٧٣عام هو عمر الكابتن طيار سامي رفة الذي لم يمنعه سنه من تحقيق حلمه بجولة حول العالم بطائرته الخاصة إمتنان وشكر لكل من دعمه وسانده في مسيرته العلمية والعملية من بداية مراحله الدراسة الي وقته الحالي. ثم قدم رحلته بكل ما تحمله من أهداف سامية وامتنان للوطن الذي أعطى بلا حدود إهداء لملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . بدعم ورعاية من قبل الشيخ يوسف محمد جميل بفندق انجم .
من الرياض إلى أرجاء العالم، بدأ «الكابتن» سامي رفة ، مغامرة الطيران حول العالم بطائرة صغيرة ذات محرك واحد خط عليها أسماء مدربيه ومعلميه في أوروبا وأميركا قبل 53 سنة. وذلك كما قال لـ« لـ نبراس » خلال لقائها معه: «إهداء لخادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم وإمتنانا للوطن ولهم ».بدأت «رحلة الامتنان» التي انطلقت قبل شهرين و هي المحاولة الثالثة من نوعها لـ«الكابتن» سامي، بعد محاولتين سابقتين توقفتا في القاهرة بسبب مشاركة الجيش المصري في حرب اليمن في تلك الفترة.
رفة، وهو أب لإبنين وأبنتين، من مواليد مكة المكرمة عام 1943، درس أربع سنوات في كلية الطب وخلال دراسته تعلم الطيران في النمسا وسويسرا، ثم تحول بعد ذلك الي دراسة الطيران ومن ثم أكمل دراسته الأكاديمية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعدها عمل طيارا مدنيا لمدة 35 سنة، وتقاعد قبطانا من الخطوط الجوية السعودية على طائرة الـ«جامبو». ثم إتجه بعد ذلك لتدريس الطيران في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة على مدى 6 سنوات.
رفه الذي يملك رصيدا يصل إلى نحو 40 ألف ساعة طيران كان قد تقاعد من مهنته كطيار في الخطوط السعودية وأخذ على عاتقه تعزيز الخبرة الطويلة في عالم الطيران بجولة حول العالم لتوصيل رسالة شكر لمن سانده طوال حياته العملية.
خلال الحوار مع < نبراس > قال الكابتن سامي رفة: «منذ عام 1962 وبعد تعذر إكمالي المحاولتين السابقتين وهذه الفكرة تراودني من وقت لآخر، غير أن إنشغالي بظروفي العملية والعائلية حال دون تنفيذها. أما الآن، بعدما كبر أولادي وبعد تقاعدي من الخطوط الجوية السعودية فقد بدأت عملية الإعداد لهذه الرحلة منذ ثمان سنوات خمس سنوات تحضيرية وثلاث سنوات تجريبية وسط تشجيع كبير من أولادي وزملائي، الذين رحبوا بالفكرة وأسهموا معي في دفع نفقاتها لما تحمله من رسالة سامية، خصوصا لنا نحن الطيارين بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001».
وعن تفاصيل الرحلة قال «الكابتن» شارحا: «كان من المقرر ان تستغرق الرحلة نحو 21 يوما وقد زادت الي شهرين تقريبا ذلك بسبب ظروف الطيران والصيانة من موقع لآخر. وقد استغرقت خلالها نحو 21 بلدا و17 محطة هبوط على متن طائرة ذات محرك واحد ، من نوع (موني)، اقتنيتها بعد سنوات من البحث وأضفت لها كثيرا من التجهيزات الخاصة برحلتي. وتشمل هذه التجهيزات مخازن إضافية للوقود وأجهزة رادار خاصة وأجهزة التواصل والطيران الآلي وجهاز خاص لإذابة الثلج على الأجنحة. أما سرعة هذه الطائرة فتبلغ 400 كلم في الساعة ويبلغ طول الجناح 36 قدما».
وأضاف في لحظة يأس وعندما فقدت الأمل بالحصول علي جهة وطنية راعية للرحلة عرضت الطائرة للبيع وبنفس اليوم الذي كان من المقرر أن التقي بالمشتري وردني إتصال من الشيخ يوسف عبداللطيف جميل إستوقفني فيها عن البيع مبينا بأنه سيتكفل بكافة تكاليف الرحلة برعاية من فندق أنجم وقال : لولا الله ثم دعمه ورعايته لكانت الرحلة الغيت بعدما فقدت الأمل بتحقيق هذا الحلم .
الشيخ يوسف عبداللطيف جميل
وعن المواقف والمخاطر التي تعرض لها خلال الرحلة يضيف الكابتن رفة: تعرضت لمواقف عدة، منها تعطل أحد المحركات وبعض أجهزة الملاحة، إضافة إلى المرور فوق مناطق عسكرية تحتاج لبعض التصاريح الخاصة ، مما أطال الرحلة إلى شهرين وأشاد الكابتن بشركة نكسوس التي ذللت له الكثير من المشاكل والمصاعب في سبيل انجاح الرحلة وإتمامها . مبينا أنه أضاف عددا من التجهيزات لطائرته شملت مخازن إضافية للوقود ورادارا خاصا وأجهزة التواصل والطيران الآلي وجهازا خاصا لإذابة الثلج على الأجنحة،
وعن الإجراءات التي اتخذها سواء من الناحية الطبية والإحترازية التي ساعدته على إكمال الرحلة، قال «الكابتن» سامي رفة إنه استشار عددا من المتخصصين بينهم شقيقاه عدنان وحسان، طبيب القلب المعروف، وأخذ منهما المشورة اللازمة حول الراحة الجسدية وطرق التغذية «ولقد وصفا لي بعض الأدوية والأطعمة الخاصة التي لا يحتاج إعدادها إلى جهد كبير، لكنها تفي بالغرض في الرحلات الطويلة، منها بعض الأطعمة التي تتناول على شكل كبسولات وتمثل وجبات طبية متكاملة، وتقلل من نسب إفرازات الجسم». وأردف مستدركا «بالمناسبة، أنا في كل رحلاتي أعتبر تمر العجوة الغذاء الرئيسي لي لما يحمله من المواد المغذية المهمة».
وتابع رفة مشيرا إلى أنه استعان بنوع خاص من بدلات الطيران المقاومة للإحتراق لفترة طويلة بالإضافة إلى معدات للإنقاذ والسلامة داخل الطائرة وفي حالة الهبوط الإضطراري على المياه الباردة.
وعن توثيق الرحلة وكيفية التواصل مع الجهات المشرّعة لها، قال رفة: «هذا النوع من الرحلات يتم بالتنسيق مع منظمة الطيران العالمية التي تشترط على الطيارين تحديد مطارات الهبوط والإقلاع، وهي تتواصل معهم بعد ذلك وهي لا تهتم بالأهداف بقدر ما تهتم بالوسيلة.. ولقد قام برحلات مشابهة كثير من الطيارين العالميين، لكنني أعد الأول على مستوى المنطقة العربية الذي يقوم برحلة من هذا النوع على متن طائرة بمحرك واحد». وهنا عبر الكابتن عن شكره لشركة نكسوس ( NEXUS Flight Operations Services) ﺷﺮﻛﺔ اﺍﻟﺮوﺍﺑﻂ اﺍﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻟﺨﺪﻣﺎت ﺍﻟﻌﻤﻠﯿات اﺍﻟﺠﻮﻳﺔ التي تكفلت بتنظيم ومتابعة هذه المهام .
الأستاذ / عبدالله السيد الرئيس التنفيذي لشركة نكسوس
شركة الروابط الإقليمية لخدمات العمليات الجوية
بعدها سألناه عن التحدي، كون الرحلة عملا فرديا، فأجاب: «كان التحدي هو أن أجد الصفّة الرسمية، وهناك بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى عالميا عرضت شراء الرحلة بالكامل وتوثيقها. إلا أن رحلتي هذه هي رحلة امتنان وشكر أهديها لبلدي ولخادم الحرمين الشريفين أقول لهم فيها (نحن لسنا أقل من غيرنا).. وهي أيضا تأتي امتنانا مني لمن علّموني ولزملائي في مجال الطيران وعبرها أقول لهم شكرا.. وكذلك أوجه عبرها شكري لزملائي والمدربين الذين درّبوني في السعودية الذين خطّيت أسماءهم على الطائرة،