روح أعلنت أن جمآل وجودها سيقضي على وجود جمالها لمن اغتر به، تغرزُ مخالبها في قلوب المذنبين حين تغريهم ببياض فرائها وكثافته! إلى أن يتبعوها وتخلق بقلوبهم حبّا، حتى ما تمكنت من حبّ هذا القلب غرزت به حدة مخالبها وأدارت له ظهرها باحثةً عن قلبٍ آخر!
تتبسّم للجميع بدّرها اللامع خافيةً أنيابها المظلمة، تبدي من نعومة أظافرها ما خفته من مخالبٍ كالمهنّد!
أنثى السمّ الأبيض هي جمال عسقلةٍ تعيش بين الثلوج ، خلف عالمها البارد وفرائها دسّت سموم أنيابها المميته في ثلجٍ لن يميزه المغرم فبياض سمها تخالط في بياض ثلوج حبّ افتراسها! أنثى وعدت الإناث بالتوّعد لمن يفتك بقلوبهم ويمضي، تلك الأنثى التي تصدع لها البلور في كهوف الجليد حينما تفترس قلب أحدهم!
أنثى تتمتع بجلب الكثيرين لقلبها لقضاء بدايات الحبّ ، حتى إذا ما توطئت العلآقة أبرزت مخالبها باحثةً عن شخصٍ آخر! ذاك قانون عشقها بأن البداية تعلن النهاية ! ربما لم يجدر بجمالها وطغيان أنوثتها أن تمتلك ذاك القانون لولا ذئاب غابتها الثلجية الذين أرغموها على بسط مخالبها على من أغرم بها! فكما كانوا يبسطون أنيابهم في دائرة العشق أصبحت تدس سمّ أنيابها في بياض ثلج يظنه العاشق بأمان..
واحذر أيّها العاشق من أن يُرّد يومٌ لمخلب عشقك!
فما أصعب الدنيا حين لا تسهوا عن ظلم الحبّ وتسير في دروب العاشقين مسجلةًً أحداثها بكامل التفاصيل!
أنثى ليست كالباقيات ترأست غابتها البيضاء حتى تخلط ما بين ثلجها وسمومها في سكرة العاشقين ! لا يقع ضحيتها سوى من بثّ سمومه عبر دائرة العشق، إن مضيت وعشقت فتمسّك بعشقك وإن كانت الخفافيش ملأت رأسك ! أتودّ بالإنتقال إلى الغابة البيضاء حيث الكهوف التي يلمع بلور جليدها؟ أنت لا تعلم خلف سمك هذا الجليد دماء أحشاء المغرمين الذين سعو وراء الأجمل ! هناك في ذاك العالم لكلّ من عمد عن ترك قلبٍ عُلقّ به ومضى ، لمن ترك عشيقه بحثاً عن الأجمل ! أنثى السمّ الأبيض تنتظرك ستوقعك في حبّها ولن تبرز لك في بداية عشقها ثوبها العسقليّ ! ستظهر لك في أنثى لا يصمد أمامها قلب ومن ثمّ البدايه ستولد النّهاية...