأس، ثم وجه الشكر والتحية لكثيرين وعلى رأسهم محمد بن صالح النعيم صاحب فكرة التكريم.
وأضاف أنها ليست المرة الاولى التي يسعى فيها رجل سعودي بوزارة التربية والتعليم للتكريم والاحتفاء بشخصي، فقد كرم من قبل عدداً من الأساتذة منهم الشاعر الكبير فارق شوشة، كما وجه درويش الشكر للدكتور بدران ووصفه بأنه رفيق الدرب الذي يعرف ويقدر دائماً قيمة الكلمة وهو في سياسته التي يسلكها يسعى أن يكون المجلس الأعلى بيتاً للمثقفين في كل مكان .
ووجه درويش التحية لضيوفه وزملائه من السعودية وشكرهم على الإصرار على احتمال مشقة السفر والحضور للقاهرة للاحتفال به.
وقال د. هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب إنه يجلس الآن لكي يتحدث عن أستاذه الذي أشرف على رسالته في الماجستير بعدما قرأ له مقالة عن التجريب في قصة يوسف الشاروني، وذهب إليه في مكتبه بدار العلوم وطلب منه أن يقبل الإشراف على رسالة الماجستير، والتي رأى من مقالة أستاذه درويش أنه وجد الموضوع الذي كان يبحث عنه، وأضاف أن د. درويش وافق على طلبه بعد أن طلب منه تصوراً كاملاً عن الرسالة، مضيفاً أنه تعلم كثيراً من علاقته بالدكتور درويش منها ما هو إنساني وما هو أكاديمي ومنها الاجتماعي، كما أن درويش هو من قام بمناقشة رسالته في الدكتوراه وقام بترشيحه لعضوية لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس واختتم كلمته بالعرفان والشكر لتلك القامة الأدبية الكبيرة.
وقد أكد فاروق شوشة أن درويش ليس مجرد أستاذ جامعي أو ناقد أدبي أو حتى شاعر أو مترجم، بل هو ظاهرة ثقافية، فالروافد التي شكلت بناءه الثقافي متعددة ومتكاملة في الوقت نفسه، ومفتاح تلك الظاهرة كما أطلق عليه شوشة هو عشق درويش المبكر للشعر، وبالتالي جعله هذا العشق عاشقاً أيضاً للغة ولم يتوقف درويش عند عشق اللغة العربية وحدها، بل عشق لغة أخرى وهي الفرنسية ونرى في ترجماته قدرة علمية واضحة تدرك معها أن درويش صاحب أسلوب، كثيرون يكتبون ولكن القليل منهم من نستطيع أن نطلق عليه صاحب أسلوب، فأصبح له بصمته اللغوية في شعره والتي تميزه كثيراً.. وأفاده كثيراً هذا التفرد في الكتابة النقدية والترجمة، فأصبحت كتاباته تتسم بالرحابة واليسر.
وأوضح د. محمد الربيع عضو مجمع اللغة العربية بالسعودية، فترة السبعينيات والتي عمل بها درويش بالسعودية في كلية اللغة العربية وكانت مناهجها وقتها تشبه كثيراً مناهج الكليات الأزهرية، فكان له نشاط ملحوظ وقتها في حضوره للندوات الأدبية والثقافية ومشاركته بوسائل الإعلام بمختلف أشكالها ومناقشة رسائل الدكتوراه والإشراف على رسائل الماجستير وكان له دور في مناقشة المناهج التي كانت تقدم في قسم الأدب بالجامعة وقتها، وأضاف الربيع أن لدرويش بحوثاً قيِّمة ومهمة قدمها عن الأدب والثقافة والنقد وعشرات المحاضرات القيمة عن اللغة والهوية والكثير من الأنشطة التي أثرى بها درويش الحياة العلمية والأدبية، فقد استطاع في عامين مدة عمله وقتها أن يقدم الكثير من الأنشطة التي تعد إضافات للساحة الأدبية ولم ننسَها يوماً.
تناولت د. غراء مهنا درويش ناقداً ومترجماً ومبدعاً للشعر.
وتحدث حمد بن ناصر الدخيل عن أحمد الشايب بينه وبين أحمد درويش.
كما تحدث د. صلاح الدين صالح حسنين عن التأويل والنقد الأدبي.
وتناول د. ربيع عبد العزيز أمين عام المؤتمر عن مترجمات أحمد درويش.
وتطرقت معصومة عبد الرضا إلى درويش ومقامات الهوية بصورتها الذهنية.
كما تطرق د. عيد أبو الحارث إلى عبد القادر الجرجاني ونظرية النظم في دراسات أحمد درويش.
كما شارك في الاحتفالية د. أحمد إبراهيم الشريف، د. بسيم عبد العظيم، د. رجب أبو العلا، د. ظافر الشهري، د. محمد عبد الرحمن، د. محمد عوني عبد الرؤوف، شريف حتيته، شيماء إسماعيل.
وقد قام د. بدران بتكريم كلٍّ من الناقد أحمد درويش، ومحمد بن صالح النعيم، كما أهداهما درع المجلس الأعلى للثقافة، وكرمت مؤسسة النعيم الثقافية الأثينية بالأحساء الدكتور بدران تقديراً لتفاعله ومؤازرته لعقد هذا المؤتمر لتكريم الدكتور أحمد درويش.